Thursday, March 6, 2014

1001 - عن جابر بن عبدالله: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فأبطأ بي جملي أعيى ، فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : جابر . فقلت : نعم ، قال : ما شأنك قلت : أبطأ علي جملي أعيى فتخلفت ، فنزل يحجنه بمحجنه ، ثم قال : اركب . فركبت ، فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : تزوجت . قلت : نعم ، قال : بكرا أم ثيبا . قلت : بل ثيبا ، قال : أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت : إن لي أخوات ، فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن ، وتقوم عليهن ، قال : أما إنك قادم ، فإذا قدمت فالكيس الكيس . ثم قال : أتبيع جملك . قلت : نعم ، فاشتراه مني بأوقية ، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي ، وقدمت بالغداة ، فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد ، قال : آلآن قدمت . قلت : نعم ، قال : فدع جملك ، فادخل ، فصل ركعتين . فدخلت فصليت ، فأمر بلالا أن يزن لي أوقية ، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان ، فانطلقت حتى وليت ، فقال : ادع لي جابرا . قلت : الآن يرد علي الجمل ، ولم يكن شيء أبغض إلي منه ، قال : خذ جملك ولك ثمنه ، صحيح البخارى

 
عن جابر بن عبدالله: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فأبطأ بي جملي أعيى ، فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : جابر . فقلت : نعم ، قال : ما شأنك
قلت : أبطأ علي جملي أعيى فتخلفت ، فنزل يحجنه بمحجنه ،
ثم قال : اركب .
فركبت ، فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال : تزوجت . قلت : نعم ،
قال : بكرا أم ثيبا . قلت : بل ثيبا ،
قال : أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟
قلت : إن لي أخوات ، فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن ، وتقوم عليهن ،
قال : أما إنك قادم ، فإذا قدمت فالكيس الكيس .
ثم قال : أتبيع جملك . قلت : نعم ،
فاشتراه مني بأوقية ،
ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي ، وقدمت بالغداة ، فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد ،
قال : آلآن قدمت . قلت : نعم ،
قال : فدع جملك ، فادخل ، فصل ركعتين .
فدخلت فصليت ، فأمر بلالا أن يزن لي أوقية ، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان ، فانطلقت حتى وليت ،
فقال : ادع لي جابرا . قلت : الآن يرد علي الجمل ، ولم يكن شيء أبغض إلي منه ،
قال : خذ جملك ولك ثمنه ، صحيح البخارى
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري  - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2097 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
غزاة: غزوة
 
فأبطأ بي جملي أعيى: اى ان الدابة اشتد بها الأعياء حتى لا تكاد تمشى ، حتى ابطأ عن الجيش و اصبح يسير خلفهم بمسافة
 
يحجنه بمحجنه: اى يطعنه او يخزه باداة ليساعده على السير
 
والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يسير في مقدمة أصحابه، وأحيانًا يتوسطهم، وأحيانًا يتأخر إلى المؤخرة، ليساعد ضعيفهم، كما في هذه القضية، فلما تأخر عن القوم جاء جابرًا من خلفه، حتى حاذاه، فسأله عن سر تأخره، فشكا إليه جمله، فنزل صلى الله عليه وسلم عن جمله، ونزل جابر، فتأخر صلى الله عليه وسلم إلى الجمل من الخلف، وضربه ضربة خفيفة، كالنخس، فوثب الجمل، فدعا للجمل، ثم قال لجابر: اركب فركب وركب صلى الله عليه وسلم، وأخذ يؤنس جابرًا ويسأله عن حاله.
 
 
فالكيس الكيس: قال الخطابي : الكيس هنا بمعنى الحذر , وقد يكون الكيس بمعنى الرفق وحسن التأتي .
 
وقال ابن الأعرابي : الكيس العقل , كأنه جعل طلب الولد عقلا .
 
وقال غيره : أراد الحذر من العجز عن الجماع فكأنه حث على الجماع .
 
قلت : جزم ابن حبان في صحيحه بعد تخريج هذا الحديث بأن الكيس الجماع وتوجيهه على ما ذكر , ويؤيده قوله في رواية محمد بن إسحاق " فإذا قدمت فاعمل عملا كيسا " وفيه " قال جابر : فدخلنا حين أمسينا , فقلت للمرأة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أعمل عملا كيسا , قالت : سمعا وطاعة , فدونك . قال : فبت معها حتى أصبحت " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه .
 
قال عياض : فسر البخاري وغيره الكيس بطلب الولد والنسل , وهو صحيح .
 
قال صاحب " الأفعال " : كاس الرجل في عمله حذق , وكاس ولد ولدا كيسا . وقال الكسائي : كاس الرجل ولد له ولد كيس ا ه مجرده .
 
وأصل الكيس العقل كما ذكر الخطابي, لكنه بمجرده ليس المراد هنا , والشاهد لكون الكيس يراد به العقل قول الشاعر : ‏ ‏وإنما الشعر لب المرء يعرضه ‏ ‏على الرجال فإن كيسا وإن حمقا ‏، فقابله بالحمق وهو ضد العقل , ومنه حديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت , والأحمق من أتبع نفسه هواها " وأما حديث " كل شيء بقدر , حتى العجز والكيس " فالمراد به الفطنة
 
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود من غزوة ذات الرقاع، في السنة الخامسة للهجرة، يعود بجيشه بعد نصر الله، وفي الجند جابر بن عبد الله، الصحابي المشهور، يركب جملاً له عليلاً، اشتد به الإعياء حتى لا يكاد يسير، فتخلف جابر عن آخر القوم، وكاد يترك الجمل في الصحراء، ويسير على أقدامه، وبينما هو يتدبر أمره فوجئ بمن يناديه من خلفه: جابر؟ فالتفت، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لبيك يا رسول الله. قال: مالك تأخرت؟ ما لبعيرك؟ قال: بعيري عليل، لا يكاد يسير، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ناقته، ونزل جابر عن جمله، أدبًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلف بعير جابر، فنخسه في عجزه بعصاة كانت معه، فقفز البعير من النخسة، وسمع جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو للبعير بالبركة، ثم قال: يا جابر: اركب بعيرك باسم الله. فركب جابر بعيره، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته، وتجول بين الجند، ركب جابر بعيره، فإذا هو غير البعير، بعير يسير سيرًا لم يسر مثله قبل، بل لا يسير مثله بعير، إنه يسابق إبل القوم، إنه يسبقهم، ويسير قدامهم ومرة أخرى يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بجواره، يقول له: يا جابر. قال: لبيك يا رسول الله. قال: كيف ترى بعيرك؟ ماذا فعل؟ قال: حصلت له بركتك يا رسول الله، ها هو كأحسن بعير، بفضل دعائك، ها هو ذا يحاول سبق ناقتك، أشده من خطامه لأمنعه من الإسراع، لتتقدم علي يا رسول الله، قال: يا جابر. أتزوجت بعد وفاة أبيك؟ قال: نعم، وأن عروس، لهذا أستأذنك في أن أسبق الجيش إلى المدينة. قال: لا بأس. فماذا تزوجت؟ بكرًا؟ أم ثيبًا؟ قال: ثيبًا. قال: فلم لم تتزوج بكرًا وأنت شاب في مقتبل الشباب؟ لم لم تتزوج بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟ لم لم تتزوج عذراء تضاحكها وتضاحكك؟ قال: لقد مات أبي شهيدًا في أحد، وترك تسعًا من البنات، منهن الصغيرة، فكرهت أن أتزوج بكرًا في سن بعضهن، فلا تستطيع خدمتهن، وتمشيطهن، وجمعهن، والقيام عليهن، فتزوجت امرأة تقوم مقام أمهن، وتدبر شئونهن. قال: أصبت. فبارك الله لك، يا جابر العقل العقل، والحكمة الحكمة في معالجتك لأمور زوجك مع أخواتك، فما أصعب هذه العلاقة. ثم قال: يا جابر أتبيعني جملك هذا؟ واستحيا جابر. بماذا يجيب؟ وليس لهم جمل يستقون عليه إلا هذا؟ قال: هو لك يا رسول الله هدية لا بيعًا. قال: لا بعنيه. قال: هو لك هدية لا بيعًا يا رسول الله قال: لا بعنيه بأوقية من الذهب. قال: لا أبيعه. قال: بعنيه بأوقية من ذهب، والله يغفر لك. قال: بعتكه. وقد كان لرجل علي أوقية من الذهب، فهي تسد الدين، لكن أتبلغ عليه حتى المدينة. قال: تبلغ عليه إلى المدينة.
 
وسبق جابر الجيش، وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم خيام الجيش قرب المدينة، على ثلاثة أميال منها، حتى يصل خبر الجيش وتستعد النساء للقاء الأزواج، وأصبح جابر بجمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده على باب المسجد، فسلمه الجمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال، خازن بيت المال: زن له أوقية من ذهب، وزده، فوزن له أوقية وقيراطًا، ونقده، فرجع جابر إلى بيته وقبل أن يجلس جاءه من يقول له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوك إليه. قال: سمعًا وطاعة، وأخذ يقلب الأمور. لماذا يطلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقد كنت معه منذ قليل؟ أخشى أن يكون قد غضب لترددي في الموافقة على البيع، أو أن يكون سيرد علي الجمل، ويسترد الثمن وهو غير راض عني.
 
ووصل جابر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتظن أنني ساومتك على ثمن الجمل وبيعه لآخذه منك؟ الثمن لك، والجمل مني هدية لك. وقف جابر مشدوهًا، للمفاجأة، وأعاد صلى الله عليه وسلم: لك الثمن، ولك الجمل، ومرة أخرى وقف جابر مشدوهًا لا يصدق نفسه. ومرة أخرى يقول صلى الله عليه وسلم. لك الثمن ولك الجمل، فصدق الله العظيم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم [التوبة: 128]
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

 

No comments :

Post a Comment