Thursday, February 20, 2014

994 - إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم . فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ، ما يقول عبادي ؟ تقول : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ، فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا والله ما رأوك ، فيقول : وكيف لو رأوني ؟ يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا ، يقول : فما يسألونني ؟ يسألونك الجنة ، يقول : وهل رأوها ؟ يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ، قال : فمم يتعوذون ؟ يقولون : من النار ، يقول : وهل رأوها ؟ يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، يقول : فكيف لو رأوها ؟ يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة ، فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ، صحيح البخاري

 
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم .
فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،
فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ، ما يقول عبادي ؟
تقول : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ،
فيقول : هل رأوني ؟
فيقولون : لا والله ما رأوك ،
فيقول : وكيف لو رأوني ؟
يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا ،
يقول : فما يسألونني ؟
يسألونك الجنة ،
يقول : وهل رأوها ؟
يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ،
يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟
يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ،
قال : فمم يتعوذون ؟
يقولون : من النار ،
يقول : وهل رأوها ؟
يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ،
يقول : فكيف لو رأوها ؟
يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة ،
فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم .
يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة .
قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6408 خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه]
------------------------------------------------
الشرح:
  
هلمّوا: هي لغة أهل نجد بمعنى: أقبلوا
 
فيحفونهم بأجنحتهم: أي يدنون بأجنحتهم حول الذاكرين
 
هم الجلساء: وفي اللام إشعار بالكمال أي هم القوم كل القوم
 
هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم: في هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين فلو قيل لسعد بهم جليسهم لكان ذلك في غاية الفضل لكن التصريح بنفي الشقاء أبلغ في حصول المقصود
 
 
 المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة حسب وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى
 
وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين وفضل الاجتماع على ذلك وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله - تعالى - به عليهم إكراما لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر
 
وفيه محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم ، وفيه أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسئول عنه من المسئول لإظهار العناية بالمسئول عنه والتنويه بقدره والإعلان بشرف منزلته وقيل إن في خصوص سؤال الله الملائكة عن أهل الذكر الإشارة إلى قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فكأنه قيل لهم انظروا إلى ما حصل منهم من التسبيح والتقديس مع ما سلط عليهم من الشهوات ووساوس الشيطان وكيف عالجوا ذلك وضاهوكم في التسبيح والتقديس وقيل إنه يؤخذ من هذا الحديث أن الذكر الحاصل من بني آدم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل ووجود الصوارف وصدوره في عالم الغيب بخلاف الملائكة في ذلك كله وفيه بيان كذب من ادعى من الزنادقة أنه يرى الله - تعالى - جهرا في دار الدنيا ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة رفعه واعلموا أنكم لم تروا ربكم حتى تموتوا . وفيه جواز القسم في الأمر المحقق تأكيدا له وتنويها به . وفيه أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات والنار من أنواع المكروهات فوق ما وصفتا به وأن الرغبة والطلب من الله والمبالغة في ذلك من أسباب الحصول
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment