Saturday, February 1, 2014

957 - لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها ، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإذا حلفت على يمين ، فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير ، وكفر عن يمينك ، صحيح البخاري

 
لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها ،
وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ،
وإذا حلفت على يمين ، فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير ، وكفر عن يمينك ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالرحمن بن سمرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6722 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
في هذا الحديث توجيهٌ نبويٌ عظيم لهؤلاء الذين تهوى أفئدتهم الإمارة، وتتوق أنفسهم إلى الصدارة، غافلين عن حقيقة أمرها، ناسين أنَّها في الدنيا أمانة، وأما يوم القيامة فغالبًا ما تكون خزيًا وندامة، ولذلك نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عبدالرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - أن يسألَ الإمارة أو يسعى إليها.
 
فالإمارةُ وغيرُها من الولايات على الخلق ينبغي أن يُسعى بها إلى أهلها ومستحقيها، ولا ينبغي للناس أن يتصارعوا عليها؛ بل على العبد أن يسأل الله العافية والسلامة، فإنه لا يدري هل تكون الولاية خيرًا له أو شرًّا؟ وهل يستطيع القيام بحقِّها أو لا؟
 
وسؤال الإمارة يُنبئ عن محذورَيْن:
الأول: حرصُ السائل على الدُّنيا والرئاسة، وهذا الحرصُ غالبًا ما يحمله على تعدِّي حُدُود الله، والعلو على عباده - سبحانه وتعالى.
الثاني: اتِّكال السائل على نفسه واعتماده عليها، وهذا غاية الخذلان ونهاية الحرمان، وقد كان مِن أكثر دعاء النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم رحمتَك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين))؛ رواه أبو داود بإسنادٍ حسن.
 
وأما من لَم يحرص على الإمارة ولم يتشوف لها، بل أتته من غير مسألة، فخاف أن يُقصِّرَ في القيامِ بأعبائها، فإن الله يُعينه عليها ويوفقه فيها؛ لأنَّه في هذه الحالة يقوى توكُّلُه على الله تعالى، ومتى أخذ العبدُ بالأسباب متوَكِّلاً على الله أفلح ونجح.
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

No comments :

Post a Comment