يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع ، يفر منه صاحبه ، فيطلبه و يقول : أنا كنزك ،
والله لن يزال يطلبه ، حتى يبسط يده فيلقمها فاه .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ما رب النعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة ، فتخبط وجهه بأخفافها ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6957 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
كنز: المراد بالكنز المال الذي يخبأ من غير أن يؤدي زكاته
الشجاع: الحية او الثعبان فإذا كان الشجاع أقرع يكون أقوى سما
يطلبه: يطارده
حتى يبسط يده: أي صاحب المال .
فيلقمها فاه: يحتمل أن يكون فاعل يلقمها الكانز أو الشجاع ، أي يأخذ الشجاع يد الكانز بشدقيه او بشفتيه
إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ: اى صاحب النعم ، والنعم بفتحتين الإبل والغنم والبقر ، وقيل الإبل والغنم فقط حكاه في المحكم ، وقيل الإبل فقط ، ويؤيد الأول قوله تعالى : ومن الأنعام حمولة وفرشا ، ثم فسره بالإبل والبقر والغنم ، ويؤيد الثالث اقتصاره هنا على الأخفاف فإنها للإبل خاصة ، والمراد بقوله : " حقها " زكاتها وصرح به في حديث أبي ذر كما تقدم في الزكاة أتم منه
لم يعط حقها: اى لم يخرج زكاتها
فتخبط وجهه بأخفافها: جمع خُفّ و هو حافر البعير ، اى تدوس على وجهه باقدامها او حوافرها
وقد اختلف العلماء فيمن باع إبلا بمثلها في أثناء الحول : فذهب الجمهور إلى أن البناء على حول الأولى لاتحاد الجنس والنصاب ، والمأخوذ عن الشافعي قولان واختلفوا في بيعها بغير جنسها فقال الجمهور : يستأنف لاختلاف النصاب ، وإذا فعل ذلك فرارا من الزكاة أثم ، ولو قلنا يستأنف .
وعن أحمد إذا ملكها ستة أشهر ثم باعها بنقد زكى الدراهم عن ستة أشهر من يوم البيع . ونقل شيخنا ابن الملقن عن ابن التين أنه قال : إن البخاري إنما أتى بقوله : " مانع الزكاة " ليدل على أن الفرار من الزكاة لا يحل فهو مطالب بذلك في الآخرة
و الله تعالى اعلم
للمزيد
No comments :
Post a Comment