Showing posts with label يتعلق بالقرآن. Show all posts
Showing posts with label يتعلق بالقرآن. Show all posts

Tuesday, February 24, 2015

1555 - يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك ، و أظميء هواجرك ، و إن كان تاجرا من وراء تجارته ، و أنا لك اليوم من وراء كل تاجر ، فيعطى الملك بيمينه ، و الخلد بشماله ، و يوضع على رأسه تاج الوقار ، و يكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا و ما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال : بتعليم ولدكما القرآن ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟
أنا الذي كنت أسهر ليلك ، و أظميء هواجرك ، و إن كان تاجرا من وراء تجارته ، و أنا لك اليوم من وراء كل تاجر ،
فيعطى الملك بيمينه ، و الخلد بشماله ، و يوضع على رأسه تاج الوقار ، و يكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا و ما فيها ،
فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال : بتعليم ولدكما القرآن ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2829 خلاصة حكم المحدث: حسن أو صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قول السيوطي في شرح الحديث:
كالرجل الشاحب: هو المتغير اللون ، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا ، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة
للمزيد

Saturday, February 14, 2015

1553 - المغضوب عليهم: اليهود ، و الضالين : النصارى ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

المغضوب عليهم: اليهود ،
و الضالين : النصارى ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
  الراوي: عدي بن حاتم الطائي و أبو ذر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3263 خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
------------------------------------------------
الشرح:
النصارى هم من يطلق عليهم اليوم المسيحيين
و النصارى نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين، والتي ولد فيها المسيح عليه السلام فنسب أتباعه إليها،
 وقيل سموا بذلك لأنهم نصروا عيسى عليه السلام ثم أطلق على كل من ادعى اتباع المسيح تغليباً
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, November 26, 2014

1528 - يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/455 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
و المقصود النهى عن رفع الصوت بقراءة القرآن و الذكر و غيره فيؤذى المصلين و الذكرين الله تعالى و غيرهم
فإذا كان الجهر بالقرآن في المسجد يؤدي إلى التشويش على المصلين أو القارئين، فلا يجوز فعله لما فيه من أذيتهم، ومنع قلوبهم من الحضور والتدبر أثناء القراءة أو الصلاة
قال الباجي في شرح الموطأ: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن لأن في ذلك إيذاء بعضهم لبعض، ومنعاً من الإقبال على الصلاة، وتفريغ السر لها، وتأمل ما يناجي به ربه من القرآن، وإذا كان رفع الصوت بقراءة القرآن ممنوعاً حينئذ لإذاية المصلين، فإن منع رفع الصوت بالحديث وغيره أولى وأحرى لما ذكرناه، ولأن في ذلك استخفافاً بالمساجد، واطراحاً لتوقيرها وتنزيهها الواجب، وإفرادها لما بنيت له من ذكر الله تعالى
فالإيذاء هنا كما لا يخفى على أحد إيذاء معنوي ألا وهو التشويش على المصلين وعلى التالين وعلى الذاكرين,فإن من الملاحظ أن بعض الناس قد يسبقون في بعض صلواتهم فإذا رفع الجالسون وراء الإمام أصواتهم؛ بل لو رفع نفس الإمام صوته بالتكبير لشوش على هؤلاء المسبوقين الذين فاتتهم رعكة او اكثر من صلاة الجماعة ، بل و لشوش أيضًا على الذاكرين الذين يريدون أن يأتوا ببعض الأذكار المشروعة بعد الصلاة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, September 21, 2014

1505 - إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك . قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟ قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك .
قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟
قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3201 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث فيه تحذيرٌ ممن يقرؤن القرآن بأفواههم دون وعي وتدبر بقلوبهم
ردءا للإسلام: دعما و تقوية للأسلام
انسلخ منه ونبذه: اى ترك القرآن و ما قرأه فيه
الرامي: اى الذى ترك القرآن و اتهم جاره بالشرك
المرمي: اى جاره الذى تم اتهامه بالشرك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, September 7, 2014

1495 - أن أناسا من أهل الشرك ، كانوا قد قتلوا وأكثروا ، وزنوا وأكثروا ، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } ونزل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ، صحيح البخاري

أن أناسا من أهل الشرك ، كانوا قد قتلوا وأكثروا ، وزنوا وأكثروا ،
فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم
فقالوا : إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ،
فنزل : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }
ونزل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4810 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 والأحاديث في شأن التوبة والحث عليها وفي تكفيرها للذنوب كثيرة جدا ، لها مصنفات مستقلة ، وحيث ذكرت من الآيات والأحاديث ، فإنما المراد بها التوبة النصوح ، وهي التي اجتمع فيها ثلاثة شروط :
( الأول ) : الإقلاع عن الذنب .
( الثاني ) : الندم على فعله .
( الثالث ) : العزم على أن لا يعود فيه .
فإن كان في ذلك الذنب حق لآدمي ، لزم استحلاله منه إن أمكن ، للحديث الذي قدمنا : من كان عنده لأخيه مظلمة ، فليتحلل منه اليوم ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم " الحديث في الصحيح . وهذه الشروط في كيفية التوبة .
وأما الشرط في زمانها فهو ما أشرنا إليه في المتن بقولنا : " قبل الغرغرة " وهي حشرجة الروح في الصدر ، والمراد بذلك الاحتضار عندما يرى الملائكة ، ويبدأ بها السياق ، قال الله - تبارك وتعالى - : [ ص: 1045 ] ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ) ، ( النساء 17 - 18 )
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, August 29, 2014

1476 - عن ابن عباس : { فيما عرضتم به من خطبة النساء } يقول : إني أريد التزويج ، ولوددت أنه ييسر لي امرأة صالحة ، صحيح البخاري

عن ابن عباس : { فيما عرضتم به من خطبة النساء }
يقول : إني أريد التزويج ، ولوددت أنه ييسر لي امرأة صالحة ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: مجاهد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5124 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
فيما عرضتم به من خطبة النساء: المقصود الآية:
ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم ( 235 )
من سورة البقرة
وقد أباح الله تعالى في هذه الآية للمؤمنين أن يعرضوا تعريضاً بخطبة المعتدات - و هن اللوات مات عنهن ازوجهن و فى فترة العدة -، أو أن يكنّوا ذلك في أنفسهم ويعزموا على تزوجهن بعد انقضاء عدتهن، وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعلم أنهم سيذكرونهن إما سراً في أنفسهم، أو علناً بألسنتهم، فرخص في التعريض دون التصريح وقال: (ولكن لا تواعدهن سراً) فنهى عن أخذ ميثاقهن وعهدهن أن لا ينكحن غيرهم.
أما وقوله: (إلا أن تقولوا قولًا معروفاً) فالاستثناء فيه منقطع، أي لكن يجوز لكم أن تقولوا لهن قولاً معروفاً، والقول المعروف هو التعريض الذي أبيح في أول الآية
الجناح : الإثم ، أي لا إثم عليكم ، والتعريض ضد التصريح ، وهو من عرض الشيء : أي جانبه كأنه يحوم به حول الشيء ولا يظهره ، وقيل : هو من قولك : عرضت الرجل : أي أهديت له
وقال في الكشاف : الفرق بين الكناية والتعريض ، أن الكناية أن يذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له .
والتعريض أن يذكر شيئا يدل به على شيء لم يذكره ، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه : جئتك لأسلم عليك ، ولأنظر إلى وجهك الكريم ، ولذلك قالوا :
وحسبك بالتسليم مني تقاضيا
وكأنه إمالة الكلام إلى عرض يدل على الغرض ، ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده انتهى .
والخطبة بالكسر : ما يفعله الطالب من الطلب ، والاستلطاف بالقول والفعل ، يقال : خطبها يخطبها خطبة وخطبا .
وأما الخطبة بضم الخاء فهي الكلام الذي يقوم به الرجل خاطبا .
وقوله : " أكننتم " معناه سترتم وأضمرتم من التزويج بعد انقضاء العدة .
والإكنان : [ ص: 161 ] التستر والإخفاء : يقال : أكننته وكننته بمعنى واحد .
ومنه بيض مكنون ، ودر مكنون .
ومنه أيضا أكن البيت صاحبه : أي ستره .
وقوله : علم الله أنكم ستذكرونهن أي علم الله أنكم لا تصبرون عن النطق لهن برغبتكم فيهن ، فرخص لكم في التعريض دون التصريح .
وقال في الكشاف : إن فيه طرفا من التوبيخ كقوله : علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم [ البقرة : 187 ] .
وقوله : ولكن لا تواعدوهن سرا معناه : على سر ، فحذف الحرف لأن الفعل لا يتعدى إلى المفعولين .
وقد اختلف العلماء في معنى السر فقيل : معناه نكاحا : أي لا يقل الرجل لهذه المعتدة تزوجيني بل يعرض تعريضا .
وقد ذهب إلى أن معنى الآية هذا جمهور العلماء ، وقيل : السر الزنا ، أي لا يكن منكم مواعدة على الزنا في العدة ثم التزويج بعده
فأما المطلقة الرجعية : فلا خلاف في أنه لا يجوز لغير زوجها التصريح بخطبتها ولا التعريض لها
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, August 27, 2014

1472 - عن عائشة: تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة : أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال:لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له . فنزلت: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .{إن تتوبا إلى الله}. لعائشة وحفصة . {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} . لقوله : بل شربت عسلا ، صحيح البخاري

عن عائشة: تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة : أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ،
فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال:لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له .
فنزلت: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .{إن تتوبا إلى الله}. لعائشة وحفصة . {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} .
لقوله : بل شربت عسلا ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6691 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
المغافير: صمغ شجر العرفط وله رائحة مختمرة
ومعنى الحديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على زوجاته بالنهار ثم يبيت عند صاحبة النوبة، فلاحظت أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه يتأخر عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها أكثر من غيرها، فسـألت عن السبب فعلمت أن عندها عسلا تسقي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يحبه، فتحركت الغيرة في نفس أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفكرت في حيلة لتصرفه عن شرب العسل عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها فلا يتأخر عندها، فاتفقت مع أمّ المؤمنين سودة وصفية ـ رضي الله عنهما ـ على أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يأتي إلى كل واحدة منهن ويقترب منها فإنها تسأله هل أكل من الصمغ ذي الرائحة غير الطيبة؟ حتى يظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العسل الذي عند حفصة رائحته غير طيبة، وحينها سيمتنع من الشرب منه ولا يتأخر عندها لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على طيب ريح فمه، فلما فعلن ذلك دخل صلى الله عليه وسلم على حفصة وأرادت أن تسقيه العسل رفض أن يشرب منه.
فنزلت  الآيات فى اخر الحديث بسبب ذلك
و الحديث فيه ثبوت الغيرة وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن. وأن عائشة كانت تغار من نساء النبي  لكن كانت تغار من خديجة أكثر وقد بينت سبب ذلك وأنه لكثرة ذكر النبي  إياها ووقع في الرواية التي تلي هذه بأبين من هذا حيث قال فيها من كثرة ذكر رسول الله  إياها.
وأصل غيرة المرأة من تخيل محبة غيرها أكثر منها وكثرة الذكر تدل على كثرة المحبة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, July 17, 2014

1348 - تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده ، لهو أشد تفصيا من الإبل من عقلها ، صحيح البخارى

تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده ، لهو أشد تفصيا من الإبل من عقلها ، صحيح البخارى
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:5033 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 تَعَاهُدُوا: من التعاهد و هى العناية و الأهتمام
التفصي : التخلص يقال : تفصى فلان من البلية : إذا تخلص منها ، ومنه : تفصى النوى من التمرة : إذا تخلص منها ، أي : إن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غير عقال
عُقُلهَا: جمع عِقَال بكسر أوله وهو الحبل
و الحديث يشبه دراسة القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه أن يشرد ، فما دام التعاهد موجودا فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ ، وخص الإبل بالذكر ; لأنها أشد الحيوانات الإنسية نفارا ، وفيه حض على درس القرآن وتعاهده
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, July 1, 2014

1309 بئسما لأحدهم أو لأحدكم أن يقول : نَسِيتُ آية كيت وكيت ، بل هو نُسِّيَ ، فاستذكروا القرآن ؛ فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

بئسما لأحدهم أو لأحدكم أن يقول : نَسِيتُ آية كيت وكيت ، بل هو نُسِّيَ ، فاستذكروا القرآن ؛
فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2942 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُول: ‏قَالَ الْقُرْطُبِيّ : بِئْسَ هِيَ أُخْت نِعْمَ , فَالْأُولَى لِلذَّمِّ وَالْأُخْرَى لِلْمَدْحِ
نَسِيت آيَة كَيْت وَكَيْت: قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَيْت وَكَيْت يُعَبَّر بِهِمَا عَنْ الْجُمَل الْكَثِيرَة وَالْحَدِيث الطَّوِيل , وَمِثْلهمَا ذَيْت وَذَيْت
بَلْ هُوَ نُسِّيَ: قال القرطبي : التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره , قال : ومعنى التخفيف أن الرجل ترك غير ملتفت إليه , وهو كقوله تعالى
 نسوا الله فنسيهم: أي تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة
 وَاخْتُلِفَ فِي مُتَعَلِّق الذَّمّ مِنْ قَوْله " بِئْسَ " عَلَى أَوْجُه : الْأَوَّل قِيلَ هُوَ عَلَى نِسْبَة الْإِنْسَان إِلَى نَفْسه النِّسْيَان وَهُوَ لَا صُنْعَ لَهُ فِيهِ فَإِذَا نَسَبَهُ إِلَى نَفْسه أَوْهَمَ أَنَّهُ اِنْفَرَدَ بِفِعْلِهِ , فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُول أُنْسِيت أَوْ نُسِّيت بِالتَّثْقِيلِ عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ فِيهِمَا , أَيْ أَنَّ اللَّه هُوَ الَّذِي أَنْسَانِي كَمَا قَالَ ( وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى ) وَقَالَ ( أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) وَبِهَذَا الْوَجْه جَزَمَ اِبْن بَطَّال فَقَالَ : أَرَادَ أَنْ يَجْرِي عَلَى أَلْسُن الْعِبَاد نِسْبَة الْأَفْعَال إِلَى خَالِقهَا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْإِقْرَار لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ وَالِاسْتِسْلَام لِقُدْرَتِهِ , وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ نِسْبَة الْأَفْعَال إِلَى مُكْتَسِبهَا مَعَ أَنَّ نِسْبَتهَا إِلَى مُكْتَسِبهَا جَائِز بِدَلِيلِ الْكِتَاب وَالسُّنَّة
واستذكروا القرآن: ‏أي واظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به , قال الطيبي : وهو عطف من حيث المعنى على قوله " بئس ما لأحدكم " أي لا تقصروا في معاهدته واستذكروه
فَإِنَّهُ أَشَدّ تَفَصِّيًا: أي تفلتا وتخلصا , تقول تفصيت كذا أي أحطت بتفاصيله
 لأن من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت , فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك .
 وقال ابن بطال : هذا الحديث يوافق الآيتين قوله تعالى:  إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
 وقوله تعالى: ولقد يسرنا القرآن للذكر , فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له , ومن أعرض عنه تفلت منه
الحديث ينهى ان يقول احدنا عندما ينسى شيئاً من القرآن ان يقول "نَسِيتُ" اى انا الذى نسيت ، انما يقول "نُسِّيَت" بضم النون ، اى ان هناك من انساه القرآن
وقال عياض : أول ما يتأول عليه ذم الحال لا ذم القول , أي بئس الحال حال من حفظه ثم غفل عنه حتى نسيه .
وقال النووي : الكراهة فيه للتنزيه
و الحديث يشبه دراسة القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه أن يشرد ، فما دام التعاهد موجودا فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ ، وخص الإبل بالذكر ; لأنها أشد الحيوانات الإنسية نفارا ، وفيه حض على درس القرآن وتعاهده
بئس ما لأحدهم أن يقول: قال القرطبي : بئس هي أخت نِعْمَ , فالأولى للذم والأخرى للمدح
وقال الطيبي : و " ما " نكرة موصوفة و " أن يقول " مخصوص بالذم , أي بئس شيئا كان الرجل يقول
أن يقول نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ: بالتخفيف لما فيه من التشبه لفظا بمن ذمه الله تعالى بقوله كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فالاحتراز عن مثل هذا القول أحسن
بَلْ هُوَ نُسِّيَ: بالتشديد أي الله تعالى قد أزال عن قلبه ما أزال فليقل نسيت بالتشديد لكونه أوفق بالواقع وأبعد من الوقوع في المكروه
استذكروا القرآن: أي اذكروه واحفظوه وذكره بالسين للمبالغة
التفصي : الخروج و التخلص يقال : تفصى فلان من البلية : إذا تخلص منها ، ومنه : تفصى النوى من التمرة : إذا تخلص منها ، أي : إن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غير عقال
عُقُلهَا: جمع عِقَال بكسر أوله وهو الحبل
مِنْ النَّعَم مِنْ عُقُله: جمع عِقَال بكسر العين وهو حبل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, June 28, 2014

1301 - عن قيس بن عباد: سمعت أبا ذر يقسم قسما : أن هذه الإية : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } . نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، صحيح البخاري

عن قيس بن عباد: سمعت أبا ذر يقسم قسما : أن هذه الإية : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } .
نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3969 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
خرج يعني يوم بدر - عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة عوذ ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ، وعبد الله بن رواحة فقالوا من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار فقالوا حين انتسبوا أكفاء كرام ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ويا حمزة بن عبد المطلب ويا علي بن أبي طالب ، فلما دنوا قالوا من أنتم؟ فذكروا وقالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد بن عتبة ، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة ، وعلي الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله ومخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألست شهيدا يا رسول الله؟ قال : " بلى " فقال عبيدة : لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق بما قال منه حيث يقول
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, June 18, 2014

1288 - أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن ، صحيح مسلم

أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟
قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟
قال { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 811 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قل هو الله أحد: اى سورة الأخلاص
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" وذلك على أقوال:
القول الأول: أنها ثلث باعتبار معاني القرآن، لأن القرآن أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار.
والقول الثاني: أنها ثلث القرآن باعتبار الثواب. أي أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن، وقيل مثله من غير تضعيف، والأقرب أنه مع التضعيف للإطلاق.
والقول الثالث: أن المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن.
والقول الرابع: أن هذا الثواب خاص بذاك الرجل الذي كان يرددها في ليلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لتعدل....الحديث".
وقيل غير ذلك، وراجع فتح الباري.
والأقرب هو أن ثوابها كثواب ثلث القرآن مع التضعيف.
وفضل الله واسع.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, May 22, 2014

1216 - لا حسد إلا في اثنتين : رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق ، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ، صحيح البخاري

لا حسد إلا في اثنتين :
رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ،
ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق ، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5026 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة , وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه , وأطلق الحسد عليها مجازا , والحرص على هذا يسمى منافسة , فإن كان في الطاعة فهو محمود , ومنه -  فليتنافس المتنافسون
 وإن كان في المعصية فهو مذموم , ومنه : " ولا تنافسوا " .
 وإن كان في الجائزات فهو مباح , فكأنه قال في الحديث : لا غبطة أعظم - أو أفضل - من الغبطة في هذين الأمرين
هَلَكَته : ‏‏بفتح اللام والكاف أي : إهلاكه , وعبر بذلك ليدل على أنه لا يبقي منه شيئا .
 وكمله بقوله : " في الحق " أي : في الطاعات ليزيل عنه إيهام الإسراف المذموم
الحكمة: ‏المراد بها القرآن على ما أشرنا إليه قبل , وقيل : المراد بالحكمة كل ما منع من الجهل وزجر عن القبيح
فهو يقضي بها ويعلمها الناس: يقضي بها في نفسه وفي أهله، وفي من تحاكم عنده، ويعلمها الناس أيضاً، ليس يقتصر على أن يأتيه الناس فيقول : إذا جاءوني حكمت وقضيت؛ بل يقضي ويعلم، ويبدأ الناس بذلك، فهذا لا شك أنه مغبوط على ما آتاه الله عز وجل من الحكمة.
والناس في الحكمة ينقسمون إلى أقسام:
قسم آتاه الله الحكمة فبخل بها حتى على نفسه، لم ينتفع بها في نفسه، ولم يعمل بطاعة الله، ولم ينته عن معصية الله، فهذا خاسر والعياذ بالله، وهذا يشبه اليهود الذين علموا الحق واستكبروا عنه.
وقسم أخر أعطاه الله الحكمة فعمل بها في نفسه، لكن لم ينفع بها عباد الله، وهذا خيرٌ من الذي قبله، لكنه ناقص.
وقسم آخر أعطاه الله الحكمة فقضي بها وعمل بها في نفسه وعلمها الناس ، فهذا خير الأقسام.
وهناك قسم رابع لم يؤت الحكمة إطلاقاً فهو جاهل، وهذا حُرم خيراً كثيراً، لكنه أحسن حالاً ممن أوتي الحكمة ولم يعمل بها؛ لأن هذا يُرجى إذا علم أن يتعلم ويعمل، بخلاف الذي أعطاه الله العلم، وكان عمله وبالاً عليه والعياذ بالله
 نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الحكمة والعلم النافع والعمل الصالح
للمزيد

Monday, May 12, 2014

1178 - لما نزلت هذه الآية : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك . قال : { أو من تحت أرجلكم } . قال : أعوذ بوجهك. { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أهون ، أو : هذا أيسر ، صحيح البخاري

 
لما نزلت هذه الآية : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك .
قال : { أو من تحت أرجلكم } . قال : أعوذ بوجهك.
{ أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أهون ، أو : هذا أيسر  ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4628 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
عذابا من فوقكم : كالرجم من السماء
 
أو من تحت أرجلكم: او الخسف و الغرق فى الأرض
 
 يلبسكم شيعا: أي يخلطكم فرقا ويبث فيكم الأهواء المختلفة
 
ويذيق بعضكم بأس بعض: يعني السيوف المختلفة ، يقتل بعضكم بعضا
 
فهذا تذكير بقدرته على تعذيبهم إثر التذكير بقدرته على تنجيتهم ، لا فرق فيهما بين أفرادهم وبين مجموعهم وجملتهم ، وإنذار بأن عاقبة كفر النعم أن تزول وتحل محلها النقم . والمعنى : قل أيها الرسول لقومك ومن وراءهم من الكافرين بنعم الله ، الذين يشركون به سواه ، ولا يشكرون له ما من به من النعم وأسداه ، ومن الذين يتنكبون سنن الله ، ويختلفون في الكتاب بعد أن هداهم به الله : هو الله القادر على أن يثير ويرسل عليكم عذابا تجهلون كنهه فيصبه عليكم من فوقكم ، أو يثيره من تحت أرجلكم ، أو يلبسكم ويخلطكم فرقا وشيعا ، مختلفين على أهواء شتى ، كل فرقة منكم تشايع إماما في الدين ، أو تتعصب لملك أو رئيس ، ويذيق بعضكم بأس بعض وهو ما عنده من الشدة والمكروه في السلم والحرب . وقال صاحب الكشاف بعد تفسير اللبس بالخلط : ومعنى خلطهم : أن ينشب القتال بينهم فيختلطوا ويشتبكوا في ملاحم القتال
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Tuesday, April 29, 2014

1124 - أنَّ عروة بن الزبير سأل عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أرأيتَ قولَهُ : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوْا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوْا } . أو كُذِبُوا ؟ قالت : بل كَذَّبَهُمْ قومهم ، فقلتُ : واللهِ لقد استيقنوا أنَّ قومهم كذَّبوهم وما هو بالظَّنِّ . فقالت : يا عُرَيَّةُ لقد استيقنوا بذلك ، قلتُ : فلعلَّها أو كُذِبُوا ، قالت : معاذَ اللهِ ، لم تكن الرسلُ تظُنُّ ذلك بربها . وأما هذهِ الآيةُ ، هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ ، حتى إذا استيأستْ ممن كذَّبهم من قومهم ، وظنُّوا أنَّ أتباعهم كذَّبوهم ، جاءهم نصرُ اللهِ ، صحيح البخاري

 
أنَّ عروة بن الزبير سأل عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أرأيتَ قولَهُ : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوْا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوْا } . أو كُذِبُوا ؟
قالت : بل كَذَّبَهُمْ قومهم ،
فقلتُ : واللهِ لقد استيقنوا أنَّ قومهم كذَّبوهم وما هو بالظَّنِّ .
فقالت : يا عُرَيَّةُ لقد استيقنوا بذلك ،
قلتُ : فلعلَّها أو كُذِبُوا ،
قالت : معاذَ اللهِ ، لم تكن الرسلُ تظُنُّ ذلك بربها . وأما هذهِ الآيةُ ،
 هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ ، حتى إذا استيأستْ ممن كذَّبهم من قومهم ، وظنُّوا أنَّ أتباعهم كذَّبوهم ، جاءهم نصرُ اللهِ ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري  - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3389 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
كُذِّبُوْا: اى ان الرسل كذّبهم اتباعهم و قومهم
 
كُذِبُوا: اى ان الرسل كَانُوا بَشَرًا ضَعُفُوا وَأَيِسُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
  
عُرَيَّةُ : تخفيف عروة
 
هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ: اى المعنى انه اتباع الرسل يأسوا من محاربتهم و طول البلاء و انتظارهم للنصر
 
اختلف العلماء فى معنى الآية:
فحسب كلام الحافظ بن حجر في فتح الباري حول هذه الآية:
 فَقِيلَ الْجَمِيع مَقُول الْجَمِيع ، وَقِيلَ الْجُمْلَة الْأُولَى مَقُول الْجَمِيع وَالْأَخِيرَة مِنْ كَلَام اللَّه . وَقَالَ آخَرُونَ الْجُمْلَة الْأُولَى وَهِيَ ( مَتَى نَصْر اللَّه ) مَقُول الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ . وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة وَهِيَ ( أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب ) مَقُول الرَّسُول ، وَقُدِّمَ الرَّسُول فِي الذِّكْر لِشَرَفِهِ وَهَذَا أَوْلَى ، وَعَلَى الْأَوَّل فَلَيْسَ قَوْل الرَّسُول ( مَتَى نَصْر اللَّه ) شَكًّا بَلْ اِسْتِبْطَاء لِلنَّصْرِ وَطَلَبًا لَهُ ، وَهُوَ مِثْل قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَا شَكَّ أَنَّ اِبْن عَبَّاس لَا يُجِيز عَلَى الرُّسُل أَنَّهَا تُكَذِّب بِالْوَحْيِ ، وَلَا يُشَكّ فِي صِدْق الْمُخْبِر ، فَيُحْمَل كَلَامه عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهُمَا لِطُولِ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ وَإِبْطَاء النَّصْر وَشِدَّة اِسْتِنْجَاز مَنْ وَعَدُوهُ بِهِ تَوَهَّمُوا أَنَّ الَّذِي جَاءَهُمْ مِنْ الْوَحْي كَانَ حُسْبَانًا مِنْ أَنْفُسهمْ ، وَظَنُّوا عَلَيْهَا الْغَلَط فِي تَلَقِّي مَا وَرَدَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَكُون الَّذِي بُنِيَ لَهُ الْفِعْل أَنْفُسهمْ لَا الْآتِي بِالْوَحْيِ ، وَالْمُرَاد بِالْكَذِبِ الْغَلَط لَا حَقِيقَة الْكَذِب كَمَا يَقُول الْقَائِل كَذَبَتْك نَفْسك .
قُلْت : وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة مُجَاهِد ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا ) بِفَتْحِ أَوَّله مَعَ التَّخْفِيف أَيْ غَلِطُوا ، وَيَكُون فَاعِل ( وَظَنُّوا ) الرُّسُل ، وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون أَتْبَاعهمْ . وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ بِأَسَانِيدَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ طَرِيق عِمْرَانَ بْن الْحَارِث وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي الضُّحَى وَعَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة وَالْعَوْفِيّ كُلّهمْ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : أَيِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ ، وَظَنَّ قَوْمهمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَبُوا .
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ أَرَادَ بِالظَّنِّ مَا يَخْطِر بِالْبَالِ وَيَهْجِس فِي النَّفْس مِنْ الْوَسْوَسَة وَحَدِيث النَّفْس عَلَى مَا عَلَيْهِ الْبَشَرِيَّة ، وَأَمَّا الظَّنّ وَهُوَ تَرْجِيح أَحَد الطَّرَفَيْنِ فَلَا يُظَنّ بِالْمُسْلِمِ فَضْلًا عَنْ الرَّسُول .
 
وَقَالَ أَبُو نَصْر الْقُشَيْرِيُّ وَلَا يَبْعُد أَنَّ الْمُرَاد خَطَرَ بِقَلْبِ الرُّسُل فَصَرَفُوهُ عَنْ أَنْفُسهمْ ، أَوْ الْمَعْنَى قَرَّبُوا مِنْ الظَّنّ كَمَا يُقَال بَلَغْت الْمَنْزِل إِذَا قَرُبَتْ مِنْهُ .
 
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم : وَجْهه أَنَّ الرُّسُل كَانَتْ تَخَاف بَعْدَ أَنْ وَعَدَهُمْ اللَّه النَّصْر أَنْ يَتَخَلَّف النَّصْر ، لَا مِنْ تُهْمَة بِوَعْدِ اللَّه بَلْ لِتُهْمَةِ النُّفُوس أَنْ تَكُون قَدْ أَحْدَثَتْ حَدَثًا يَنْقُض ذَلِكَ الشَّرْط ، فَكَانَ الْأَمْر إِذَا طَالَ وَاشْتَدَّ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ دَخَلَهُمْ الظَّنّ مِنْ هَذِهِ الْجِهَة .
 
قُلْت : وَلَا يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ يُجَوِّز عَلَى الرَّسُول أَنَّ نَفْسَهُ تُحَدِّثُهُ بِأَنَّ اللَّه يُخْلِف وَعْدَهُ ، بَلْ الَّذِي يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ " كَانُوا بَشَرًا " إِلَى آخِر كَلَامه مَنْ آمَنَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل لَا نَفْس الرُّسُل ، وَقَوْل الرَّاوِي عَنْهُ " ذَهَب بِهَا هُنَاكَ " أَيْ إِلَى السَّمَاء مَعْنَاهُ أَنَّ أَتْبَاع الرُّسُل ظَنُّوا أَنَّ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ الرُّسُل عَلَى لِسَان الْمَلِك تَخَلَّفَ ، وَلَا مَانِع أَنْ يَقَع ذَلِكَ فِي خَوَاطِر بَعْض الْأَتْبَاع .
وَعَجَب لِابْنِ الْأَنْبَارِيّ فِي جَزْمه بِأَنَّهُ لَا يَصِحّ . ثُمَّ الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَوَقُّفه عَنْ صِحَّة ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَبَّاس ، فَإِنَّهُ صَحَّ عَنْهُ ، لَكِنْ لَمْ يَأْتِ عَنْهُ التَّصْرِيح بِأَنَّ الرُّسُل هُمْ الَّذِينَ ظَنُّوا ذَلِكَ ، وَلَا يَلْزَم ذَلِكَ مِنْ قِرَاءَة التَّخْفِيف ، بَلْ الضَّمِير فِي " وَظَنُّوا " عَائِد عَلَى الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ ، وَفِي " وَكُذِبُوا " عَائِد عَلَى الرُّسُل أَيْ وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كُذِبُوا ، أَوْ الضَّمَائِر لِلرُّسُلِ وَالْمَعْنَى يَئِسَ الرُّسُل مِنْ النَّصْر وَتَوَهَّمُوا أَنَّ أَنْفُسهمْ كَذَبَتْهُمْ حِينَ حَدَّثَتْهُمْ بِقُرْبِ النَّصْر ، أَوْ كَذَبَهُمْ رَجَاؤُهُمْ . أَوْ الضَّمَائِر كُلّهَا لِلْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ أَيْ يَئِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان مَنْ أُرْسِلُوا إِلَيْهِ ، وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَّبُوهُمْ فِي جَمِيع مَا اِدَّعُوهُ مِنْ النُّبُوَّة وَالْوَعْد بِالنَّصْرِ لِمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْوَعِيد بِالْعَذَابِ لِمَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مُحْتَمَلًا وَجَبَ تَنْزِيه اِبْن عَبَّاس عَنْ تَجْوِيزه ذَلِكَ عَلَى الرُّسُل ، وَيُحْمَل إِنْكَار عَائِشَة عَلَى ظَاهِر مَسَاقهمْ مِنْ إِطْلَاق الْمَنْقُول عَنْهُ
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

Friday, April 25, 2014

1105 - ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون } ، حسنه الألبانى فى صحيح الترمذي

 
ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون } ، حسنه الألبانى فى صحيح الترمذي
------------------------------------------------
الراوي: صدي بن عجلان بن وهب أبو أمامة المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3253 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 
كانوا عليه: ‏‏أي على الهدى ‏
 إلا أوتوا الجدل: ‏‏أي أعطوه وهو حال مقدرة والمستثنى منه أعم عام الأحوال وصاحبها الضمير المستتر في خبر كان , والمعنى ما كان ضلالتهم ووقوعهم في الكفر إلا بسبب الجدال وهو الخصومة بالباطل مع نبيهم وطلب المعجزة منه عنادا أو جحودا , وقيل مقابلة الحجة بالحجة , وقيل المراد هنا العناد والمراد في القرآن ضرب بعضه ببعض لترويج مذاهبهم وآراء مشايخهم من غير أن يكون لهم نصرة على ما هو الحق وذلك محرم لا المناظرة لغرض صحيح كإظهار الحق فإنه فرض كفاية ‏
 ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏أي استشهادا على ما قرره ‏
 
ما ضربوه }: ‏‏أي هذا المثل ‏
 { لك }: ‏‏يا محمد وهو قولهم أآلهتنا خير أم هو , أرادوا بالآلهة هنا الملائكة يعني الملائكة خير أم عيسى يريدون أن الملائكة خير من عيسى فإذا عبدت النصارى عيسى فنحن نعبد الملائكة أي ما قالوا ذلك القول ‏
 { إلا جدلا }: ‏‏أي إلا لمخاصمتك وإيذائك بالباطل لا لطلب الحق , كذا قال بعض العلماء .
 قال القاري : والأصح في معنى الآية أن ابن الزبعرى جادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } آلهتنا أي الأصنام خير عندك أم عيسى فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه , وأما الجواب عن هذه الشبهة .
 فأولا - أن ما لغير ذوي العقول فالإشكال نشأ عن الجهل بالقواعد العربية , وثانيا - أن عيسى والملائكة خصوا عن هذا بقوله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }
 
{ بل هم }: ‏أي الكفار ‏
 
‏{ قوم خصمون } : ‏أي كثير الخصومة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

Monday, April 21, 2014

1079 - عن عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك . فقلت : يا رسول الله ، أليس قد قال الله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما ذلك العرض ، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب ، صحيح البخاري

 
عن عائشة:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك .
فقلت : يا رسول الله ، أليس قد قال الله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما ذلك العرض ، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6537 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
قال القرطبي : معنى قوله " إنما ذلك العرض " أن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة
 
قال عياض : قوله " عذب " له معنيان أحدهما أن نفس مناقشة الحساب وعرض الذنوب والتوقيف على قبيح ما سلف والتوبيخ تعذيب والثاني أنه يفضي إلى استحقاق العذاب إذ لا حسنة للعبد إلا من عند الله لإقداره عليها وتفضيله عليه بها وهدايته لها ولأن الخالص لوجهه قليل ويؤيد هذا الثاني قوله في الرواية الأخرى " هلك "
 
وقال النووي : التأويل الثاني هو الصحيح لأن التقصير غالب على الناس فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك وقال غيره وجه المعارضة أن لفظ الحديث عام في تعذيب كل من حوسب ولفظ الآية دال على أن بعضهم لا يعذب ; وطريق الجمع أن المراد بالحساب في الآية العرض وهو إبراز الأعمال وإظهارها فيعرف صاحبها بذنوبه ثم يتجاوز عنه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 

Sunday, April 20, 2014

1075 - خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة . فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين ، في غير إثم ولا قطع رحم ؟ فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك . قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين . وثلاث خير له من ثلاث . وأربع خير له من أربع . ومن أعدادهن من الإبل ، صحيح مسلم

 
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة . فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين ، في غير إثم ولا قطع رحم ؟
فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك .
قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين .
وثلاث خير له من ثلاث .
وأربع خير له من أربع .
ومن أعدادهن من الإبل ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 803 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
الغدو: الخروج اول النهار
 
بُطْحَانَ و الْعَقِيقِ: موضعان بقرب المدينة
الْعَقِيقِ: هو واد بالمدينة
و"بطحان" بضم الباء وسكون الطاء اسم لمكان رعي بقرب المدينة، وكذلك العقيق: كل مسيل شقه ماء السيل، وأصل الأبطح مسيل فيه دقاق الحصى، وتبطح السيل اتسع في البطحاء
 
وَالْكَوْمَا مِنَ الْإِبِلِ: بفتح الكاف ، العظيمة السنام ، وهي من افضل ما يمتلكه العرب
 
في غير إثم ولا قطيعة رحم: يعني يأخذ هاتين الناقتين حلالا طيبا من غير أن يرتكب ما يوجب الإثم ولا أن يقطع رحما
 
ومن أعدادهن من الإبل: أي الأعداد من الآيات خير من أعدادهن من الإبل
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

Wednesday, January 22, 2014

903 - وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا

 
أنه سمع جابر بن عبدالله يسأل عن الورود .
فقال : نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس .
فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد . الأول فالأول .
ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنظرون ؟
فيقولون : ننظر ربنا .
فيقول : أنا ربكم .
فيقولون : حتى ننظر إليك .
فيتجلى لهم يضحك .
فينطلق بهم ويتبعونه . ويعطي كل إنسان منهم ، منافق أو مؤمن ، نورا . ثم يتبعونه .
وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك . تأخذ من شاء الله .
ثم يطفأ نور المنافقين . ثم ينجو المؤمنون .
فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر . سبعون ألفا لا يحاسبون .
ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء . ثم كذلك .
ثم تحل الشفاعة . ويشفعون حتى يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره .
فيجعلون بفناء الجنة .
ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل . ويذهب حراقه .
ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 191 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
الورود: من الوِرْدُ و هو الإِشرافُ على الماء وغيره ؛ بدخول أَو بغير دخول
و المقصود انهم سألوه هل سيدخلون النار لقوله سبحانه و تعالى فى  سورة مريم: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ( 71 )
 
فسرها النبي بأن الورود المرور والعرض، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجواد الخيل والركاب.
 تجري بهم أعمالهم، ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مرور لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس؛ لشدة معاصيه وكثرة معاصيه، فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحدا مؤمنا، وأما الكفار فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعفو الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها، لم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء
 
وهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء -سبحانه وتعالى-. وبعض أهل المعاصي لا يغفر لهم يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته؛ لكثرة معاصيه التي لم يتب منها، وقد تقل ويشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعصاة عدة شفاعات يحد الله له حداً، فيخرجهم من النار فضلاً منه -سبحانه وتعالى- عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله -جل وعلا- فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، يخرجهم من النار بفضله؛ لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود وأن قوله -سبحانه وتعالى- وإن منكم إلا واردها. يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار). فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر، ويسقط
 
فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد: اى ينادى على كل امة من الأمم بما كانت تعبده من الأوثان
 
ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون : اى من تنتظرون ؟ ، فالأخرين قد نادوا عليهم بما كانوا يعبدونه و المسلمون منتظرون لربهم
 
كلاليب وحسك: مثل الخطاطيف و الأشواك ، و الحَسَكُ : نباتٌ من الفصيلة الرُّطْرِيطِيَّة له ثمرةٌ خشِنة تتعلَّق بأَصوافِ الغنَم وأَوبار الإِبل
 
ثم يطفأ نور المنافقين . ثم ينجو المؤمنون : فلا يستطيع  المنافقين العبور من على الصراط و النجاة من الخطاطيف التى تلقيهم فى النار
 
ثم تحل الشفاعة: فيمن دخل النار ليخرجوا منها
 
ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل . ويذهب حراقه: اى ان اهل الجنة يرشوا ماء - يدعى ماء الحياة - على من خرج من النار بالشفاعة و دخل الجنة ، فتنبت اجسادهم المحترقة كما تنبت البذرة فى الارض عندما يمر عليها الماء
 
ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها: ثم يسأل احد الذين دخلوا ، و فى رواية اخرى اخر من يدخل الجنة الله من فضله فيجعل له الله سبحانه و تعالى مثل الدنيا باسرها و عشرة اضعافها ملكاً له فى الجنة
 
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه باليوم الآخر وما يقع فيه من الأهوال، وفي ليلة مقمرة بدرها يسطع في السماء حدثهم صلى الله عليه وسلم عن الحشر، وعن قول الله: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، وقول المسلمين: هذا مكاننا حتى نرى ربنا. حينئذ سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر، فقال: إنكم ستعرضون على ربكم، فترونه كما ترون هذا القمر، هل يضر بعضكم بعضا إذا نظرتم إلى القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله. قال: وهل يزاحم بعضكم بعضا ويؤذيه حين ترون الشمس في وسط السماء ليس دونها سحاب! قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه بسهولة ويسر ووضوح كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس ليس دونها سحاب.
 
ثم أخذ يحدثهم عن هذه الرؤية وعن ظروفها ووقتها، فقال: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، وفي مكان واحد، في أرض واسعة مستوية، لا يخفى منهم أحد، لو دعاهم داع لسمعوه، ولو نظر إليهم ناظر لأدركهم، يقومون أربعين عاما، شاخصة أبصارهم إلى السماء لا يكلمهم ربهم، والشمس على رءوسهم، حتى يلجم العرق كل بر منهم وفاجر، غير أنه يخفف على المؤمن، فيكون ذلك اليوم أقصر عليه من ساعة من نهار، حتى إذا أذن جل شأنه بالانصراف من هذا الموقف، تطايرت الصحف وتم العرض والميزان، ونادى مناد: من كان يعبد شيئا فليتبعه، أيها الناس: أليس عدلا من ربكم الذي خلقكم وصوركم فأحسن صوركم، ورزقكم وأحسن إليكم ثم توليتم غيره أن يولي كل عبد منكم ما كان قد تولى؟ أيها الناس لتنطلق كل أمة مع ما كانت تعبد، ويتمثل لهم الصنم والشيطان والصليب والشمس والقمر، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت والأصنام الطواغيت والأصنام، ويتبع من كان يعبد الصليب صليبهم، فيساقون هم ومعبوداتهم إلى النار، فلا يبقى في الموقف أحد كان يعبد الأصنام والأنصاب، والأوثان والشمس والقمر والنار والإنسان والحيوان والشيطان والملائكة إلا تساقط في النار، ثم يدعى المنحرفون من اليهود، فيقال لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال لهم: كذبتم في ادعائكم أن لله ولدا، سبحانه لم يتخذ من صاحبة ولا ولد، وضللتم في عبادتكم هذه، ولا نجاة لكم اليوم، فيقولون: يا ربنا عطشنا، فاسقنا، فتبدو جهنم أمامهم كأنها ماء، فيقال لهم: هيا ألا تردون! فيحشرون إلى النار، ثم يدعى المبدلون والمحرفون من النصارى، فيقال لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم في ادعائكم أن المسيح ابن الله. ما اتخذ الله من ولد، ولم تكن له صاحبة، فماذا بعد الكفر والضلال؟ فأنى تصرفون؟ فيقولون: يا ربنا عطشنا، فاسقنا، فتبدو لهم جهنم كأنها ماء، فيشار إليها، ويقال لهم: هيا، ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، فيجدونها يحطم بعضها بعضا، حتى إذا لم يبق من الخلائق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر، أتاهم أمر الله، يقول لهم: ماذا تنتظرون؟ ماذا يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: يا ربنا، فارقنا الناس في الدنيا حفاظا على ديننا منهم، ونحن أحوج ما نكون إليهم، هجرنا الأهل والأوطان فرارا بديننا، وأخرجنا من ديارنا وأموالنا، ونحن أحوج ما نكون إليهم، فكيف نتابعهم اليوم، لقد سمعنا: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فنحن ننتظر معبودنا، ننتظر ربنا، فيقال لهم: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله بصورة لم يعهدوها، تقول لهم: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك لست ربنا، ربنا ليس كمثله شيء، فيقال لهم: هل بينكم وبينه علامة! فيقولون: نعم. فيكشف عن الساق، ويتجلى لهم رب العالمين، فيسجد له كل مؤمن، يسجد له كل من كان يعبده بإخلاص، أما المنافقون الذين كانوا يسجدون اتقاء ورياء فإن أصلابهم تتجمد كأصلاب البقر، كلما حاول أحدهم أن يسجد تقليدا للمؤمنين سقط على قفاه ثم يقال للمؤمنين: ارفعوا رءوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم، فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة، ومنهم من يعطى دون ذلك حتى يكون آخرهم من يعطى نوره على إبهام قدمه، ثم يوجهون إلى الصراط، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم. فيقول لهم المنافقون: أنظرونا وتمهلوا نسير في ركابكم ونقتبس من نوركم، فيقولون لهم تبكيتا وخذلانا: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا، فيرجعون إلى المكان الذي وزع فيه النور، فلا يجدون شيئا، فيحاولون اللحاق بالمؤمنين، فيضرب بينهم بسور له باب فيقذفون في النار.
 
وينصب الصراط على شاطئ جهنم، جسر ممدود، أدق من الشعر وأحد من السيف، على جانبيه كلاليب وخطاطيف ذات أسهم من كل جانب، تشبه شوكة السعدان، التي تلصق بأصواف الغنم، ويقف الأنبياء وقلوبهم وجلة، يتضرعون إلى الله، ويقولون: يا رب سلم. يا رب سلم. وتقف الملائكة ممسكة بالكلاليب المأمورة، وهي تقول: يا رب سلم، يا رب سلم وتقف الأمة الإسلامية، ولسانها يلهج بالدعاء: يا رب سلم. يا رب سلم. ومن حولها سائر الرسل وأتباعهم في انتظار أمر الله.
 
ثم ينادي المنادي: أين محمد وأمته؟ فيقوم صلى الله عليه وسلم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فتفرج الأمم لهم عن الطريق. فيمرون غرا محجلين من أثر الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون من يمين وشمال، وتتخطفهم الكلاليب، ويكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يجتاز الصراط، وأمته أول الأمم، ويتسع الصراط لبعض المؤمنين، حتى يكون مثل الوادي، وإن بعضهم يمر عليه كطرف العين، وبعضهم كالبرق، وبعضهم كالسحاب، وبعضهم كانقضاض الكوكب، وبعضهم كالريح، وبعضهم كجياد الخيل، وبعضهم كالطير، وبعضهم كجياد الإبل، وبعضهم كأسرع البهائم، وبعضهم يسعى سعيا، وبعضهم يمشي مشيا تجري بهم أعمالهم، حتى يمر الرجل الذي أعطي نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه يتكفأ به الصراط، يتلبط على بطنه، يجر نفسه بيد، ويتعلق بيد، يجر نفسه برجل ويتعلق برجل، وتضرب جوانبه النار، يقول: يا رب لم أبطأت بي؟ فيقول: أبطأ بك عملك، ويظل يحبو، حتى ينجو، فيلتفت إلى النار، ويقول: تبارك الذي نجاني منك.
 
حتى إذا خلص المؤمنون من النار وقعت المقاصة بينهم على قنطرة بين الجنة والنار، حتى إذا انتهوا إلى الجنة تفقدوا إخوانهم فوجدوا العصاة منهم في النار، فرقت لهم أفئدتهم، واشتدت عليهم حسراتهم، فيجأرون إلى الله بالدعاء، ويناشدونه بكل تذلل أن يعفو عن إخوانهم وأن يخرجهم من النار، يقولون: يا ربنا، إخواننا، كانوا يصومون معنا، ويصلون معنا ويحجون معنا، يا ربنا، آباؤنا، وأجدادنا، أعمامنا، أخوالنا، أبناؤنا، أزواجنا اغفر لهم، شفعنا فيهم، فيقول لهم: اذهبوا فأخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ويأمر ملائكته بإخراجهم، ثم يعودون فيستشفعون في غيرهم فيشفعون، وهكذا حتى يخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خير، فيقول الله تعالى: شفع الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا أبدا، قد صاروا فحما، فيلقيهم في نهر في مقدمة الجنة، يسمى نهر الحياة، فيخرجون منه كالنبتة الصغيرة في نضارتها وحسنها، ويقال: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم من مائكم، فيرشون عليهم من ماء الجنة، فيزدادون نضارة وبهاء ثم يؤذون لهم بدخول الجنة.
 
يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إني أعلم حال آخر أهل النار خروجا من النار، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة، هو رجل يبقى مقبلا بوجهه على النار، فيقول: يا رب، اصرف وجهي عن النار، فقد آذاني ريحها، وأحرقني حرها، يا رب اقبلني واعف عني، يا رب. أقر بذنبي وأعترف بتقصيري، وأرجو واسع رحمتك، ويدعو الله ما شاء أن يدعوه، فيقول الله لملائكته: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت كذا وكذا يوم كذا، وعملت كذا وكذا يوم كذا. فيقول: نعم يا رب، وهو مشفق من كبار ذنوبه، خائف أن تعرض عليه ويؤخذ بها، فيقول: يا رب، قد عملت أشياء لا أراها ههنا؟ فيضحك رب العزة ويرضى عن عبده العاصي، ويقول له: لعلك إن صرفت وجهك عن النار أن تسألني غير ذلك؟ فيقول: لا، لا أسألك غيره، ويقسم ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، فيصرف وجهه عن النار، فيقول لها: تبارك الذي نجاني منك "لقد أعطاني الله من الفضل والرحمة ما لم يعط أحدا من الأولين، والآخرين، ويسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم ترفع له شجرة ذات ظل ظليل، فيقول: يا رب. أدنني من هذه الشجرة، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فقد آذاني الحر والعطش، فيقول له ربه: يا ابن آدم. لعلي إن أعطيتك ما تطلب أن تسألني غيره؟ فيقول: لا يا رب لا أسألك غيره، ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، وربه يقبل عذره، لأنه يرى شيئا لا يستطيع الصبر عليه، فيدنيه من الشجرة فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ويسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم ترفع له شجرة أحسن من الأولى، فيقول مقالته السابقة وربه يعذره فيدنيه منها، ثم ترفع له شجرة ثالثة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول مقالته السابقة، فيقول له ربه: ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، ألم تعطني عهودك ومواثيقك ألا تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألك غيره يا رب. ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، فيدنيه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، أصواتا كالمزامير، فيتسمع ويتطلع فتنفتح أمامه أبواب الجنة فيرى ما فيها من نعيم وسرور وحبور، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول له: يا ابن أدم: ما يقطع مسألتك مني؟ أين عهودك ومواثيقك ألا تسأل؟ فيقول: كرمك أوسع من مسألتي، وفضلك لا ينقصه عطائي، فيقول له: اذهب فادخل الجنة، فيدخلها، فيخيل إليه أنها ملأى، وأن الناس قد أخذوا منازلهم فيها، فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى. فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه اطلب تعط، فيتمنى قصورا وحدائق، وطعاما وشرابا وفرشا وأرائك، فإذا ما طلب ما يشتهي ذكره ربه بأشياء لم يذكرها، يقول له: اطلب كذا وكذا وكذا، مما لا يخطر على قلب بشر، حتى إذا ما انقضت به الأماني قال الله له: ذلك لك وعشرة أمثاله معه، فيقول: يا رب، لا أستحق شيئا من ذلك، لا تكاد عيني تصدق ما ترى، ولا تكاد أذني تصدق ما أسمع، أكاد أغيب عن صوابي، فيضحك رب العزة ويقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر، فيدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فتحتضنانه وتقبلانه وتقولان له: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، فيعيش في سعادة دائمة، وسرور خالد، وهو يقول في نفسه: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت.
 
ذلك أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة، أما أعلاهم منزلة فأولئك الذين اختارهم ربهم واصطفاهم، لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة: 17] فاللهم اجعلنا من أهل الجنة، الناجين من النار، ويسر لنا الموقف العظيم، واهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
 
آمين، آمين. آمين. يا رب العالمين
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

 

902 - جاء حبر من اليهود فقال : إنه إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، والخلائق على إصبع ، ثم يهزهن ، ثم يقول : أنا الملك أنا الملك ، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، تعجبا وتصديقا لقوله ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون }

 
عن عبدالله بن مسعود: جاء حبر من اليهود فقال :
إنه إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السماوات على إصبع ،
والأرضين على إصبع ،
والماء والثرى على إصبع ،
والخلائق على إصبع ،
ثم يهزهن ،
ثم يقول : أنا الملك أنا الملك ،
فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، تعجبا وتصديقا لقوله ،
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون } ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7513 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
جاء حبر: بفتح الحاء وكسرها، وهو العالم من علماء اليهود
 
جعل الله السماوات على إصبع:  فهذا يدل على إثبات الأصابع لله عز وجل ، كما يليق بجلال الله وعظمته
 
حتى بدت نواجذه: وهو ما يظهر عند الضحك من الأسنان وقيل هي الأنياب وقيل الأضراس وقيل الدواخل من الأضراس التي في أقصى الحلق
 
قال ابن بطال لا يحمل ذكر الإصبع على الجارحة بل يحمل على أنه صفة من صفات الذات لا تكيف ولا تحدد " وهذا ينسب للأشعري " وعن ابن فورك يجوز أن يكون الإصبع خلقا يخلقه الله فيحمله الله ما يحمل الإصبع ، ويحتمل أن يراد به القدرة والسلطان ، كقول القائل ما فلان إلا بين إصبعي إذا أراد الإخبار عن قدرته عليه ، وأيد ابن التين الأول بأنه قال على إصبع ولم يقل على إصبعيه ،
قال ابن بطال : وحاصل الخبر أنه ذكر المخلوقات وأخبر عن قدرة الله على جميعها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا له وتعجبا من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى ، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم ، ولذلك قرأ قوله تعالى ( وما قدروا الله حق قدره ) الآية أي ليس قدره في القدرة على ما يخلق على الحد الذي ينتهي إليه الوهم ، ويحيط به الحصر ؛ لأنه تعالى يقدر على إمساك مخلوقاته على غير شيء كما هي اليوم ، قال تعالى ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) وقال ( رفع السماوات بغير عمد ترونها )
 وقال الخطابي لم يقع ذكر الإصبع في القرآن ولا في حديث مقطوع به ، وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع بل هو توقيف أطلقه الشارع فلا يكيف ولا يشبه ، ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي ، فإن اليهود مشبهة وفيما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه ولا تدخل في مذاهب المسلمين ، وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار ، وأما قول الراوي " تصديقا " له فظن منه وحسبان ، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة ، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل ، وبصفرته على الوجل ، ويكون الأمر بخلاف ذلك ، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم ، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره ، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظا فهو محمول على تأويل قوله تعالى ( والسماوات مطويات بيمينه ) أي قدرته على طيها ، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئا في كفه واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه بل يقله ببعض أصابعه ، وقد جرى في أمثالهم فلان يقل - كذا - بإصبعه ويعمله بخنصره انتهى ملخصا ،
وقد تعقب بعضهم إنكار ورود الأصابع لوروده في عدة أحاديث كالحديث الذي أخرجه مسلم " إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن " ولا يرد عليه ؛ لأنه إنما نفى القطع ،
قال القرطبي في المفهم قوله " إن الله يمسك " إلى آخر الحديث ، هذا كله قول اليهودي وهم يعتقدون التجسيم وأن الله شخص ذو جوارح كما يعتقده غلاة المشبهة من هذه الأمة ، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للتعجب من جهل اليهودي ، ولهذا قرأ عند ذلك ( وما قدروا الله حق قدره ) أي ما عرفوه حق معرفته ولا عظموه حق تعظيمه فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة ،
وأما من زاد " وتصديقا له " فليست بشيء فإنها من قول الراوي وهي باطلة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدق المحال وهذه الأوصاف في حق الله محال ؛ إذ لو كان ذا يد وأصابع وجوارح كان كواحد منا فكان يجب له من الافتقار والحدوث والنقص والعجز ما يجب لنا ، ولو كان كذلك لاستحال أن يكون إلها إذ لو جازت الإلهية لمن هذه صفته لصحت للدجال وهو محال ، فالمفضي إليه كذب فقول اليهودي كذب ومحال ، ولذلك أنزل الله في الرد عليه ( وما قدروا الله حق قدره ) وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق وليس كذلك ، فإن قيل قد صح حديث " إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن " 

فالجواب أنه إذا جاءنا مثل هذا في الكلام الصادق تأولناه أو توقفنا فيه إلى أن يتبين وجهه مع القطع باستحالة ظاهره لضرورة صدق من دلت المعجزة على صدقه ، وأما إذا جاء على لسان من يجوز عليه الكذب بل على لسان من أخبر الصادق عن نوعه بالكذب والتحريف كذبناه وقبحناه ،
ثم لو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقا له في المعنى بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه ، ونقطع بأن ظاهره غير مراد انتهى ملخصا . وهذا الذي نحا إليه أخيرا أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة ، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقرير النبي صلى الله عليه وسلم على الباطل وسكوته عن الإنكار وحاشا لله من ذلك ، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار ، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في " كتاب التوحيد " من صحيحه بطريقه قد أجل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكا ، بل لا يوصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف من يؤمن بنبوته
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

 

Saturday, January 18, 2014

882 - إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال

 
إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ،
فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب .
قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ،
فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله له : بل أردت أن يقال : فلان قارئ ، فقد قيل ذلك .
ويؤتى بصاحب المال ، فيقول الله : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب .
قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم وأتصدق ،
فيقول الله له : كذبت . وتقول الملائكة له : كذبت ، ويقول الله بل أردت أن يقال : فلان جواد وقد قيل ذلك .
ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له : فيماذا قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت .
فيقول الله له : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جرئ ، فقد قيل ذلك .
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال : يا أبا هريرة : أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ، صححه  الألبانى فى صحيح الترمذى
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2382 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
ليقضي بينهم: ليحكم بينهم
 
جاثية : باركة على الرّكب لشدة الهوْل
 
جواد : سخي ، كريم
 
تسعر بهم النار: توقد و تشعل بهم النار
 
و الله تعالى اعلم
 
نسأل الله السلامة و العافية ، و ان لا يجعلنا منهم
 
للمزيد