Sunday, August 3, 2014

1419 - أتاكم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة وألين قلوبا ، الإيمان يمان والحكمة يمانية ، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار في أهل الغنم ، صحيح البخاري

أتاكم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة وألين قلوبا ، الإيمان يمان والحكمة يمانية ،
والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار في أهل الغنم ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4388 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
قال البخاري رحمه الله : " سُمِّيَتْ الْيَمَنَ لِأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالشَّأْمَ لِأَنَّهَا عَنْ يَسَارِ الْكَعْبَةِ "
والمقصود بأهل اليمن في هذا الحديث أهل الإيمان والصلاح والتقوى من أهل اليمن ؛ ومن قال إنما عنى بذلك أهل مكة والمدينة ، أو عنى بذلك أهل البيت ، فقوله مخالف لظاهر الحديث ، كما يدل عليه قوله ( أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ) ، ( جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ ) والواجب الأخذ بالظاهر ، ولا يجوز العدول عنه إلا ببينة ظاهرة .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" واختلف في المراد به : فقيل معناه نسبة الإيمان إلى مكة لأن مبدأه منها , ومكة يمانية بالنسبة إلى المدينة ، وقيل : المراد نسبة الإيمان إلى مكة والمدينة وهما يمانيتان بالنسبة للشام ، بناء على أن هذه المقالة صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم وهو حينئذ بتبوك , ويؤيده قوله في حديث جابر عند مسلم " والإيمان في أهل الحجاز " , وقيل المراد بذلك الأنصار لأن أصلهم من اليمن ، ونسب الإيمان إليهم لأنهم كانوا الأصل في نصر الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حكى جميع ذلك أبو عبيدة في " غريب الحديث " له .
وتعقبه ابن الصلاح بأنه لا مانع من إجراء الكلام على ظاهره , وأن المراد تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل المشرق , والسبب في ذلك إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين , بخلاف أهل المشرق وغيرهم , ومن اتصف بشيء وقوي قيامه به نسب إليه ، إشعارا بكمال حاله فيه , ولا يلزم من ذلك نفي الإيمان عن غيرهم , وفي ألفاظه أيضا ما يقتضي أنه أراد به أقواما بأعيانهم فأشار إلى من جاء منهم لا إلى بلد معين , لقوله في بعض طرقه في الصحيح " أتاكم أهل اليمن , هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية , ورأس الكفر قبل المشرق " ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمل أهل اليمن على حقيقته .
ثم المراد بذلك الموجود منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان , فإن اللفظ لا يقتضيه .
قال : والمراد بالفقه الفهم في الدين , والمراد بالحكمة العلم المشتمل على المعرفة بالله " .
انتهى من " فتح الباري "
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment