Wednesday, August 20, 2014

1456 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يُحَدِّثُ ، وعنده رجل من أهل البادية : أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع ، فقال له : أو لست فيما شئت ؟ قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ، فأسرع وبذر ، فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال ، فيقول الله تعالى : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء . فقال الأعرابي : يا رسول الله ، لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا ، فإنهم أصحاب زرع ، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صحيح البخاري

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يُحَدِّثُ ، وعنده رجل من أهل البادية :
 أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع ،
فقال له : أو لست فيما شئت ؟
قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ،
فأسرع وبذر ، فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال ،
فيقول الله تعالى : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء .
فقال الأعرابي : يا رسول الله ، لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا ، فإنهم أصحاب زرع ، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع .
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7519 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
يُحَدِّثُ: اى يخبر من حوله بحديث
أهل البادية: اى من الأعراب او ممن يسكنون الصحراء و الجمع بوادى
استأذن ربه في الزرع: أي في أن يباشر و يمارس مهنة الزراعة
فقال له ألست فيما شئت: اى ألست تقيم فى الجنة و تنعم بنعيمها ، أو ما رضيت بما أنت فيه من النعم ؟
فأسرع وبذر: أي ألقى البذر فنبت في الحال
فتبادر الطرف نباته:  الطرف: بفتح الطاء وسكون الراء امتداد لحظ الإنسان إلى أقصى ما يراه ، ويطلق أيضا على حركة جفن العين وكأنه المراد هنا ان سرعه انبات النبات من البذر كانت كلمح البصر
واستواؤه واستحصاده وتكويره:  أي جمعه ، وأصل الكور الجماعة الكثيرة من الإبل ، والمراد أنه لما بذر لم يكن بين ذلك وبين استواء الزرع ونجاز أمره كله من القلع والحصد والتذرية والجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر
أمثال الجبال: اى ان الزرع كان كالجبال
دُونَكَ يا ابن آدم: أي خذه يا ابن آدم فانما هو لك
 لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع: اى ان الأعرابى جزم بانه هذا الرجل غالباً ما سيكون من اهل مكة او المدينة لأنهم اهل مدنو قد يمارسون الزراعة بعكس اهل البادية الذين يعتمدون بشكل اساسى على الرعى و لا يشتهر فيهم حب الزرع
 واستشكل قوله لا يشبعك شيء بقوله تعالى في صفة الجنةإن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأجيب بأن نفي الشبع لا يوجب الجوع ؛ لأن بينهما واسطة وهي الكفاية ، وأكل أهل الجنة للتنعم والاستلذاذ لا عن الجوع ، واختلف في الشبع فيها والصواب أن لا شبع فيها إذ لو كان لمنع دوام أكل المستلذ ، والمراد بقوله " لا يشبعك شيء " جنس الآدمي ، وما طبع عليه فهو في طلب الازدياد إلا من شاء الله تعالى
وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها قاله المهلب .
 وفيه وصف الناس بغالب عاداتهم قاله ابن بطال .
 وفيه أن النفوس جبلت على الاستكثار من الدنيا .
 وفيه إشارة إلى فضل القناعة وذم الشر ، وفيه الإخبار عن الأمر المحقق الآتي بلفظ الماضي
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment