Tuesday, September 30, 2014

1509 - إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ،
يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 32 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الرياء: إذا لم يكن قصدك من العمل وجه الله والدار الآخرة ، و الرياء مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوا صاحبها لا ابتغاء لمرضاة الله ‏
للمزيد

Friday, September 26, 2014

1508 - أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عمر بن الخطاب و أبو الدرداء و أبو ذر الغفاري و ثوبان و شداد بن أوس و علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1582 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا منهم العلم والفضل، وخلفوهم على أممهم وأقوامهم ليقوموا بعمل الأنبياء في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بالحق والخير والدين، كما قال سيد المرسلين: {العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر].
والعالم إذا كان صالحا كان له في الأمة قدم الصدق، وكانت له مكانة عظمى ومنزلة كبرى، وكان أثره في الناس كأثر الشمس في النهار وأثر القمر في الليالي الظلماء، يهتدي به الضال ويسترشد به التائه، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين](رواه البيهقي وصححه الألباني)
ولما كان للعلماء هذا المقام السامق، والأثر الفائق كان انحراف العالم مصيبة تصيب المسلمين في مقتل، وتأخذ بجماعات منهم إلى الضلال.. وقد مر بالتاريخ من هذا الصنف جماعات، ولم تخل منهم أمة، يبتلى الله بهم العباد؛ ليعلم أهل الغي من أهل الرشاد، وأهل الإصلاح من أهل الإفساد، وما بلعام في بني إسرائيل ببدْع من هؤلاء، بل أخبر الله أنهم كانوا فيهم كثيرا كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ](التوبة:34)
وأمتنا كغيرها من الأمم لم تخل من هذه الطائفة المفتونة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظيم خطرها، وجليل ضررها حتى بلغ خوفه علينا من هذا الصنف أعظم من خوفه علينا من الدجال الأعور الكذاب الذي يضل العباد بمخاريقه وتلبيساته آخر الزمان.. فقد روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يارسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏غير الدجال أخوفني عليكم؛... وقد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يارسول الله؟ قال:الأئمة المضلون].
أئمة؟ نعم!! ولكنهم أئمة في الضلالة، والحياد بالناس عن طريق الحق والدين والهداية.. {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}(القصص:41)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن فتنة الدجال هي أكبر فتنة تمر على البشر منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، فما الذي يجعل فتنة هؤلاء الأئمة المضلين أعظم من فتنة الدجال؟
قال العلماء: وجه ذلك أن الدجال فيه من العلامات ما يجعله معروفا عند كل مسلم: فهو أعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها من يكتب ومن لا يكتب، فمن كانت عنده أدنى بصيرة علم أن هذا المخلوق الحقير لا يمكن أن يكون إلها قديرا وإلا لأصلح من حال نفسه وكمل نقص خلقته، فخطورة الدجال وفتنته على عظمها لكنها ظاهرة معروفة يسيرة على المؤمنين.
أما المنافقون منهم فضررهم أعظم، وخطرهم أكبر؛ لأنهم يلبسون على الناس باسم الدين محرفين كتاب الله وآياته، مستغلين أن سلطانهم على الناس أعظم سلطان؛ لأنهم يتكلمون باسم الدين، والناس بطبعها ميالة لدينها، واقعة تحت تأثير إيمانها، فينساقون وراءهم ـ ظنا منهم أنهم على الحق ـ مما يوقع الناس في حيرة ملمة وظلمة مدلهمة.
ولهذا كان إفساد أئمة الضلال وفقهاء السلطان وأحبار السوء للدين أعظم إفساد، وكان صدهم عن الهدى أعظم صد.. كما قال ابن المبارك رحمه الله:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبــار سـوء ورهبانها
طرق صدهم عن الهداية
أولها: عدم العمل بعلمهم:
والأصل في العلم أن يطلب لتزكية النفس به والعمل بموجبه، فلا يطلب العلم للتعالي على الناس، ولا للتَّجَمُّل والتَّباهي به بين الخَلْق، وإنَّما هو وسيلة إلى البِرِّ والتَّقوى
ثانيا: السكوت عن الباطل:
وهذه صورة أخرى من صور الإضلال، أن يرى العالِمُ الباطل ينتشر فيسكت، ويرى المنكر يعلو ويفشو ولا ينهى عنه، فيظن الجاهل أنه ليس بباطل ولا بمنكر؛ لأنه لو كان منكرا لأنكره هؤلاء العلماء؛ ولو كان باطلا لقاوموه ولحاربوه؛ أو على أقل تقدير بينوه؛ فيكون هذا تلبيسا وتدليسا على العباد، وإعانة على نشر الباطل والمنكر والفساد، وإضعافا للحق والعدل
الثا: النطق بالباطل:
وهذه ثالثة الأثافي وداهية الدواهي، وقاطعة ظهر المؤمنين ومضيعة الحق ومذهبة الدين، وقد كان السلف يخافون على العالم أن لا يعمل بعلمه حتى لا يقتدى به في ترك العمل، ثم امتد الحال حتى صار الصالحون يخشون على العالم الا ينطق بالحق ويبلغه، وأن يسكت عن الباطل ولا يدافعه فيوسم بوسم بُكم الشياطين، ثم جاء زمان خشى فيه المخلصون على العالم أن ينطق بالباطل فيحرف دين الحي القيوم ويضل عباد الله المسلمين..
وأما في زماننا فقد عمت البلوى بهؤلاء المنافقين، وفتحت لهم أبواب السلاطين، وتسابقت إليهم قنوات الشياطين، فصاروا أبواقا للباطل، ودعاة.. ولكن على أبواب جهنم، يبيع الواحد دينه بثمن بخس ربما لأجل لعاعة من الدنيا من منصب أو مال، أو من أجل هوى أو جاه، أو نكاية في مخالف، أو حتى لمجرد الشهرة، بل وأحيانا تقربا للملوك والرؤساء والسلاطين من غير أن يأخذ منهم شيئا، فببين بائع لدينه بدنياه، وآخر بائع لدينه بدنيا غيره.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1507 - غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1989 خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
------------------------------------------------
الشرح:
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا منهم العلم والفضل، وخلفوهم على أممهم وأقوامهم ليقوموا بعمل الأنبياء في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بالحق والخير والدين، كما قال سيد المرسلين: {العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر].
والعالم إذا كان صالحا كان له في الأمة قدم الصدق، وكانت له مكانة عظمى ومنزلة كبرى، وكان أثره في الناس كأثر الشمس في النهار وأثر القمر في الليالي الظلماء، يهتدي به الضال ويسترشد به التائه، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين](رواه البيهقي وصححه الألباني)
ولما كان للعلماء هذا المقام السامق، والأثر الفائق كان انحراف العالم مصيبة تصيب المسلمين في مقتل، وتأخذ بجماعات منهم إلى الضلال.. وقد مر بالتاريخ من هذا الصنف جماعات، ولم تخل منهم أمة، يبتلى الله بهم العباد؛ ليعلم أهل الغي من أهل الرشاد، وأهل الإصلاح من أهل الإفساد، وما بلعام في بني إسرائيل ببدْع من هؤلاء، بل أخبر الله أنهم كانوا فيهم كثيرا كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ](التوبة:34)
وأمتنا كغيرها من الأمم لم تخل من هذه الطائفة المفتونة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظيم خطرها، وجليل ضررها حتى بلغ خوفه علينا من هذا الصنف أعظم من خوفه علينا من الدجال الأعور الكذاب الذي يضل العباد بمخاريقه وتلبيساته آخر الزمان.. فقد روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يارسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏غير الدجال أخوفني عليكم؛... وقد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يارسول الله؟ قال:الأئمة المضلون].
أئمة؟ نعم!! ولكنهم أئمة في الضلالة، والحياد بالناس عن طريق الحق والدين والهداية.. {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}(القصص:41)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن فتنة الدجال هي أكبر فتنة تمر على البشر منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، فما الذي يجعل فتنة هؤلاء الأئمة المضلين أعظم من فتنة الدجال؟
قال العلماء: وجه ذلك أن الدجال فيه من العلامات ما يجعله معروفا عند كل مسلم: فهو أعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها من يكتب ومن لا يكتب، فمن كانت عنده أدنى بصيرة علم أن هذا المخلوق الحقير لا يمكن أن يكون إلها قديرا وإلا لأصلح من حال نفسه وكمل نقص خلقته، فخطورة الدجال وفتنته على عظمها لكنها ظاهرة معروفة يسيرة على المؤمنين.
أما المنافقون منهم فضررهم أعظم، وخطرهم أكبر؛ لأنهم يلبسون على الناس باسم الدين محرفين كتاب الله وآياته، مستغلين أن سلطانهم على الناس أعظم سلطان؛ لأنهم يتكلمون باسم الدين، والناس بطبعها ميالة لدينها، واقعة تحت تأثير إيمانها، فينساقون وراءهم ـ ظنا منهم أنهم على الحق ـ مما يوقع الناس في حيرة ملمة وظلمة مدلهمة.
ولهذا كان إفساد أئمة الضلال وفقهاء السلطان وأحبار السوء للدين أعظم إفساد، وكان صدهم عن الهدى أعظم صد.. كما قال ابن المبارك رحمه الله:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبــار سـوء ورهبانها
طرق صدهم عن الهداية
أولها: عدم العمل بعلمهم:
والأصل في العلم أن يطلب لتزكية النفس به والعمل بموجبه، فلا يطلب العلم للتعالي على الناس، ولا للتَّجَمُّل والتَّباهي به بين الخَلْق، وإنَّما هو وسيلة إلى البِرِّ والتَّقوى
ثانيا: السكوت عن الباطل:
وهذه صورة أخرى من صور الإضلال، أن يرى العالِمُ الباطل ينتشر فيسكت، ويرى المنكر يعلو ويفشو ولا ينهى عنه، فيظن الجاهل أنه ليس بباطل ولا بمنكر؛ لأنه لو كان منكرا لأنكره هؤلاء العلماء؛ ولو كان باطلا لقاوموه ولحاربوه؛ أو على أقل تقدير بينوه؛ فيكون هذا تلبيسا وتدليسا على العباد، وإعانة على نشر الباطل والمنكر والفساد، وإضعافا للحق والعدل
الثا: النطق بالباطل:
وهذه ثالثة الأثافي وداهية الدواهي، وقاطعة ظهر المؤمنين ومضيعة الحق ومذهبة الدين، وقد كان السلف يخافون على العالم أن لا يعمل بعلمه حتى لا يقتدى به في ترك العمل، ثم امتد الحال حتى صار الصالحون يخشون على العالم الا ينطق بالحق ويبلغه، وأن يسكت عن الباطل ولا يدافعه فيوسم بوسم بُكم الشياطين، ثم جاء زمان خشى فيه المخلصون على العالم أن ينطق بالباطل فيحرف دين الحي القيوم ويضل عباد الله المسلمين..
وأما في زماننا فقد عمت البلوى بهؤلاء المنافقين، وفتحت لهم أبواب السلاطين، وتسابقت إليهم قنوات الشياطين، فصاروا أبواقا للباطل، ودعاة.. ولكن على أبواب جهنم، يبيع الواحد دينه بثمن بخس ربما لأجل لعاعة من الدنيا من منصب أو مال، أو من أجل هوى أو جاه، أو نكاية في مخالف، أو حتى لمجرد الشهرة، بل وأحيانا تقربا للملوك والرؤساء والسلاطين من غير أن يأخذ منهم شيئا، فببين بائع لدينه بدنياه، وآخر بائع لدينه بدنيا غيره.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 24, 2014

1506 - أخوف ما أخاف عليكم جدال منافق عليم اللسان ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد

أخوف ما أخاف عليكم جدال منافق عليم اللسان ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد 
------------------------------------------------
الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 77 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 عليم اللسان: فصيح اللسان
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, September 21, 2014

1505 - إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك . قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟ قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك .
قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟
قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3201 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث فيه تحذيرٌ ممن يقرؤن القرآن بأفواههم دون وعي وتدبر بقلوبهم
ردءا للإسلام: دعما و تقوية للأسلام
انسلخ منه ونبذه: اى ترك القرآن و ما قرأه فيه
الرامي: اى الذى ترك القرآن و اتهم جاره بالشرك
المرمي: اى جاره الذى تم اتهامه بالشرك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1504 - خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قلنا: بلى فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ، حسنه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال
فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال
قلنا: بلى
فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ، حسنه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3408 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
ألا: أداة عرض، والغرض منها تنبيه المخاطب، فهو أبلغ من عدم الإتيان بها
أخوف عليكم عندي: أي عند الرسول لأنه من رحمته بالمؤمنين يخاف عليهم كل الفتن، وأعظ فتنه في الأرض هي فتنة المسيح الدجال، لن النبي من فتنة هذا الشرك الخفى أشد من خوفه من فتنة المسيح الدجال، وإنما كان كذلك، لأن التخلص منه صعب جدًّا، ولذلك قال بعض السلف: (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص)، وقال النبي: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه».، ولا يكفي مجرد اللفظ بها، بل لابد من إخلاص وأعمال يتعبد بها الإنسان لله عز وجل
المسيح الدجال: المسيح، أي: ممسوح العين اليمني، فذكر النبي عيبين في الدجال: أحدهما حسي، وهو أن الدجال أعور العين اليمني، كما قال النبي: «إن الله لا يخفى عليكم، إنه ليس بأعور الدجال أعور العين اليمنى».
والثاني معنوي: وهو الدجال، فهو صيغة مبالغة، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفه الملازم له، وهو الدجل والكذب والتمويه، وهو رجل من بني آدم، ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته يخرجه ليفتن الناس به، وفتنته عظيمة، إذ ما في الدنيا منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال.
 والمسيح الدجال ثبتت به الأحاديث واشتهرت حتى كان من المعلوم بالضرورة، لأن النبي أمر أمته أن يتعوذوا بالله منه في كل صلاة، وقد حاول بعض الناس إنكاره وقالوا: ما ورد من صفته متناقض ولا يمكن أن يصدق به، لكن هؤلاء يقيسون الأحاديث بعقولهم وأهوائهم، وقدرة الله بقدرتهم، ويقولون: كيف يكون اليوم عن سنة والشمس لها نظام لا تتعداه؟ وهذا لا شك جهل منهم بالله، فالذي جعل هذا النظام هو الله، وهو القادر على أن يغيره متي شاء، فيوم القيامة تكور الشمس، وتتكدر النجوم، وتكشط السماء، كل ذلك بكلمة (كن). ورد هذه الأحاديث بمثل هذه التعالىل دليل على ضعف الإيمان وعدم تقديره الله حق قدرته، قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} [الزمر: 67].
فالذي نؤمن به أنه سيخرج في أخر الزمان، ويحصل منه كل ما ثبت عن رسول الله.
ونؤمن أن الله على كل شيء قدير، وأنه قادر على أن يبعث على الناس.
من يفتنهم عن دينهم، ليتميز المؤمن من الكافر والخبيث من الطيب، مثل ما ابتلي الله بني إسرائيل بالحيتان يوم سبتهم شرعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، ومثل ما ابتلي الله المؤمنين بأن أرسل عليهم الصيد وهم حرم، تناله أيدهم ورماحهم ليعلم الله من يخافه بالغيب، وقد يبتلي الله أفراد الناس بأشياء يمتحنهم بها، قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} [الحج: 11].
الشرك الخفي: الشرك قسمان خفي وجلي.
فالجلي: ما كان بالقول مثل الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت، أو بالفعل مثل: الانحناء لغير الله تعظيما.
والخفي: ما كان في القلب، مثل: الرياء، لأنه لا يبين، إذا لا يعلم ما في القلوب إلا الله، ويسمي أيضا
شرك السرائر: .
 وهذا هو الذي بينه الله بقوله: {يوم تبلى السرائر} [الطارق: 9]، لأن الحساب يوم القيامة على السرائر، قال تعالى: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور} [العاديات: 9، 10] وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهي عن المنكر ويفعله: أنه: «يلقي في النار حتى تندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار، فيسألونه، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهي عن المنكر ويفعله»
يقوم الرجل، فيصلي، فيزين صلاته: يتساوى في ذلك الرجل والمرأة، والتخصيص هنا يسمي مفهوم اللقب، أي أن الحكم يعلق بما هو أشرف، لا لقصد التخصيص ولكن لضرب المثل.
فيزين صلاته: أي يحسنها بالطمأنينة، ورفع اليدين عند التكبير ونحو ذلك
لما يرى من نظر رجل إليه: (ما) موصولة، وحذف العائد، أي: للذي يراه نظر رجل، وهذه هي العلة لتحسين الصلاة، فقد زين صلاته ليراه هذا الرجل فيمدحه بلسانه أو يعظمه بقلبه، وهذا شرك.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 17, 2014

1503 - عن سفيان بن عبدالله الثقفي: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: قل ربي الله ، ثم استقم قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

عن سفيان بن عبدالله الثقفي: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به
قال: قل ربي الله ، ثم استقم
قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟
فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى 
------------------------------------------------
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2410 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
اى ان الصحابى طلب من النبى صلى الله عليه و سلم شىء يتمسك به و يستمر على فعله ليدخل الجنة ، فقال له : قل آمنت بالله ، ثم استقم ، اى تحلى بالأستقامة فى القول و العمل ، فلا تقول او تعمل منكراً او معصية
فسأله الصحابى ما اكثر ما تخاف علينا منه ؟
فامسك النبى صلى الله عليه و سلم بلسانه و قال له هذا ، اى انه يخاف عليهم من السنتهم و انها قد تدخلهم النار
ومعنى الجزء الأول من هذا الحديث لـمَّا سأل الصحابيُّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره بشىء يعتصمُ به أي علمني أمرًا أتمسك به لديني فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:«قل ءامنت بالله ثم استقم» أي وَحد الله تعالى وءامن به ثم استقم فلا تَحِد عن التوحيد والتزم طاعته سبحانه وتعالى إلى أن تموت على ذلك، وهذه صفة الأولياء فالولي هو الذي ءامن بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم واستقام بطاعة ربه أي لازم طاعة الله بأن أدى ما افترض الله على عباده أن يفعلوه واجتنب ما افترض الله تعالى على عباده أن يجتنبوه وأكثر من النوافل وثبت على ذلك حتى الممات، فمن تحققت فيه هذه الصفة فهو ولي الله سبحانه وتعالى لذا قال الله تعالى في صفة من كان كذلك ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾سورة فصلت.
أما القسم الثاني من الحديث فمعناه هذا أشد ما أخافُ عليك لأنه أكثرُ ما يضركَ معاصي لسانك، وكثير من الناس لا يعملون به فإن النفس لها شهوة كبيرة في الكلام الذي تهواه من غير تفكير في عاقبته، فليتنبه العاقل إلى أن حفظ اللسان أمرٌ مهم وهو أكثر ما يُهلك الإنسان في الآخرة لأن الكلام سهل على اللسان أما المشي فيحتاج إلى كُلفة، أما اللسان سهلٌ أن ينطق بما يشاء فأكثر ما يفعله العبد من الذنوب والمعاصي هو من اللسان، فيجب على الإنسان أن يحفظ لسانه وطريقة حفظه أن يتفكر العبد في عاقبة ما يخطر له أن يتكلم به فإن لم يكن فيه خطرٌ ينطقُ به هذا هو طريق السلامة.
أما أن يُطلِق لسانه بدون التفكر في عاقبة ما يخرج منه فهذا خطر عظيم، فإن من الكفر ما يكون باللسان، وأكثرُ العداوات والخصومات سببُها اللسان وكذا التباغضُ والتقاطع والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور واللعن والشتم وغيرُ ذلك كثير، فينبغي على كل إنسان أن يُحاسبَ نفسه ويفكرَ فيما يعود عليه بكلامه الذي يتكلم به قبل أن ينطق فبذلك السلامة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, September 16, 2014

1502 - صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه . فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو . فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا . وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة . ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة . قال وقال ابن عمر : فإذا كان أخوف أكثر من ذلك فصل راكبا ، أو قائما . تومئ إيماء ، صحيح مسلم

صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه . فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو . فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا . وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة . ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة .
قال وقال ابن عمر : فإذا كان أخوف أكثر من ذلك فصل راكبا ، أو قائما . تومئ إيماء ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 839 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث يتكلم عن احدى صور اداء صلاة الخوف ، و صلاة الخوف ثابتة بالكتاب والسنة ، و هى قضاء الصلوات المكتوبة فى حالة الخشية من عدو او نحوه
قال الخطابي: (قلت: صلاة الخوف أنواع، وقد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أيام مختلفة وعلى أشكال متباينة يتحرى في كلها ما هو أحوط للصلاة والأبلغ في الحراسة وهي على اختلاف صورها متفقة المعنى)
و صلاة الخوف ورد فيها عدة احاديث ، و يختلف اسلوب ادائها حسب موضع المقاتلين و موضع العدو منهم - فى القبلة او لا - و حالة التأهب عندهم و غيرها
فغالباً يكون المقاتل ليس في بلده فإنه يصلي صلاة قصر ، يصلي ثنتين ، الظهر ثنتين ، والعصر ثنتين ، والعشاء ثنتين كسائر المسافرين ، والسنة لهم أن يصلوها كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلونها جماعة ، والواجب أن يصلوها جماعة مع القدرة بإمام ، فيصلي بهم ركعتين ، وإذا كان العدو في القبلة يصلي بهم جميعا ويركع بهم جميعا ، ثم يسجد بالصف الأول ، ويبقى الصف الثاني يراقب لئلا يهجم العدو ، فإذا قام الصف الأول من السجود سجد الصف الثاني كما فعله الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك يتقدم الصف الأول ويتأخر الصف الثاني ، ويصلي بهم جميعا ويركع بهم جميعا ، ثم يسجد بالصف الأول الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى ، ويقف الصف الثاني الذي هو مقدم في الأولى ، يقف ينتظر وينظر ويحرس ، فإذا قام الصف الأول من سجوده سجد الصف الثاني ، ثم سلم بهم جميعا . هذا نوع من صلاة الخوف ، وهناك أنواع أخرى في صلاة الخوف ينبغي أن يراعيها الإمام الذي يصلي بهم . ومنها أنه يصلي بهم ، يصلي بطائفة ركعة ، ثم تصلي لنفسها الركعة الثانية ، وتسلم وتذهب للحراسة ، وتأتي الطائفة الأخرى فتصلي معه الركعة الثانية ، فإذا فرغ من السجود قامت وقضت ما عليها من الركعة ، ثم سلم بها . هذا نوع آخر فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهناك أنواع أخرى تعرف في كتب أهل الحديث ، مثل بلوغ المرام ، ومثل منتقى الأخبار ، ومثل صحيح البخاري ، ومثل صحيح مسلم ، ومثل السنن الأربع موضحة فيها أنواع صلاة الخوف ، ويجوز أن يصلي ركعة واحدة ، هذا على قول المختار أيضا ، ويجوز أن تصلي كل طائفة ركعة واحدة ، أو يصلي بهم جميعا ركعة واحده فلا بأس ، الحاصل أن صلاة الخوف أنواع معروفة ، فينبغي للإمام أن يصلي بهم ما تيسر من الأنواع ، التي يستطيعها ، فإذا لم يستطيعوا صارت الحرب شديدة ، والاختلاط بين العدو وخصمه ، فإنهم يصلون رجالا وركبانا ولو بالإيماء ، كل يصلي لنفسه مستقبل القبلة ، وغير مستقبلها عند الضرورة كما قال الله جل وعلا :  فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا  . وأما إن كان الحرب في الحضر في بلد الإقامة فإنه يصلي أربعا كسائر المقيمين ، ولا يصلي ثنتين ، إنما هذا في السفر خاصة أما الذي يحارب في البلد فيصلي أربعا ، ولا يصلي ثنتين ، في السفر يصلي صلاة السفر ثنتين ثنتين ، في الظهر والعصر والعشاء ، لا يصلي أربعا ، الأفضل أن يقصر الصلاة ثنتين ثنتين ، هذا هو الأفضل في السفر ، وهذا هو السنة ، وفي السفر الأفضل ترك الرواتب ، يصلي ثنتين فقط ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثنتين فقط ، ولا معها الرواتب لا قبلها ولا بعدها في السفر ، يعني إلا سنة الفجر ، إذا استطاع صلاها في السفر ، وهكذا الوتر إذا استطاع يوتر بركعة أو ثلاث ركعات أو أكثر من ذلك وترا في الليل بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، هذا محل الوتر إذا صلى ، إذا كان عنده فرصة في صلاة الضحى ، وإذا تهجد في الليل كله طيب ، المعنى لا يتركه ، يصلي التهجد بالليل إذا كان عنده فرصة ، الضحى يصلى لا بأس ولو في السفر
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, September 15, 2014

1501 - هلاك أمتي في الكتاب و اللبن قالوا : يا رسول ما الكتاب و اللبن ؟ قال : يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل ، و يحبون اللبن فيدعون الجماعات و الجمع ، و يبدون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
هلاك أمتي في الكتاب و اللبن
قالوا : يا رسول ما الكتاب و اللبن ؟
قال : يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل ،
و يحبون اللبن فيدعون الجماعات و الجمع ، و يبدون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2778 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
 يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل: التأويل المراد به في الحديث ، هو فهم القرآن على غير مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ،والعمل بذلك الفهم الخاطىء
 
اللبن: اللبن هنا الإبل ، سميت بما يلزمها كما قيل للعنب خمرًا لأنه يؤول إليها في قوله تعالى: قال أحدهما إني أراني أعصر خمرًا.
و المراد ان الناس ترغب فى تملك الأبل و تربيتها فيسكنوا الصحراء و يتركوا المدن فغالباً لن تكون هناك صلاة جماعة و لا حضور دروس العلم و صلوات الجمع التى تكون غالباً فى المدن
 
َيَبْدُونَ: أي يخرجون إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي
والمحذور هو الحب المتزايد للبن ومن الأنعام ذوات اللبن، ولذلك يدع السكونة في المدن ويحب البادية فيترك الجمع والجماعات، ومعنى يبدون يخرجون إلى البادية، وأهل البوادي عادة لا يهتمون بالجمع والجماعات وتعلم العلم والجهاد في سبيل الله، وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل) [صحيح البخاري: 3302، صحيح مسلم: 51]. ولذا كان الصحابة يكرهون السكونة في البوادي إلا لضرورة كاتقاء الفتن
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

Saturday, September 13, 2014

1500 - خلق الله عز و جل الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فقال : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال: ألا ترضين أن أصل منوصلك و أقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فذلك لك ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد

خلق الله عز و جل الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فقال : مه ،
قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ،
قال: ألا ترضين أن أصل منوصلك و أقطع من قطعك ؟
قالت : بلى يا رب ،
قال : فذلك لك ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 36 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ: ‏تقدم تأويل فرغ في تفسير القتال , قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون المراد بالخلق جميع المخلوقات , ويحتمل أن يكون المراد به المكلفين .
 ‏
‏وهذا القول يحتمل أن يكون بعد خلق السماوات والأرض وإبرازها في الوجود , ويحتمل أن يكون بعد خلقها كتبا في اللوح المحفوظ ولم يبرز بعد إلا اللوح والقلم , ويحتمل أن يكون بعد انتهاء خلق أرواح بني آدم عند قوله :
 ألست بربكم: لما أخرجهم من صلب آدم عليه السلام مثل الذر
مَهْ: اى كفى أو حسبك ، لأنَّه زجرٌ
 أي : اكففي وامتنعي عن هذا الالتجاء ، فإن حاجتك مقضية ، والأظهر أن يكون استفهاما وقلبت الألف هاء ، ويمكن حذف ألف الاستفهام ، ثم إتيان هاء السكت ، والمعنى ما يقول ، والمراد منه الأمر بإظهار الحاجة ليعلم الاعتناء بها لا الاستعلام ، فإنه يعلم السر وأخفى
قامت الرحم فقالت: ‏‏قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون بلسان الحال ويحتمل أن يكون بلسان المقال قولان مشهوران , والثاني أرجح .
 وعلى الثاني فهل تتكلم كما هي أو بخلق الله لها عند كلامها حياة وعقلا ؟ قولان أيضا مشهوران , والأول أرجح لصلاحية القدرة العامة لذلك , ولما في الأولين من تخصيص عموم لفظ القرآن والحديث بغير دليل , ولما يلزم منه من حصر قدرة القادر التي لا يحصرها شيء
أصل من وصلك وأقطع من قطعك: ‏‏في ثاني أحاديث الباب من وجه آخر عن أبي هريرة " من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته " قال ابن أبي جمرة : الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه , وإنما خاطب الناس بما يفهمون , ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه , وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى , عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده .
 قال : وكذا القول في القطع , هو كناية عن حرمان الإحسان .
 وقال القرطبي : وسواء قلنا إنه يعني القول المنسوب إلى الرحم على سبيل المجاز أو الحقيقة أو إنه على جهة التقدير والتمثيل كأن يكون المعنى : لَوْ كَانَتْ الرَّحِم مِمَّنْ يَعْقِل وَيَتَكَلَّم لَقَالَتْ كَذَا , وَمِثْله ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن عَلَى جَبَل لَرَأَيْته خَاشِعًا ) الْآيَة , وَفِي آخِرهَا ( وَتِلْكَ الْأَمْثَال نَضْرِبهَا لِلنَّاسِ ) فَمَقْصُود هَذَا الْكَلَام الْإِخْبَار بِتَأَكُّدِ أَمْر صِلَة الرَّحِم , وَأَنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَهَا مَنْزِلَة مَنْ اِسْتَجَارَ بِهِ فَأَجَارَهُ فَأَدْخَلَهُ فِي حِمَايَته , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَجَارُ اللَّه غَيْر مَخْذُول , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه , وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم
و الحديث هذا فيه وجوب صلة الرحم، وأنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه، فالله -تعالى- يصل من وصل الرحم، ويقطع من قطعها، والحديث فيه وعيد شديد على من قطع الرحم، وأن قطيعة الرحم من الإفساد في الأرض، وأنه متوعد باللعن والصمم وإعماء الأبصار والعياذ بالله. والرحم هو القرابة من جهة الأب ومن جهة الأم، وأقرب الرحم أمك وأبوك، ثم الأبناء والبنات، ثم أبناء البنين وأبناء البنات، ثم الأخوة والأخوات الأشقاء، ثم الأخوة والأخوات لأب، والأخوة والأخوات لأم، ثم أبناء الأخوة والأشقاء، وأبناء الأخوة لأب، وأبناء الأخوة لأم، ثم الأعمام الأشقاء أو لأب أو لأم، ثم أبناء الأعمال وهكذا، الأقرب فالأقرب كما قال أحدهم: (أمك وأباك، أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك).
وليس واجبًا في صلة الرحم أن يكون الواصل محرمًا للموصولة، فيجوز أن يصل بنت عمه ويبلغها السلام، وإن كانت فقيرة فعليه الإنفاق عليها.
والشاهد قوله: (ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك) ففيه إثبات القول لله، وأنه صفة من صفاته
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1499 - أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة . أصلهم ويقطعوني . وأحسن إليهم ويسيئون إِلَيَّ. وأحلم عنهم ويجهلون عَلَيَّ. فقال: لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل . ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك ، صحيح مسلم

أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة .
أصلهم ويقطعوني .
وأحسن إليهم ويسيئون إِلَيَّ.
وأحلم عنهم ويجهلون عَلَيَّ.
فقال: لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل .
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2558 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قرابة: اقارب
أصلهم ويقطعوني: من صلة الرحم ، اى ازورهم و احسن اليهم ، و يفعلون العكس
أَحْلُم عنهم: اى يصبر عليهم و يحسن معاملتهم
يجهلون علي: ‏أي يسيئون , والجهل هنا القبيح من القول
فكأنما تسفهم المل: المل هو الرماد الحار، وتسفهم : يعني تلقمهم إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: "وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكلَ الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثمُ العظيمُ في قطيعتهِ، وإدخالِهم الأذى عليه، وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم، وتحقِّرهم في أنفسهم؛ لكثرة إحسانك، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف الملّ. وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم؛والله أعلم". أ.هـ
 وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ , وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم , وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن , بَلْ يَنَالهُمْ الْإِثْم الْعَظِيم فِي قَطِيعَته , وَإِدْخَالهمْ الْأَذَى عَلَيْهِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانك وَقَبِيح فِعْلهمْ مِنْ الْخِزْي وَالْحَقَارَة عِنْد أَنْفُسهمْ كَمَنْ يُسَفّ الْمَلّ . وَقِيلَ : ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانك كَالْمَلِّ يُحَرِّق أَحْشَاءَهُمْ
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, September 12, 2014

1497 - إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده ، قبض نبيها قبلها . فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها . وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ، ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره ، صحيح مسلم

إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده ، قبض نبيها قبلها .
فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها .
وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ، ونبيها حي ،
فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2288 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قبض: اى قبض روحه
فرطا وسلفا: أي أجراً متقدماً ومحتفظاً به عندك ، و  خيرا متقدما نجده في الآخرة، والسلف أيضا: من تقدمك من آبائك وقرابتك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 10, 2014

1496 - عن أم العلاء: أنه اقتسم المهاجرون قرعة ، فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي توفي فيه ، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب ، فشهادتي عليك : لقد أكرمك الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه . فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ، فمن يكرمه الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري ، وأنا رسول الله ، ما يفعل بي . قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا ، صحيح البخاري

عن أم العلاء: أنه اقتسم المهاجرون قرعة ، فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي توفي فيه ، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب ، فشهادتي عليك : لقد أكرمك الله .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه .
فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ، فمن يكرمه الله ؟
فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري ، وأنا رسول الله ، ما يفعل بي .
قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أم العلاء المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1243 خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه]
------------------------------------------------
الشرح:
أنه اقتسم المهاجرون قرعة: والمعنى أن الأنصار اقترعوا على سكنى المهاجرين لما دخلوا عليهم المدينة
فطار لنا: أي وقع في سهمنا و نصيبنا ان نستضيفة و نسكنه فى بيتنا
الحديث يتكلم عن قصة قصة عثمان بن مظعون -وهو من أجلاء الصحابة من المهاجرين- لما هاجر مرض عند من اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم له كضيف عليهم، ثم بعد ذلك توفي، ولما توفي مدحته هذه المرأة التي كانت من أهل البيت، وأخذت تقول له أو تزكيه: بأن الله تعالى اختاره له، وأن الله سيكرمه، وأنه لا يخزيه؛ حيث أنه من خيار عباد الله الصالحين، ولكن كره النبي صلى الله عليه وسلم الجزم لأحد بأن يكون من أهل الجنة، وأخبر بأنه لا يعلم مصيره هو، يقول: حتى أنا فلا أعلم ما يفعل الله تعالى بي؛ وذلك لأنه بشر، والبشر غير مطلعين على علم الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه، فكأنه يقول: لا تزكوا أحدا، نحن نرجوا للمؤمن، ونخاف على الكافر، أو نخاف على العاصي، نرجوا لهؤلاء فلا نجزم لهم بأنهم من أهل الجنة، ولكن نرجوا للمحسن، ونخاف على المسيئ.
ومع ذلك يقول: جاءه أجله، أتاه الأجل وهو على أحسن حال، يعنى: آمن بمكة وصبر على ما صبر عليه من الأذى، وتكبد الهجرة، وانتقل إلى دار الهجرة وبقي عليها إلى أن أتاه الأجل، مع ما كان عليه من زهده وتقشفه، وتقلله من متاع الدنيا، وما أشبه ذلك، فكل ذلك مما يشهد له به، ولكن لا يجزم له بالجنة ولا بالنار، ولا يجزم لأحد بذلك إلا من ورد النص بأنه من أهل الجنة، فيشهد له بذلك، من عقيدة أهل السنة أنا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء ، وأنَّا لا نجزم لأحد بجنة ولا بنار
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, September 7, 2014

1495 - أن أناسا من أهل الشرك ، كانوا قد قتلوا وأكثروا ، وزنوا وأكثروا ، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } ونزل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ، صحيح البخاري

أن أناسا من أهل الشرك ، كانوا قد قتلوا وأكثروا ، وزنوا وأكثروا ،
فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم
فقالوا : إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن ، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ،
فنزل : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }
ونزل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4810 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 والأحاديث في شأن التوبة والحث عليها وفي تكفيرها للذنوب كثيرة جدا ، لها مصنفات مستقلة ، وحيث ذكرت من الآيات والأحاديث ، فإنما المراد بها التوبة النصوح ، وهي التي اجتمع فيها ثلاثة شروط :
( الأول ) : الإقلاع عن الذنب .
( الثاني ) : الندم على فعله .
( الثالث ) : العزم على أن لا يعود فيه .
فإن كان في ذلك الذنب حق لآدمي ، لزم استحلاله منه إن أمكن ، للحديث الذي قدمنا : من كان عنده لأخيه مظلمة ، فليتحلل منه اليوم ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم " الحديث في الصحيح . وهذه الشروط في كيفية التوبة .
وأما الشرط في زمانها فهو ما أشرنا إليه في المتن بقولنا : " قبل الغرغرة " وهي حشرجة الروح في الصدر ، والمراد بذلك الاحتضار عندما يرى الملائكة ، ويبدأ بها السياق ، قال الله - تبارك وتعالى - : [ ص: 1045 ] ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ) ، ( النساء 17 - 18 )
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, September 6, 2014

1494 - أن أعرابيا بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ، صحيح البخاري

أن أعرابيا بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ،
فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6128 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]  
------------------------------------------------
الشرح: 
بال : اى قضى حاجته
فثار: هاجوا عليه .
ليقعوا به: ليؤذوه بالضرب ونحوه
الذَنوب او السجل: دلو او وعاء ماء
أهريقوا: صبّوا
تستقبل المدينة النبويّة كلّ يومٍ زوّارها ليلاً ونهاراً من كلّ حدبٍ وصوب، ويتنوّع هؤلاء الزوّار في مقاماتهم وحاجاتهم، ما بين تاجرٍ يريد عقد صفقة تجاريّة، ومسافرٍ جاء لزيارة أرحامه وأصهاره، وأعرابي حملته الحاجة وأجبرته الفاقة إلى القدوم للتزوّد بالمتاع والأقوات، وغيرهم من صنوف الناس.
وكان من هؤلاء الزوّار أحد الأعراب الوافدين إلى المدينة بين الحين والآخر، وصلته دعوة الإسلام وهو في البادية فوافقت فطرةً سليمةً وقلباً صافياً فانضمّ إلى لوائها، ودخل في حياضها.
وبينما هو يطوف في سكك المدينة إذ أبصر مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاشتهى أن يصلّي ركعتين فيه، قبل أن يغادر إلى بعض شؤونه، فدخل المسجد ووقف مصلّياً على مقربة من رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
ولما انتهى من صلاته تذكّر نعمة الله عليه بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فلولاه لظلّ على جاهليّته طيلة عمره، فرفع يديه إلى السماء ودعا عجباً: "اللهم ارحمنى ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا"!.
دعاءٌ مجحف ورجاءٌ ظالم يُقفل أبواب الرحمة الإلهيّة التي وسعت كل شيء، وسرتْ مشاعر الاستنكار بين جلساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم ينظرون إليه صلوات الله وسلامه عليه ينتظرون ردّة فعله، لكنّه رسول الله الذي امتدّ حلمه واتسع صدره لأخطاء الناس وجهالاتهم، فهو يعلم أن هذا الأعرابي وأمثاله إنما يتصرّفون على سجيّتهم وطبيعتهم التي اكتسبوها من قسوة الحياة في البادية وشدّتها، ودواء الجهل لا يكون إلا بالعلم والتعليم، فقال له عليه الصلاة والسلام : (لقد حجرت واسعا) أي: لقد ضيّقت واسعاً.
 قام الرّجل من مكانه، وبينما هو يتهيّأ للخروج إذ أحسّ برغبة في قضاء حاجته، وعلى سجيّته مرّةً أخرى توجّه إلى ناحية المسجد وشرع في إراقة الماء.
ولئن تحمّل الصحابة الكرام جهالات الرّجل في أقواله، فإن تحمّل مثل هذا الفعيل الشنيع ليس بمقدورٍ، خصوصاً إذا نظرنا إلى ما ينطوي عليه من امتهانٍ بالغٍ لحرمات بيتٍ من بيوت الله تعالى، فتواثبوا ليوسعوه ضرباً، ويلقّنونه درساً، لكنّ إشارةً صارمةً من النبي -صلى الله عليه وسلم- أوقفتهم عن فعل ذلك، حيث قال لهم: ( دعوه وأريقوا على بوله ذنوباً من ماء) ، ولكم كان الموقف قاسياً على الصحابة وهم ينظرون إلى الأعرابيّ وينتظرونه كي يفرغ من شناعته، حتى صار للحظات الانتظار ثقلٌ بالغٌ على نفوسهم.
وبعد أن انتهى الأعرابيّ ناداه النبي -صلى الله عليه وسلم- وسأله : (ألست بمسلم ؟) فقال له : "بلى!"، قال : (فما حملك على أن بِلْت في المسجد ؟) ، فقال له صادقاً: "والذي بعثك بالحق، ما ظننتُ إلا أنه صعيد من الصعدات فبِلْتُ فيه" رواه أبو يعلى ، فقال له عليه الصلاة والسلام معلّماً ومربّياً في جواب ملؤه الرحمة والشفقة، واللطف في العبارة، : ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن) متفق عليه.
ولقد أثّر هذا الموقف على نفس الأعرابيّ تأثيراً بالغاً، ونجد ذلك جليّاً في قوله الذي أُثر عنه: "..فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليّ بأبي هو وأمي، فلم يسبّ، ولم يؤنّب ولم يضرب" رواه أحمد .
وهكذا هي أخلاق النبوّة رحمةً وهدى، وتلطّفاً وشفقة، ليضرب لنا أروع الأمثلة الدعويّة والتربويّة ويتمثّل لنا حكمة الدعوة قولاً وعملاً
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1493 - قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا . فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : لقد حجرت واسعا . يريد رحمة الله ، صحيح البخاري

 قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا .
فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : لقد حجرت واسعا . يريد رحمة الله ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6010 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
حجرت واسعاً : ضيقت واسعاً
اى ضيقت رحمه الله التى وسعت كل شىء لتسعنا نحن الأثنين فقط
أعرابى: يطلق على من يسكن البادية او الصحراء
و الأعرابى المذكور هنا قيل انه هو نفس الأعرابى الذى بال فى المسجد فى الحديث
أن أعرابيا بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ، صحيح البخاري
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6128
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1492 - نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم ، فقالوا : إنك تواصل ، قال : إني لست كهيئتكم ، إني يطعمني ربي ويسقين ، صحيح البخاري

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم ،
فقالوا : إنك تواصل ،
قال : إني لست كهيئتكم ، إني يطعمني ربي ويسقين ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1964 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الوصال: قال القاضي عياض : هو متابعة الصوم دون الإفطار بالليل .
وقال ابن الأثير : هو أن لا يُفْطِرَ يَوْمَيْن أو أيَّاما
رحمة لهم: بأنه لا يمنع ذلك كونه منهيا عنه للتحريم ، وسبب تحريمه : الشفقة عليهم ، لئلا يتكلفوا ما يشق عليهم ، وأما الوصال بهم يوما ثم يوما فاحتمل للمصلحة في تأكيد زجرهم ، وبيان الحكمة في نهيهم ، والمفسدة المترتبة على الوصال وهي الملل من العبادة ، والتعرض للتقصير في بعض وظائف الدين من إتمام الصلاة بخشوعها وأذكارها وآدابها ، وملازمة الأذكار وسائر الوظائف المشروعة في نهاره وليله
إني يطعمني ربي ويسقين: فيؤتى بطعام وشراب من عند الله كرامة له في ليالي صومه
 قول الصحابة رضي الله عنهم : " إنك تُواصِل " ليس فيه اعتراض ، وإنما هو سؤال واستفسار عن شأنه صلى الله عليه وسلم ، أنه يُواصِل وَيَنْهَى عن الوصال . لأنه صلى الله عليه وسلم كان قدوة لأصحابه ، وكان إذا أمرهم بأمر فَعَله ، وكان إذا أمرهم بأمر ابتدروا أمْرَه .
وأما نهيه صلى الله عليه وسلم عن الوصال ، ووصَال أناس منهم ، فإنه ليس معصية ولا على سبيل المنازعة له صلى الله عليه وسلم ، بل فهموا أن النهي ليس على سبيل المنع ، وإنما كان إبقاء عليهم .
قال القرطبي : واحتج مَن أجاز الوصال بأن قال : إنما كان النهي عن الوصال لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام ، فخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلفوا الوصال وأعلى المقامات ، فيفتروا أو يَضعفوا عَمَّا كان أنفع منه مِن الجهاد والقوة على العدو ، ومع حاجتهم في ذلك الوقت .
وكان هو يلتزم في خاصة نفسه الوصال وأعلى مقامات الطاعات ، فلما سألوه عن وصالهم أبْدَى لهم فارِقًا بينه وبينهم ، وأعلمهم أن حالته في ذلك غير حالاتهم ، فقال : " لَسْتُ مثلكم إني أبيت يُطعمني ربي ويَسقيني " .
فلما كَمُل الإيمان في قلوبهم واستحكم في صدورهم ورَسَخ ، وكَثُر المسلمون وظهروا على عدوهم ، واصل أولياء الله وألزموا أنفسهم أعلى المقامات . اهـ .
وقال ابن كثير : يحتمل أنهم كانوا يَفهمون مِن النهي أنه إرْشَاد ، أي : مِن باب الشفقة ، كما جاء في حديث عائشة : "رحمة لهم" . اهـ
الحكمة من النهي عن الوصال :
أ – رحمة بهم ، وإبقاء عليهم ، وفي التنزيل : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رَحمة لهم . رواه البخاري ومسلم .
ب – النهي عن التعمّق والتكلّف .
قال الإمام البخاري : باب الوصال . ومَن قال ليس في الليل صيام لقوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه رحمة لهم وإبقاء عليهم ، وما يُكْرَه مِن الـتَّعَمُّق .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : قال : وَاصَل النبي صلى الله عليه وسلم آخر الشهر ، وواصَل أناس مِن الناس ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ لَوَاصَلْنَا وِصَالاً يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ . رواه البخاري ومسلم .
جـ - لِمَا فيه مِن ضعف القوة ، وإنهاك الأبدان . قاله القرطبي .
د – دَفْع الْملل ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! عَلَيْكُمْ مِنْ الَْعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ . رواه البخاري ومسلم .
ولَمَا نَهى عن الوصال صلى الله عليه وسلم قال : فَاكْلَفُوا مِنْ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ . رواه البخاري ومسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
هـ - يُنهَى عن الوصال مِن أجل مُخالفة أهل الكتاب . ولذلك كانت أكلة السَّحَر مِما يُخالَف به أهل الكتاب .
و – لِمَا في الوصال مِن تضييع الحقوق والتقصير فيها ، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يصوم النهار ويقوم الليل ، فلمّا زاره سلمان رضي الله عنه قال له سلمان : إن لربك عليك حقّا ، ولنفسك عليك حقّا ، ولأهلك عليك حقّا ، فأعطِ كل ذي حق حقّه ، فأتى أبو الدرداء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان . رواه البخاري . وسيأتي في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, September 4, 2014

1491 - عن عائشة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون ، فأخبرني أنه : عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ، ليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان مثل أجر شهيد ، صحيح البخاري

عن عائشة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون ، فأخبرني أنه :
عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ،
ليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان مثل أجر شهيد ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3474 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الطاعون: بوزن فاعول من الطعن ، عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ، ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون ، وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون ، هذا كلام الجوهري ، وقال الخليل : الطاعون الوباء .
 وقال صاحب " النهاية " : الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء ، وتفسد به الأمزجة والأبدان .
 وقال أبو بكر بن العربي : الطاعون الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة ، سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله .
 وقال أبو الوليد الباجي : هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات ، بخلاف المعتاد من أمراض الناس ، ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة .
 وقال الداودي : الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء .
 وقال عياض : أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد ، والوباء عموم الأمراض ، فسميت طاعونا لشبهها بها في الهلاك ، وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا .
 قال : ويدل على ذلك أن وباء الشام الذي وقع في عمواس إنما كان طاعونا ، وما ورد في الحديث أن الطاعون وخز الجن .
 وقال ابن عبد البر : الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط ، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله .
 وقال النووي في " الروضة " : قيل : الطاعون انصباب الدم إلى عضو .
 وقال آخرون : هو هيجان الدم وانتفاخه .
 قال المتولي : وهو قريب من الجذام ، من أصابه تأكلت أعضاؤه وتساقط لحمه .
 وقال الغزالي : هو انتفاخ جميع البدن من الدم مع الحمى أو انصباب الدم إلى بعض الأطراف ، ينتفخ ويحمر ; وقد يذهب ذلك العضو .
 وقال النووي أيضا في تهذيبه : هو بثر وورم مؤلم جدا ، يخرج مع لهب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان وقيء ، ويخرج غالبا في المراق والآباط ، وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد .
 وقال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا : الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن ; وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة .
 قال : وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان ، وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع ، وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية ، والأسود منه قل من يسلم منه ، وأسلمه الأحمر ثم الأصفر .
 والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة ، ومن ثم أطلق على الطاعون وباء وبالعكس ، وأما الوباء فهو فساد جوهر الهواء الذي هو مادة الروح ومدده
عذابا يبعثه الله على من يشاء:  أي من كافر أو عاص كما تقدم في قصة آل فرعون وفي قصة أصحاب موسى مع بلعام
 رحمة للمؤمنين: لأن من مات به كان شهيدا كما ثبت في الصحيح
 محتسبا: يطلب من الله دفع البلاء أو الأجر إن أصيب
‏أي من هذه الأمة , وفي حديث أبي عسيب عند أحمد " فالطاعون شهادة للمؤمنين ورحمة لهم , ورجس على الكافر " وهو صريح في أن كون الطاعون رحمة إنما هو خاص بالمسلمين , وإذا وقع بالكفار فإنما هو عذاب عليهم يعجل لهم في الدنيا قبل الآخرة , وأما العاصي من هذه الأمة فهل يكون الطاعون له شهادة أو يختص بالمؤمن الكامل ؟ فيه نظر .
 والمراد بالعاصي من يكون مرتكب الكبيرة ويهجم عليه ذلك وهو مصر , فإنه يحتمل أن يقال لا يكرم بدرجة الشهادة لشؤم ما كان متلبسا به لقوله تعالى :( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اِجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
و الطاعون قد يقع عقوبة بسبب المعصية , فكيف يكون شهادة ؟ ويحتمل أن يقال : بل تحصل له درجة الشهادة لعموم الأخبار الواردة , ولا سيما في الحديث الذي قبله عن أنس " الطاعون شهادة لكل مسلم " ولا يلزم من حصول درجة الشهادة لمن اجترح السيئات مساواة المؤمن الكامل في المنزلة , لأن درجات الشهداء متفاوتة كنظيره من العصاة إذا قتل مجاهدا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا مقبلا غير مدبر , ومن رحمة الله بهذه الأمة المحمدية أن يعجل لهم العقوبة في الدنيا , ولا ينافي ذلك أن يحصل لمن وقع به الطاعون أجر الشهادة , ولا سيما وأكثرهم لم يباشر تلك الفاحشة , وإنما عمهم - والله أعلم - لتقاعدهم عن إنكار المنكر
فليس من عبد: ‏‏أي مسلم ‏
 يقع الطاعون: ‏‏أي في مكان هو فيه ‏
 فيمكث في بلده: ‏‏في رواية أحمد " في بيته " , ويأتي في القدر بلفظ " يكون فيه ويمكث فيه ولا يخرج من البلد " أي التي وقع فيها الطاعون .
 ‏
صابرا: ‏‏أي غير منزعج ولا قلق , بل مسلما لأمر الله راضيا بقضائه , وهذا قيد في حصول أجر الشهادة لمن يموت بالطاعون , وهو أن يمكث بالمكان الذي يقع به فلا يخرج فرارا منه كما تقدم النهي عنه في الباب قبله صريحا .
 ‏
‏يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له: ‏قيد آخر , وهي جملة حالية تتعلق بالإقامة , فلو مكث وهو قلق أو متندم على عدم الخروج ظانا أنه لو خرج لما وقع به أصلا ورأسا وأنه بإقامته يقع به فهذا لا يحصل له أجر الشهيد ولو مات بالطاعون , هذا الذي يقتضيه مفهوم هذا الحديث كما اقتضى منطوقه أن من اتصف بالصفات المذكورة يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت بالطاعون ويدخل تحته ثلاث صور : أن من اتصف بذلك فوقع به الطاعون فمات به , أو وقع به ولم يمت به , أو لم يقع به أصلا ومات بغيره عاجلا أو آجلا
مِثْل أَجْر الشَّهِيد: ‏لعل السر في التعبير بالمثلية مع ثبوت التصريح بأن من مات بالطاعون كان شهيدا أن من لم يمت من هؤلاء بالطاعون كان له مثل أجر الشهيد وإن لم تحصل له درجة الشهادة بعينها وذلك أن من اتصف بكونه شهيدا أعلى درجة ممن وعد بأنه يعطى مثل أجر الشهيد , ويكون كمن خرج على نية الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فمات بسبب غير القتل , وأما ما اقتضاه مفهوم حديث الباب أن من اتصف بالصفات المذكورة ووقع به الطاعون ثم لم يمت منه أنه يحصل له ثواب الشهيد
فشهد له حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود أنه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .
 " إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش , ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته " والضمير في قوله أنه لابن مسعود فإن أحمد أخرجه في مسند ابن مسعود ورجال سنده موثقون , واستنبط من الحديث أن من اتصف بالصفات المذكورة ثم وقع به الطاعون فمات به أن يكون له أجر شهيدين , ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب كمن يموت غريبا بالطاعون , أو نفساء مع الصبر والاحتساب , والتحقيق فيما اقتضاه حديث الباب أنه يكون شهيدا بوقوع الطاعون به ويضاف له مثل أجر الشهيد لصبره وثباته , فإن درجة الشهادة شيء وأجر الشهادة شيء , وقد أشار إلى ذلك الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة وقال : هذا هو السر في قوله " والمطعون شهيد " وفي قوله في هذا : " فله مثل أجر شهيد " ويمكن أن يقال : بل درجات الشهداء متفاوتة , فأرفعها من اتصف بالصفات المذكورة ومات بالطاعون , ودونه في المرتبة من اتصف بها وطعن ولم يمت به , ودونه من اتصف ولم يطعن ولم يمت به .
 ويستفاد من الحديث أيضا أن من لم يتصف بالصفات المذكورة لا يكون شهيدا ولو وقع الطاعون ومات به فضلا عن أن يموت بغيره , وذلك ينشأ عن شؤم الاعتراض الذي ينشأ عنه التضجر والتسخط لقدر الله وكراهة لقاء الله , وما أشبه ذلك من الأمور التي تفوت معها الخصال المشروطة
و الله تعالى اعلم
للمزيد