Sunday, August 31, 2014

1484 - الناس معادن كمعادن الفضة والذهب . خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا . والأرواح جنود مجندة . فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف ، صحيح مسلم

الناس معادن كمعادن الفضة والذهب .
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .
والأرواح جنود مجندة .
فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2638 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الناس معادن: جمع معدن ، والمراد به مستقر الأخلاق
 كمعادن الذهب والفضة: وغيرهما إلى أن ينتهي إلى الأدنى ، فمن كان استعداده أقوى كانت فضيلته أتم ، وفيه إشارة إلى أن ما في معادن الطباع من جواهر مكارم الأخلاق ينبغي أن يستخرج برياضة النفوس كما تستخرج جواهر المعادن بالمقاساة والتعب كذا ذكره ابن الملك .
 وقال الطيبي : المعدن المستقر من عدنت البلد إذا توطنته ، ومنه المعدن لمستقر الجواهر ، ومعادن خبر المبتدأ ، ولا يصح حمله إلا بأحد وجهين : إما على التشبيه كقولك: زيد أسد وحينئذ يكون كمعادن الذهب بدلا منه أي : الناس كمعادن الذهب ، وإما على أن المعادن مجاز عن التفاوت ، فالمعنى أن الناس متفاوتون يعني في مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات تفاوتا مثل تفاوت معادن الذهب ، والمراد بالتفاوت تفاوت النسب في الشرف والضعة يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " فعن معادن العرب تسألونني ؟ " قالوا : نعم أي أصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها ، وإنما جعلت معادن لما فيها من معنى الاستعدادات المتفاوتة ، فمنها قابلة لفيض الله سبحانه على مراتب المعادن ، ومنها غير قابلة .
 خيارهم في الجاهلية: اى افضلهم و خيرهم فى الجاهلية ، و هى جملة مبينة ، شبههم بالمعادن في كونها أوعية للجواهر النفيسة والفلزات المنتفع بها ، المعني بها العلوم والحكم ، فالتفاوت في الجاهلية بحسب الأنساب ، وفي الإسلام بالأحساب ، ولا يعتبر الأول إلا بالثاني ، فالمعنى خيارهم بمكارم الأخلاق في الجاهلية
 إذا فقهوا: بضم القاف ، وقيل بالكسر أي : إذا استووا في الفقه ، وإلا فالشرف للأفقه منه .
 قال في النهاية : فقه الرجل بالكسر إذا علم ، وفقه بالضم إذا صار فقيها عالما وجعله العرب خاصا بعلم الشريعة وتخصيصا بعلم الفروع
الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف: قال العلماء : معناه جموع مجتمعة ، أو أنواع مختلفة .
 وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه ، وقيل : إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها ، وتناسبها في شيمها .
 وقيل : لأنها خلقت مجتمعة ، ثم فرقت في أجسادها ، فمن وافق بشيمه ألفه ، ومن باعده نافره وخالفه .
 وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ ، وكانت الأرواح قسمين متقابلين .
 فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه ، فيميل الأخيار إلى الأخيار ، والأشرار إلى الأشرار
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment