Saturday, August 2, 2014

1417 - استب رجلان : رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين ، فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ، قال : فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي ، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون في أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممن استثنى الله ، صحيح البخاري

استب رجلان : رجل من المسلمين ورجل من اليهود ،
فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين ،
فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ،
قال : فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي ، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون في أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممن استثنى الله ، صحيح البخارى 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6517 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
استب: من السباب او الشتائم
فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم اليهودي: أي عند سماعه قول اليهودي : " والذي اصطفى موسى على العالمين " وإنما صنع ذلك لما فهمه من عموم لفظ العالمين فدخل فيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد تقرر عند المسلم أن محمدا أفضل ، وقد جاء ذلك مبينا في حديث أبي سعيد أن الضارب قال لليهودي حين قال ذلك : أي خبيث على محمد " فدل على أنه لطم اليهودي عقوبة له على كذبه عنده
لا تُخَيِّرُونِي على موسى: أي لا تفضلوني على موسى وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - من باب التواضع، وإلا فهو أفضل العالمين بالإجماع -عليه الصلاة والسلام-، أو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التفضيل، إذا كان هذا من باب العصبية للجنس، وأجاب البعض بأجوبة غير هذه
 فنهى عن الدخول في المفاضلة بينه وبين الأنبياء في مثل هذه الحالة ؛ خشية أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه ، وإن كان تفضيل بعضهم على بعض ثابتا في القرآن والسنة ، وتعيين من هو أفضل ثابتا أيضا بالنص الصريح
فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ: والمراد بالصعق غشي يلحق من سمع صوتا أو رأى شيئا يفزع منه
فإذا موسى باطش بجانب العرش: أي آخذ بشيء من العرش بقوة , والبطش الأخذ بقوة
فَلَا أَدْرِي أَكَانَ مِمَّنْ صُعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي أَوْ كَانَ مِمَّنْ اِسْتَثْنَى اللَّهُ: أي فلم يكن ممن صعق , أي فإن كان أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة وإن كان ممن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضا
 وهو أنه حوسب بصعقته يوم الطور فلم يكلف بصعقة أخرى .
 والمراد بقوله : " ممن استثنى الله " قوله: ( إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )
.
 قال العلماء في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء : إنما نهى عن ذلك من يقوله برأيه لا من يقوله بدليل أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة والتنازع , أو المراد لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يترك للمفضول فضيلة , فالإمام مثلا إذ قلنا إنه أفضل من المؤذن لا يستلزم نقص فضيلة المؤذن بالنسبة إلى الأذان , وقيل : النهي عن التفضيل إنما هو في حق النبوة نفسها كقوله تعالى : ( لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ )
 ولم ينه عن تفضيل بعض الذوات على بعض لقوله:: ( تِلْكَ الرُّسُل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )
 وقال الحليمي الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة , لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر , فأما إذا كان التخيير مستندا إلى مقابلة الفضائل لتحصيل الرجحان فلا يدخل في النهي
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment