Wednesday, October 29, 2014

1518 - عن علي رضي الله عنه قال : ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : المدينة حرم ، ما بين عائر إلى كذا ، من أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل . وقال : ذمة المسلمين واحدة ، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل . ومن تولى قوما بغير إذن مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، صحيح البخاري

عن علي رضي الله عنه قال : ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : المدينة حرم ، ما بين عائر إلى كذا ، من أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل .
وقال : ذمة المسلمين واحدة ، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل .
ومن تولى قوما بغير إذن مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1870 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
و فى رواية اخرى عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة
 قال الحافظ: قوله ((هل عندكم)) الخطاب لعلي والجمع إما لإرادته مع بقية أهل البيت أو للتعظيم
 وقوله ((كتاب)) أي مكتوب أخذتموه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أوحي إليه، ويدل على ذلك رواية المصنف يعني البخاري في الجهاد: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ وله في الديات: ((هل عندكم شيء مما ليس في القرآن؟))
 وفي مسند إسحاق بن راهويه عن جرير عن مطرف ((هل علمت شيئًا من الوحي؟)) وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت لا سيما عليًا أشياء من الوحي خصهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بها لم يطلع غيرهم عليها. وقد سأل عليًا عن هذه المسألة أيضًا قيس بن عُبَاد (بضم العين وتخفيف الباء) والأشتر النخعي وحديثهما في مسند النسائي (ومسند الإمام أحمد ج 1: ص 122) وقال النووي: قوله من زعم أن عندنا شيئًا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة فقد كذب)) . هذا تصريح من علي رضي الله عنه بإبطال ما تزعمه الرافضة والشيعة ويخترعونه من قولهم أن عليًا رضي الله عنه أوصى إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمور كثيرة من أسرار العلم وقواعد الدين وكنوز الشريعة، وأنه - صلى الله عليه وسلم - خص أهل البيت بما لم يطلع عليه غيرهم، وهذه دعاوى باطلة واختراعات فاسدة لا أصل لها ويكفي في إبطالها قول علي رضي الله عنه هذا، وفيه دليل على جواز كتابة العلم (قال) أي علي رضي الله عنه تفسيرًا لما في الصحيفة
المدينة حرم ، ما بين عائر إلى كذا: اى ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حدد حدود الحرم النبوى فى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فمن بداخل هذه الحدود يكون داخل حدود الحرم   و ينطبق عليه احكامها
من أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا:  اى من اجرم فيها او أجار جانيا وحماه من خصمه
من أحدث فيها -المدينة- حدثا: أي أمرًا منكرًا ليس معروفًا في السنة. أو آوى محدثا. أي صاحب الحدث الذي جاء ببدعة في الدين.
وقال ابن حجر في فتح الباري: وَالْمُرَادُ بِالْحَدَثِ، وَالْمُحْدِثِ: الظُّلْمُ، وَالظَّالِمُ عَلَى مَا قِيلَ. أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ عِيَاضٌ: وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ الْحَدَثَ فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، وَالْمُرَادُ بِلَعْنَةِ الْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِبْعَادِ عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. قَالَ: وَالْمُرَادُ بِاللَّعْنِ هُنَا الْعَذَابُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ عَلَى ذَنْبِهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ، وَلَيْسَ هُوَ كَلَعْنِ الْكَافِرِ. انتهى.
وجاء في شرح مسلم للنووي: قَالَ الْقَاضِي: مَعْنَاهُ مَنْ أَتَى فِيهَا إِثْمًا، أَوْ آوَى مَنْ أَتَاهُ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَحَمَاهُ... وَالْمُرَادُ بِاللَّعْنِ هُنَا الْعَذَابُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ عَلَى ذَنْبِهِ، وَالطَّرْدُ عَنِ الْجَنَّةِ أَوَّلُ الْأَمْرِ، وَلَيْسَتْ هِيَ كَلَعْنَةِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يُبْعَدُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى كُلَّ الْإِبْعَادِ. اهـ.
فمن أخفر: أي غدر به ، معناه من نقض أمان مسلم فتعرض لكافر أمنه مسلم قال أهل اللغة : يقال : أخفرت الرجل إذا نقضت عهده ، وخفرته إذا أمنته ، والهمزة للتعدية أي أزال عنه الخفر وهو الستر
ومن تولى قوما: اى اتخذهم أولياء ونصراء
بغير إذن مواليه: اى حلفائه أو الذين أعتقوه من الرق
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, October 28, 2014

1517 - إن الإيمان ليأرز إلى المدينة ، كما تأرز الحية إلى جحرها ، صحيح البخاري

إن الإيمان ليأرز إلى المدينة ، كما تأرز الحية إلى جحرها ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1876 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
يأرز: يرجع ويثبت في المدينة كما أن الحية إذا خرجت من جحرها رجعت إليه , وهذا إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هذا الدين سوف يرجع إلى المدينة بعد أن تفسد البلدان الأخرى كما أن الحية تخرج وتنتشر في الأرض ثم بعد ذلك ترجع إلى جحرها.
وفيه أيضاً إشارة إلى أن الإسلام كما انطلق من المدينة فإنه يرجع إليها أيضا ً, فإن الإسلام بقوته وسلطته لم ينتشر إلا من المدينة وإن كان أصله نابعاً في مكة , ومكة هي المهبط الأول للوحي لكن لم يكن للمسلمين دولة وسلطان وجهاد إلا بعد هاجروا إلى المدينة , فلهذا كان الإسلام بسلطته ونفوذه وقوته منتشراً من المدينة وسيرجع إليها في آخر الزمان
وقال بعض أهل العلم : إن هذا إشارة إلى أمر سبق , وأن المعنى أن الناس يفدون إلى المدينة ويرجعون إليها ليتلقوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريعة والتعاليم الإسلامية .
ولكن المعنى الأول هو ظاهر الحديث وهو الأصح
 و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, October 26, 2014

1516 - من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ؛ رضيت بالله ربا ، وبمحمد رسولا ، وبالإسلام دينا ، غفر له ذنبه ، صححه الألبانى فى صحيح النسائى

من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ؛ رضيت بالله ربا ، وبمحمد رسولا ، وبالإسلام دينا ، غفر له ذنبه ، صححه الألبانى فى صحيح النسائى
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 678 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع :
وفي أثناء الأذان إذا
قال المؤذِّن: «أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله»
وأجبته تقول بعد ذلك: «رضيت بالله رَبًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً»
كما هو ظاهر رواية مسلم حيث قال: «من قال حين سمع النداء: أشهد أنْ لا إله
إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله، رضيت بالله رَبًّا وبمحمد رسولاً،
وبالإسلام ديناً، غُفِرَ له ذَنْبه». في رواية ابن رُمْح ـ أحد رجال
الإسناد ـ: «من قال: وأنا أشهد» (2) . وفي قوله: «وأنا أشهد» دليلٌ على
أنه يقولها عقب قول المؤذِّن: «أشهد أنْ لا إله إلا الله»، لأنَّ الواو
حرف عطف، فيعطف قولَه على قولِ المؤذِّن. فإذاً؛ يوجد ذِكْرٌ مشروع أثناء
الأذان
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, October 21, 2014

1514 - رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامه بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه . فإذا ركع وضعها . وإذا رفع من السجود أعادها ، صحيح مسلم

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامه بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه .
فإذا ركع وضعها . وإذا رفع من السجود أعادها ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 543 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
العاتق : ما بين المنكب والعنق ، اى ما بين الكتف و العنق
في الحديث مسائل:
1 - جواز العمل اليسير في الصلاة لِحاجَة ، وهذا خِلاف ما يَفعله أهل التشديد على أنفسهم ، من أن أحدهم لو تنحنح أو تحرّك لأفسدوا صلاته ، وحَكَموا بِبُطلانها .
قال الشوكاني : وهذا الحديث الصحيح إذا سَمِعَه الْمُقَلِّد الذي قد تلقّن أن الفعل الكثير من مفسدات الصلاة ، وتلقّن أن تحريك الإصبع مثلا ثلاث حركات متوالية لاحِقٌ بالفعل الكثير مُوجب لفساد الصلاة خارت قواه واضطرب ذهنه ، فإن هذه الصَّبِيَّة لا تقدر على أن تستمسك على ظهره صلى الله عليه وسلم إلا وعمرها ثلاث سنين فصاعدا ، فأخذها من الأرض ووضعها على الظهر ، وكذلك إنزالها ووضعها على الأرض يحتاج إلى مزاولة وأفعال تحصل الكثرة لدى هذا المقلد بما هو ليس من ذلك بكثير . اهـ
2 - قوله : " فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا , وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا " يدل على رحمته صلى الله عليه وسلم بالصِّبيان ، فأمامة هذه بنت بنته صلى الله عليه وسلم
3 - ليس في هذا الفعل دليل على إحضار الصبيان للمساجد باستمرار ، ولا أن حَملَهم في الصلاة سُنّـة ، وإنما يؤخذ منه جواز ذلك إذا احتاج الإنسان إليه ، أو إذا لحِقَ الصبي أباه دون أن يتعمّد هو فِعل ذلك .
وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام :
الثالث : ما فعله صلى الله عليه وسلم اتِّفاقاً دون قصد ، فهذا ليس موضع اقتداء .
وفرق بين أن نقول هذا الفعل يؤخذ منه هذا الْحُكم ، وبين أن نقول هذا سُنة ، ويُقتَدَى فيه بالنبس صلى الله عليه وسلم .
قال الصنعاني : في قوله : " كان يصلي " ما يدل على أن هذه العبارة لا تدل على التكرار مُطلقا ؛ لأن هذا الحمل لأمامة وقع منه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة لا غير . اهـ
4 - حُمِل هذا الحديث على النافلة ، وحُمِل على الضرورة ، وحُمِل على الخصوصية ، وادّعى قومٌ أنه منسوخ
قال النووي : وحَمَلَه أصحاب مالك رضي الله عنه على النافلة ومنعوا جواز ذلك في الفريضة ، وهذا التأويل فاسد لأن قوله : " يؤم الناس " صريح أو كالصريح في أنه كان في الفريضة ، وادّعى بعض المالكية أنه منسوخ ، وبعضهم أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم أنه كان لضرورة ، وكل هذه الدعاوى باطلة ومردودة فإنه لا دليل عليها ولا ضرورة إليها ، بل الحديث صحيح صريح في جواز ذلك ، وليس فيه ما يُخالِف قواعد الشرع ؛ لأن الآدمي طاهر ، وما في جوفه من النجاسة مَعفوّ عنه لكونه في معدته ، وثياب الأطفال وأجسادهم على الطهارة ، ودلائل الشرع متظاهرة على هذا ، والأفعال في الصلاة لا تبطلها إذا قَلَّتْ أو تَفَرَّقَتْ . اهـ .
" والحديث دليل على أن حَمْلَ المصلي في الصلاة حيوانا أو آدميا أو غيره لا يضرّ صلاته سواء كان ذلك لضرورة أو غيرها ، وسواء كان في صلاة فريضة أو غيرها ، وسواء كان إماما أو منفرداً ، وقد صرح في رواية مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان إماما ، فإذا جاز في حال الإمامة جاز في حال الانفراد . وإذا جاز في الفريضة جاز في النافلة بالأولى . وفيه دلالة على طهارة ثياب الصبيان وأبدانهم وأنه الأصل ما لم تظهر النجاسة " . أفاده الصنعاني
5 - لو حَمَلتْ المرأة صبيّاً يلبس حفاظاً وهي لا تَعلم عن هذا الحفّاظ ، فصلاتها صحيحة ، ولا حرج في ذلك
ولو كان بالحفّاظ بلل إلا أنه غير ظاهر فلا تُمنع منه على الأظهر .
أما إذا تعدّى البلل الحفّاظ فلا يجوز لها حَمله في الصلاة .
قال الشافعي رحمه الله : " وَثَوْبُ أُمَامَةَ ثَوْبُ صَبِيٍّ " أي أن ثياب الصبيان ليست مضمونة الطهارة ، مع عدم وُوجود الموانع كالتي في زماننا
7 - النجاسة المظنونة لا يُلتَفتْ إليها ، لأن الطهارة يقين فلا يُنتَقل عن هذا اليقين إلا بيقين ، للقاعدة : اليقين لا يَزول بالشكّ
8 - تكلّم بعض العلماء عن العَذِرة التي تكون في جوف الصبي ، وهي ليست بأشدّ من التي في جوف الكبير .
ثم إن ما في جوف الإنسان لا يأخذ حُكم النجاسة حتى يَخرج
والله تعالى أعلم
للمزيد

Tuesday, October 14, 2014

1513 - صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ، ثم خرج يمشي ، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه ، وقال : بأبي ، شبيه بالنبي لا شبيه بعلي ، وعلي يضحك ، صحيح البخاري

صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ، ثم خرج يمشي ، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه ، وقال : بأبي ، شبيه بالنبي لا شبيه بعلي ، وعلي يضحك ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عقبة بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3542 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
العاتق : ما بين المنكب والعنق ، اى ما بين الكتف و العنق
و الحديث يتكلم عن ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه عندما خرج من صلاة العصر يوماً وجد الحسن بن على بن ابى طالب رضى الله عنه يلعب مع الصبيان فحمله على اكتافه ، و مازحه قائلاً انه يفديه بأبيه ، و انه شبيه بالنبى صلى الله عليه و سلم اكثر من شبهه بابيه على بن ابى طالب رضى الله عنه
و سيدنا على رضى الله عنه يضحك من ذلك
و الحديث فيه ترك الصبي المميز يلعب ، لأن الحسن إذ ذاك كان ابن سبع سنين ، وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه ، ولعبه محمول على ما يليق بمثله في ذلك الزمان من الأشياء المباحة ، بل على ما فيه تمرين وتنشيط ونحو ذلك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1512 - عن البراء بن عازب: رأيت الحسن بن علي على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم . وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه ، صحيح مسلم

عن البراء بن عازب: رأيت الحسن بن علي على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: البراء بن عازب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2422 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
العاتق : ما بين المنكب والعنق ، اى ما بين الكتف و العنق
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, October 8, 2014

1511 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء ، وعن يمينه أعرابي ، وعن شماله أبو بكر ، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال : الأيمن فالأيمن ، صحيح البخارى

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء ، وعن يمينه أعرابي ، وعن شماله أبو بكر ، فشرب ثم أعطى الأعرابي
وقال : الأيمن فالأيمن ، صحيح البخارى 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5619 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
قد شيب بماء: أي مزج بالماء ، وإنما كانوا يمزجونه بالماء لأن اللبن يكون عند حلبه حارا ، وتلك البلاد في الغالب حارة فكانوا يمزجونه بالماء لذلك ، وقال النووي : قوله شيب أي خلط ، وفيه جواز ذلك ، وإنما ينهى عن شوبه إذا أراد بيعه لأنه غش ، قال العلماء : والحكمة في شوبه أن يبرد أو يكثر أو للمجموع انتهى
و الحديث فيه  استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما عن يمين المبتدئ
 بيان هذه السنة الواضحة ، وهو موافق لما تظاهرت عليه دلائل الشرع من استحباب التيامن في كل ما كان من أنواع الإكرام .
وفيه أن الأيمن في الشراب ونحوه يقدم ، وإن كان صغيرا أو مفضولا ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم الأعرابي والغلام على أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - وأما تقديم الأفاضل والكبار فهو عند التساوي في باقي الأوصاف ، ولهذا يقدم الأعلم والأقرأ على الأسن النسيب في الإمامة في الصلاة .
قال العلماء : والحكمة في شوبه أن يبرد أو يكثر أو للمجموع
للمزيد

Sunday, October 5, 2014

1510 - أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث : الاستسقاء بالأنواء و حيف السلطان و التكذيب بالقدر ، صححه الألبانى فى تخريج كتاب السنة

 أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث :
الاستسقاء بالأنواء
و حيف السلطان
و التكذيب بالقدر ، صححه الألبانى فى تخريج كتاب السنة 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن سمرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 324 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
أخوف ما أخاف: اى اكثر ما اخاف
الاستسقاء بالأنواء: اى الاعتقاد بان الأنواء هى سبب نزول المطر و سقاية الأرض و الناس
وقال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "فإذا قال قائلهم: مطرنا بنجم كذا أو بنوء كذا فلا يخلو إما أن يعتقد أن له تأثيراً في إنزال المطر فهذا شرك وكفر، وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية، كاعتقادهم أن دعاء الميت والغائب يجلب لهم نفعاً أو يدفع عنهم ضراً، وأنه يشفع بدعائهم إياه، فهذا هو الشرك الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه وقتال من فعله. وإما أن يقول: مطرنا بنوء كذا مثلاً، لكن مع اعتقاده أن المؤثر هو الله وحده، لكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم، والصحيح: أنه يحرم نسبة ذلك إلى النجم ولو على طريق المجاز، فقد صرح ابن مفلح وجزم في الإنصاف بتحريمه ولو على طريق المجاز، وذلك أن القائل لذلك نسب ما هو من فعل الله تعالى الذي لا يقدر عليه غيره إلى خلق مسخَّر لا ينفع ولا يضر، ولا قدرة له على شيء، فيكون ذلك شركاً أصغر، والله أعلم"
حيف السلطان: ظلم الحاكم
التكذيب بالقدر: القدر هو أن تؤمن أنه ما من شئ في الأرض ولا في السماء إلا ويعلمه الله تعالى، فلا يحدث شيء إلا بعلمه سبحانه ، فما قدره الله يكون ، وما لم يقدره لا يكون
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, September 30, 2014

1509 - إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ،
يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 32 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الرياء: إذا لم يكن قصدك من العمل وجه الله والدار الآخرة ، و الرياء مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوا صاحبها لا ابتغاء لمرضاة الله ‏
للمزيد

Friday, September 26, 2014

1508 - أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عمر بن الخطاب و أبو الدرداء و أبو ذر الغفاري و ثوبان و شداد بن أوس و علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1582 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا منهم العلم والفضل، وخلفوهم على أممهم وأقوامهم ليقوموا بعمل الأنبياء في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بالحق والخير والدين، كما قال سيد المرسلين: {العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر].
والعالم إذا كان صالحا كان له في الأمة قدم الصدق، وكانت له مكانة عظمى ومنزلة كبرى، وكان أثره في الناس كأثر الشمس في النهار وأثر القمر في الليالي الظلماء، يهتدي به الضال ويسترشد به التائه، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين](رواه البيهقي وصححه الألباني)
ولما كان للعلماء هذا المقام السامق، والأثر الفائق كان انحراف العالم مصيبة تصيب المسلمين في مقتل، وتأخذ بجماعات منهم إلى الضلال.. وقد مر بالتاريخ من هذا الصنف جماعات، ولم تخل منهم أمة، يبتلى الله بهم العباد؛ ليعلم أهل الغي من أهل الرشاد، وأهل الإصلاح من أهل الإفساد، وما بلعام في بني إسرائيل ببدْع من هؤلاء، بل أخبر الله أنهم كانوا فيهم كثيرا كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ](التوبة:34)
وأمتنا كغيرها من الأمم لم تخل من هذه الطائفة المفتونة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظيم خطرها، وجليل ضررها حتى بلغ خوفه علينا من هذا الصنف أعظم من خوفه علينا من الدجال الأعور الكذاب الذي يضل العباد بمخاريقه وتلبيساته آخر الزمان.. فقد روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يارسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏غير الدجال أخوفني عليكم؛... وقد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يارسول الله؟ قال:الأئمة المضلون].
أئمة؟ نعم!! ولكنهم أئمة في الضلالة، والحياد بالناس عن طريق الحق والدين والهداية.. {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}(القصص:41)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن فتنة الدجال هي أكبر فتنة تمر على البشر منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، فما الذي يجعل فتنة هؤلاء الأئمة المضلين أعظم من فتنة الدجال؟
قال العلماء: وجه ذلك أن الدجال فيه من العلامات ما يجعله معروفا عند كل مسلم: فهو أعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها من يكتب ومن لا يكتب، فمن كانت عنده أدنى بصيرة علم أن هذا المخلوق الحقير لا يمكن أن يكون إلها قديرا وإلا لأصلح من حال نفسه وكمل نقص خلقته، فخطورة الدجال وفتنته على عظمها لكنها ظاهرة معروفة يسيرة على المؤمنين.
أما المنافقون منهم فضررهم أعظم، وخطرهم أكبر؛ لأنهم يلبسون على الناس باسم الدين محرفين كتاب الله وآياته، مستغلين أن سلطانهم على الناس أعظم سلطان؛ لأنهم يتكلمون باسم الدين، والناس بطبعها ميالة لدينها، واقعة تحت تأثير إيمانها، فينساقون وراءهم ـ ظنا منهم أنهم على الحق ـ مما يوقع الناس في حيرة ملمة وظلمة مدلهمة.
ولهذا كان إفساد أئمة الضلال وفقهاء السلطان وأحبار السوء للدين أعظم إفساد، وكان صدهم عن الهدى أعظم صد.. كما قال ابن المبارك رحمه الله:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبــار سـوء ورهبانها
طرق صدهم عن الهداية
أولها: عدم العمل بعلمهم:
والأصل في العلم أن يطلب لتزكية النفس به والعمل بموجبه، فلا يطلب العلم للتعالي على الناس، ولا للتَّجَمُّل والتَّباهي به بين الخَلْق، وإنَّما هو وسيلة إلى البِرِّ والتَّقوى
ثانيا: السكوت عن الباطل:
وهذه صورة أخرى من صور الإضلال، أن يرى العالِمُ الباطل ينتشر فيسكت، ويرى المنكر يعلو ويفشو ولا ينهى عنه، فيظن الجاهل أنه ليس بباطل ولا بمنكر؛ لأنه لو كان منكرا لأنكره هؤلاء العلماء؛ ولو كان باطلا لقاوموه ولحاربوه؛ أو على أقل تقدير بينوه؛ فيكون هذا تلبيسا وتدليسا على العباد، وإعانة على نشر الباطل والمنكر والفساد، وإضعافا للحق والعدل
الثا: النطق بالباطل:
وهذه ثالثة الأثافي وداهية الدواهي، وقاطعة ظهر المؤمنين ومضيعة الحق ومذهبة الدين، وقد كان السلف يخافون على العالم أن لا يعمل بعلمه حتى لا يقتدى به في ترك العمل، ثم امتد الحال حتى صار الصالحون يخشون على العالم الا ينطق بالحق ويبلغه، وأن يسكت عن الباطل ولا يدافعه فيوسم بوسم بُكم الشياطين، ثم جاء زمان خشى فيه المخلصون على العالم أن ينطق بالباطل فيحرف دين الحي القيوم ويضل عباد الله المسلمين..
وأما في زماننا فقد عمت البلوى بهؤلاء المنافقين، وفتحت لهم أبواب السلاطين، وتسابقت إليهم قنوات الشياطين، فصاروا أبواقا للباطل، ودعاة.. ولكن على أبواب جهنم، يبيع الواحد دينه بثمن بخس ربما لأجل لعاعة من الدنيا من منصب أو مال، أو من أجل هوى أو جاه، أو نكاية في مخالف، أو حتى لمجرد الشهرة، بل وأحيانا تقربا للملوك والرؤساء والسلاطين من غير أن يأخذ منهم شيئا، فببين بائع لدينه بدنياه، وآخر بائع لدينه بدنيا غيره.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1507 - غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1989 خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
------------------------------------------------
الشرح:
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا منهم العلم والفضل، وخلفوهم على أممهم وأقوامهم ليقوموا بعمل الأنبياء في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بالحق والخير والدين، كما قال سيد المرسلين: {العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر].
والعالم إذا كان صالحا كان له في الأمة قدم الصدق، وكانت له مكانة عظمى ومنزلة كبرى، وكان أثره في الناس كأثر الشمس في النهار وأثر القمر في الليالي الظلماء، يهتدي به الضال ويسترشد به التائه، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين](رواه البيهقي وصححه الألباني)
ولما كان للعلماء هذا المقام السامق، والأثر الفائق كان انحراف العالم مصيبة تصيب المسلمين في مقتل، وتأخذ بجماعات منهم إلى الضلال.. وقد مر بالتاريخ من هذا الصنف جماعات، ولم تخل منهم أمة، يبتلى الله بهم العباد؛ ليعلم أهل الغي من أهل الرشاد، وأهل الإصلاح من أهل الإفساد، وما بلعام في بني إسرائيل ببدْع من هؤلاء، بل أخبر الله أنهم كانوا فيهم كثيرا كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ](التوبة:34)
وأمتنا كغيرها من الأمم لم تخل من هذه الطائفة المفتونة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظيم خطرها، وجليل ضررها حتى بلغ خوفه علينا من هذا الصنف أعظم من خوفه علينا من الدجال الأعور الكذاب الذي يضل العباد بمخاريقه وتلبيساته آخر الزمان.. فقد روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يارسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏غير الدجال أخوفني عليكم؛... وقد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يارسول الله؟ قال:الأئمة المضلون].
أئمة؟ نعم!! ولكنهم أئمة في الضلالة، والحياد بالناس عن طريق الحق والدين والهداية.. {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}(القصص:41)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن فتنة الدجال هي أكبر فتنة تمر على البشر منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، فما الذي يجعل فتنة هؤلاء الأئمة المضلين أعظم من فتنة الدجال؟
قال العلماء: وجه ذلك أن الدجال فيه من العلامات ما يجعله معروفا عند كل مسلم: فهو أعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها من يكتب ومن لا يكتب، فمن كانت عنده أدنى بصيرة علم أن هذا المخلوق الحقير لا يمكن أن يكون إلها قديرا وإلا لأصلح من حال نفسه وكمل نقص خلقته، فخطورة الدجال وفتنته على عظمها لكنها ظاهرة معروفة يسيرة على المؤمنين.
أما المنافقون منهم فضررهم أعظم، وخطرهم أكبر؛ لأنهم يلبسون على الناس باسم الدين محرفين كتاب الله وآياته، مستغلين أن سلطانهم على الناس أعظم سلطان؛ لأنهم يتكلمون باسم الدين، والناس بطبعها ميالة لدينها، واقعة تحت تأثير إيمانها، فينساقون وراءهم ـ ظنا منهم أنهم على الحق ـ مما يوقع الناس في حيرة ملمة وظلمة مدلهمة.
ولهذا كان إفساد أئمة الضلال وفقهاء السلطان وأحبار السوء للدين أعظم إفساد، وكان صدهم عن الهدى أعظم صد.. كما قال ابن المبارك رحمه الله:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبــار سـوء ورهبانها
طرق صدهم عن الهداية
أولها: عدم العمل بعلمهم:
والأصل في العلم أن يطلب لتزكية النفس به والعمل بموجبه، فلا يطلب العلم للتعالي على الناس، ولا للتَّجَمُّل والتَّباهي به بين الخَلْق، وإنَّما هو وسيلة إلى البِرِّ والتَّقوى
ثانيا: السكوت عن الباطل:
وهذه صورة أخرى من صور الإضلال، أن يرى العالِمُ الباطل ينتشر فيسكت، ويرى المنكر يعلو ويفشو ولا ينهى عنه، فيظن الجاهل أنه ليس بباطل ولا بمنكر؛ لأنه لو كان منكرا لأنكره هؤلاء العلماء؛ ولو كان باطلا لقاوموه ولحاربوه؛ أو على أقل تقدير بينوه؛ فيكون هذا تلبيسا وتدليسا على العباد، وإعانة على نشر الباطل والمنكر والفساد، وإضعافا للحق والعدل
الثا: النطق بالباطل:
وهذه ثالثة الأثافي وداهية الدواهي، وقاطعة ظهر المؤمنين ومضيعة الحق ومذهبة الدين، وقد كان السلف يخافون على العالم أن لا يعمل بعلمه حتى لا يقتدى به في ترك العمل، ثم امتد الحال حتى صار الصالحون يخشون على العالم الا ينطق بالحق ويبلغه، وأن يسكت عن الباطل ولا يدافعه فيوسم بوسم بُكم الشياطين، ثم جاء زمان خشى فيه المخلصون على العالم أن ينطق بالباطل فيحرف دين الحي القيوم ويضل عباد الله المسلمين..
وأما في زماننا فقد عمت البلوى بهؤلاء المنافقين، وفتحت لهم أبواب السلاطين، وتسابقت إليهم قنوات الشياطين، فصاروا أبواقا للباطل، ودعاة.. ولكن على أبواب جهنم، يبيع الواحد دينه بثمن بخس ربما لأجل لعاعة من الدنيا من منصب أو مال، أو من أجل هوى أو جاه، أو نكاية في مخالف، أو حتى لمجرد الشهرة، بل وأحيانا تقربا للملوك والرؤساء والسلاطين من غير أن يأخذ منهم شيئا، فببين بائع لدينه بدنياه، وآخر بائع لدينه بدنيا غيره.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 24, 2014

1506 - أخوف ما أخاف عليكم جدال منافق عليم اللسان ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد

أخوف ما أخاف عليكم جدال منافق عليم اللسان ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد 
------------------------------------------------
الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 77 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 عليم اللسان: فصيح اللسان
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, September 21, 2014

1505 - إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك . قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟ قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رئيت بهجته عليه ، وكان ردءا للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك .
قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك ، الرامي أو المرمي ؟
قال : بل الرامي ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3201 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث فيه تحذيرٌ ممن يقرؤن القرآن بأفواههم دون وعي وتدبر بقلوبهم
ردءا للإسلام: دعما و تقوية للأسلام
انسلخ منه ونبذه: اى ترك القرآن و ما قرأه فيه
الرامي: اى الذى ترك القرآن و اتهم جاره بالشرك
المرمي: اى جاره الذى تم اتهامه بالشرك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1504 - خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قلنا: بلى فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ، حسنه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال
فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال
قلنا: بلى
فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ، حسنه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3408 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
ألا: أداة عرض، والغرض منها تنبيه المخاطب، فهو أبلغ من عدم الإتيان بها
أخوف عليكم عندي: أي عند الرسول لأنه من رحمته بالمؤمنين يخاف عليهم كل الفتن، وأعظ فتنه في الأرض هي فتنة المسيح الدجال، لن النبي من فتنة هذا الشرك الخفى أشد من خوفه من فتنة المسيح الدجال، وإنما كان كذلك، لأن التخلص منه صعب جدًّا، ولذلك قال بعض السلف: (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص)، وقال النبي: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه».، ولا يكفي مجرد اللفظ بها، بل لابد من إخلاص وأعمال يتعبد بها الإنسان لله عز وجل
المسيح الدجال: المسيح، أي: ممسوح العين اليمني، فذكر النبي عيبين في الدجال: أحدهما حسي، وهو أن الدجال أعور العين اليمني، كما قال النبي: «إن الله لا يخفى عليكم، إنه ليس بأعور الدجال أعور العين اليمنى».
والثاني معنوي: وهو الدجال، فهو صيغة مبالغة، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفه الملازم له، وهو الدجل والكذب والتمويه، وهو رجل من بني آدم، ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته يخرجه ليفتن الناس به، وفتنته عظيمة، إذ ما في الدنيا منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال.
 والمسيح الدجال ثبتت به الأحاديث واشتهرت حتى كان من المعلوم بالضرورة، لأن النبي أمر أمته أن يتعوذوا بالله منه في كل صلاة، وقد حاول بعض الناس إنكاره وقالوا: ما ورد من صفته متناقض ولا يمكن أن يصدق به، لكن هؤلاء يقيسون الأحاديث بعقولهم وأهوائهم، وقدرة الله بقدرتهم، ويقولون: كيف يكون اليوم عن سنة والشمس لها نظام لا تتعداه؟ وهذا لا شك جهل منهم بالله، فالذي جعل هذا النظام هو الله، وهو القادر على أن يغيره متي شاء، فيوم القيامة تكور الشمس، وتتكدر النجوم، وتكشط السماء، كل ذلك بكلمة (كن). ورد هذه الأحاديث بمثل هذه التعالىل دليل على ضعف الإيمان وعدم تقديره الله حق قدرته، قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} [الزمر: 67].
فالذي نؤمن به أنه سيخرج في أخر الزمان، ويحصل منه كل ما ثبت عن رسول الله.
ونؤمن أن الله على كل شيء قدير، وأنه قادر على أن يبعث على الناس.
من يفتنهم عن دينهم، ليتميز المؤمن من الكافر والخبيث من الطيب، مثل ما ابتلي الله بني إسرائيل بالحيتان يوم سبتهم شرعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، ومثل ما ابتلي الله المؤمنين بأن أرسل عليهم الصيد وهم حرم، تناله أيدهم ورماحهم ليعلم الله من يخافه بالغيب، وقد يبتلي الله أفراد الناس بأشياء يمتحنهم بها، قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} [الحج: 11].
الشرك الخفي: الشرك قسمان خفي وجلي.
فالجلي: ما كان بالقول مثل الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت، أو بالفعل مثل: الانحناء لغير الله تعظيما.
والخفي: ما كان في القلب، مثل: الرياء، لأنه لا يبين، إذا لا يعلم ما في القلوب إلا الله، ويسمي أيضا
شرك السرائر: .
 وهذا هو الذي بينه الله بقوله: {يوم تبلى السرائر} [الطارق: 9]، لأن الحساب يوم القيامة على السرائر، قال تعالى: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور} [العاديات: 9، 10] وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهي عن المنكر ويفعله: أنه: «يلقي في النار حتى تندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار، فيسألونه، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهي عن المنكر ويفعله»
يقوم الرجل، فيصلي، فيزين صلاته: يتساوى في ذلك الرجل والمرأة، والتخصيص هنا يسمي مفهوم اللقب، أي أن الحكم يعلق بما هو أشرف، لا لقصد التخصيص ولكن لضرب المثل.
فيزين صلاته: أي يحسنها بالطمأنينة، ورفع اليدين عند التكبير ونحو ذلك
لما يرى من نظر رجل إليه: (ما) موصولة، وحذف العائد، أي: للذي يراه نظر رجل، وهذه هي العلة لتحسين الصلاة، فقد زين صلاته ليراه هذا الرجل فيمدحه بلسانه أو يعظمه بقلبه، وهذا شرك.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 17, 2014

1503 - عن سفيان بن عبدالله الثقفي: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: قل ربي الله ، ثم استقم قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

عن سفيان بن عبدالله الثقفي: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به
قال: قل ربي الله ، ثم استقم
قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟
فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى 
------------------------------------------------
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2410 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
اى ان الصحابى طلب من النبى صلى الله عليه و سلم شىء يتمسك به و يستمر على فعله ليدخل الجنة ، فقال له : قل آمنت بالله ، ثم استقم ، اى تحلى بالأستقامة فى القول و العمل ، فلا تقول او تعمل منكراً او معصية
فسأله الصحابى ما اكثر ما تخاف علينا منه ؟
فامسك النبى صلى الله عليه و سلم بلسانه و قال له هذا ، اى انه يخاف عليهم من السنتهم و انها قد تدخلهم النار
ومعنى الجزء الأول من هذا الحديث لـمَّا سأل الصحابيُّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره بشىء يعتصمُ به أي علمني أمرًا أتمسك به لديني فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:«قل ءامنت بالله ثم استقم» أي وَحد الله تعالى وءامن به ثم استقم فلا تَحِد عن التوحيد والتزم طاعته سبحانه وتعالى إلى أن تموت على ذلك، وهذه صفة الأولياء فالولي هو الذي ءامن بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم واستقام بطاعة ربه أي لازم طاعة الله بأن أدى ما افترض الله على عباده أن يفعلوه واجتنب ما افترض الله تعالى على عباده أن يجتنبوه وأكثر من النوافل وثبت على ذلك حتى الممات، فمن تحققت فيه هذه الصفة فهو ولي الله سبحانه وتعالى لذا قال الله تعالى في صفة من كان كذلك ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾سورة فصلت.
أما القسم الثاني من الحديث فمعناه هذا أشد ما أخافُ عليك لأنه أكثرُ ما يضركَ معاصي لسانك، وكثير من الناس لا يعملون به فإن النفس لها شهوة كبيرة في الكلام الذي تهواه من غير تفكير في عاقبته، فليتنبه العاقل إلى أن حفظ اللسان أمرٌ مهم وهو أكثر ما يُهلك الإنسان في الآخرة لأن الكلام سهل على اللسان أما المشي فيحتاج إلى كُلفة، أما اللسان سهلٌ أن ينطق بما يشاء فأكثر ما يفعله العبد من الذنوب والمعاصي هو من اللسان، فيجب على الإنسان أن يحفظ لسانه وطريقة حفظه أن يتفكر العبد في عاقبة ما يخطر له أن يتكلم به فإن لم يكن فيه خطرٌ ينطقُ به هذا هو طريق السلامة.
أما أن يُطلِق لسانه بدون التفكر في عاقبة ما يخرج منه فهذا خطر عظيم، فإن من الكفر ما يكون باللسان، وأكثرُ العداوات والخصومات سببُها اللسان وكذا التباغضُ والتقاطع والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور واللعن والشتم وغيرُ ذلك كثير، فينبغي على كل إنسان أن يُحاسبَ نفسه ويفكرَ فيما يعود عليه بكلامه الذي يتكلم به قبل أن ينطق فبذلك السلامة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, September 16, 2014

1502 - صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه . فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو . فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا . وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة . ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة . قال وقال ابن عمر : فإذا كان أخوف أكثر من ذلك فصل راكبا ، أو قائما . تومئ إيماء ، صحيح مسلم

صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه . فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو . فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا . وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة . ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة .
قال وقال ابن عمر : فإذا كان أخوف أكثر من ذلك فصل راكبا ، أو قائما . تومئ إيماء ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 839 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث يتكلم عن احدى صور اداء صلاة الخوف ، و صلاة الخوف ثابتة بالكتاب والسنة ، و هى قضاء الصلوات المكتوبة فى حالة الخشية من عدو او نحوه
قال الخطابي: (قلت: صلاة الخوف أنواع، وقد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أيام مختلفة وعلى أشكال متباينة يتحرى في كلها ما هو أحوط للصلاة والأبلغ في الحراسة وهي على اختلاف صورها متفقة المعنى)
و صلاة الخوف ورد فيها عدة احاديث ، و يختلف اسلوب ادائها حسب موضع المقاتلين و موضع العدو منهم - فى القبلة او لا - و حالة التأهب عندهم و غيرها
فغالباً يكون المقاتل ليس في بلده فإنه يصلي صلاة قصر ، يصلي ثنتين ، الظهر ثنتين ، والعصر ثنتين ، والعشاء ثنتين كسائر المسافرين ، والسنة لهم أن يصلوها كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلونها جماعة ، والواجب أن يصلوها جماعة مع القدرة بإمام ، فيصلي بهم ركعتين ، وإذا كان العدو في القبلة يصلي بهم جميعا ويركع بهم جميعا ، ثم يسجد بالصف الأول ، ويبقى الصف الثاني يراقب لئلا يهجم العدو ، فإذا قام الصف الأول من السجود سجد الصف الثاني كما فعله الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك يتقدم الصف الأول ويتأخر الصف الثاني ، ويصلي بهم جميعا ويركع بهم جميعا ، ثم يسجد بالصف الأول الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى ، ويقف الصف الثاني الذي هو مقدم في الأولى ، يقف ينتظر وينظر ويحرس ، فإذا قام الصف الأول من سجوده سجد الصف الثاني ، ثم سلم بهم جميعا . هذا نوع من صلاة الخوف ، وهناك أنواع أخرى في صلاة الخوف ينبغي أن يراعيها الإمام الذي يصلي بهم . ومنها أنه يصلي بهم ، يصلي بطائفة ركعة ، ثم تصلي لنفسها الركعة الثانية ، وتسلم وتذهب للحراسة ، وتأتي الطائفة الأخرى فتصلي معه الركعة الثانية ، فإذا فرغ من السجود قامت وقضت ما عليها من الركعة ، ثم سلم بها . هذا نوع آخر فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهناك أنواع أخرى تعرف في كتب أهل الحديث ، مثل بلوغ المرام ، ومثل منتقى الأخبار ، ومثل صحيح البخاري ، ومثل صحيح مسلم ، ومثل السنن الأربع موضحة فيها أنواع صلاة الخوف ، ويجوز أن يصلي ركعة واحدة ، هذا على قول المختار أيضا ، ويجوز أن تصلي كل طائفة ركعة واحدة ، أو يصلي بهم جميعا ركعة واحده فلا بأس ، الحاصل أن صلاة الخوف أنواع معروفة ، فينبغي للإمام أن يصلي بهم ما تيسر من الأنواع ، التي يستطيعها ، فإذا لم يستطيعوا صارت الحرب شديدة ، والاختلاط بين العدو وخصمه ، فإنهم يصلون رجالا وركبانا ولو بالإيماء ، كل يصلي لنفسه مستقبل القبلة ، وغير مستقبلها عند الضرورة كما قال الله جل وعلا :  فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا  . وأما إن كان الحرب في الحضر في بلد الإقامة فإنه يصلي أربعا كسائر المقيمين ، ولا يصلي ثنتين ، إنما هذا في السفر خاصة أما الذي يحارب في البلد فيصلي أربعا ، ولا يصلي ثنتين ، في السفر يصلي صلاة السفر ثنتين ثنتين ، في الظهر والعصر والعشاء ، لا يصلي أربعا ، الأفضل أن يقصر الصلاة ثنتين ثنتين ، هذا هو الأفضل في السفر ، وهذا هو السنة ، وفي السفر الأفضل ترك الرواتب ، يصلي ثنتين فقط ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثنتين فقط ، ولا معها الرواتب لا قبلها ولا بعدها في السفر ، يعني إلا سنة الفجر ، إذا استطاع صلاها في السفر ، وهكذا الوتر إذا استطاع يوتر بركعة أو ثلاث ركعات أو أكثر من ذلك وترا في الليل بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، هذا محل الوتر إذا صلى ، إذا كان عنده فرصة في صلاة الضحى ، وإذا تهجد في الليل كله طيب ، المعنى لا يتركه ، يصلي التهجد بالليل إذا كان عنده فرصة ، الضحى يصلى لا بأس ولو في السفر
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, September 15, 2014

1501 - هلاك أمتي في الكتاب و اللبن قالوا : يا رسول ما الكتاب و اللبن ؟ قال : يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل ، و يحبون اللبن فيدعون الجماعات و الجمع ، و يبدون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
هلاك أمتي في الكتاب و اللبن
قالوا : يا رسول ما الكتاب و اللبن ؟
قال : يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل ،
و يحبون اللبن فيدعون الجماعات و الجمع ، و يبدون ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2778 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
 يتعلمون القرآن فيتاولونه على غير ما أنزل الله عز و جل: التأويل المراد به في الحديث ، هو فهم القرآن على غير مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ،والعمل بذلك الفهم الخاطىء
 
اللبن: اللبن هنا الإبل ، سميت بما يلزمها كما قيل للعنب خمرًا لأنه يؤول إليها في قوله تعالى: قال أحدهما إني أراني أعصر خمرًا.
و المراد ان الناس ترغب فى تملك الأبل و تربيتها فيسكنوا الصحراء و يتركوا المدن فغالباً لن تكون هناك صلاة جماعة و لا حضور دروس العلم و صلوات الجمع التى تكون غالباً فى المدن
 
َيَبْدُونَ: أي يخرجون إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي
والمحذور هو الحب المتزايد للبن ومن الأنعام ذوات اللبن، ولذلك يدع السكونة في المدن ويحب البادية فيترك الجمع والجماعات، ومعنى يبدون يخرجون إلى البادية، وأهل البوادي عادة لا يهتمون بالجمع والجماعات وتعلم العلم والجهاد في سبيل الله، وإلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل) [صحيح البخاري: 3302، صحيح مسلم: 51]. ولذا كان الصحابة يكرهون السكونة في البوادي إلا لضرورة كاتقاء الفتن
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

Saturday, September 13, 2014

1500 - خلق الله عز و جل الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فقال : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال: ألا ترضين أن أصل منوصلك و أقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فذلك لك ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد

خلق الله عز و جل الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم ، فقال : مه ،
قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ،
قال: ألا ترضين أن أصل منوصلك و أقطع من قطعك ؟
قالت : بلى يا رب ،
قال : فذلك لك ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 36 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ: ‏تقدم تأويل فرغ في تفسير القتال , قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون المراد بالخلق جميع المخلوقات , ويحتمل أن يكون المراد به المكلفين .
 ‏
‏وهذا القول يحتمل أن يكون بعد خلق السماوات والأرض وإبرازها في الوجود , ويحتمل أن يكون بعد خلقها كتبا في اللوح المحفوظ ولم يبرز بعد إلا اللوح والقلم , ويحتمل أن يكون بعد انتهاء خلق أرواح بني آدم عند قوله :
 ألست بربكم: لما أخرجهم من صلب آدم عليه السلام مثل الذر
مَهْ: اى كفى أو حسبك ، لأنَّه زجرٌ
 أي : اكففي وامتنعي عن هذا الالتجاء ، فإن حاجتك مقضية ، والأظهر أن يكون استفهاما وقلبت الألف هاء ، ويمكن حذف ألف الاستفهام ، ثم إتيان هاء السكت ، والمعنى ما يقول ، والمراد منه الأمر بإظهار الحاجة ليعلم الاعتناء بها لا الاستعلام ، فإنه يعلم السر وأخفى
قامت الرحم فقالت: ‏‏قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون بلسان الحال ويحتمل أن يكون بلسان المقال قولان مشهوران , والثاني أرجح .
 وعلى الثاني فهل تتكلم كما هي أو بخلق الله لها عند كلامها حياة وعقلا ؟ قولان أيضا مشهوران , والأول أرجح لصلاحية القدرة العامة لذلك , ولما في الأولين من تخصيص عموم لفظ القرآن والحديث بغير دليل , ولما يلزم منه من حصر قدرة القادر التي لا يحصرها شيء
أصل من وصلك وأقطع من قطعك: ‏‏في ثاني أحاديث الباب من وجه آخر عن أبي هريرة " من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته " قال ابن أبي جمرة : الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه , وإنما خاطب الناس بما يفهمون , ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه , وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى , عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده .
 قال : وكذا القول في القطع , هو كناية عن حرمان الإحسان .
 وقال القرطبي : وسواء قلنا إنه يعني القول المنسوب إلى الرحم على سبيل المجاز أو الحقيقة أو إنه على جهة التقدير والتمثيل كأن يكون المعنى : لَوْ كَانَتْ الرَّحِم مِمَّنْ يَعْقِل وَيَتَكَلَّم لَقَالَتْ كَذَا , وَمِثْله ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن عَلَى جَبَل لَرَأَيْته خَاشِعًا ) الْآيَة , وَفِي آخِرهَا ( وَتِلْكَ الْأَمْثَال نَضْرِبهَا لِلنَّاسِ ) فَمَقْصُود هَذَا الْكَلَام الْإِخْبَار بِتَأَكُّدِ أَمْر صِلَة الرَّحِم , وَأَنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَهَا مَنْزِلَة مَنْ اِسْتَجَارَ بِهِ فَأَجَارَهُ فَأَدْخَلَهُ فِي حِمَايَته , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَجَارُ اللَّه غَيْر مَخْذُول , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه , وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم
و الحديث هذا فيه وجوب صلة الرحم، وأنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه، فالله -تعالى- يصل من وصل الرحم، ويقطع من قطعها، والحديث فيه وعيد شديد على من قطع الرحم، وأن قطيعة الرحم من الإفساد في الأرض، وأنه متوعد باللعن والصمم وإعماء الأبصار والعياذ بالله. والرحم هو القرابة من جهة الأب ومن جهة الأم، وأقرب الرحم أمك وأبوك، ثم الأبناء والبنات، ثم أبناء البنين وأبناء البنات، ثم الأخوة والأخوات الأشقاء، ثم الأخوة والأخوات لأب، والأخوة والأخوات لأم، ثم أبناء الأخوة والأشقاء، وأبناء الأخوة لأب، وأبناء الأخوة لأم، ثم الأعمام الأشقاء أو لأب أو لأم، ثم أبناء الأعمال وهكذا، الأقرب فالأقرب كما قال أحدهم: (أمك وأباك، أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك).
وليس واجبًا في صلة الرحم أن يكون الواصل محرمًا للموصولة، فيجوز أن يصل بنت عمه ويبلغها السلام، وإن كانت فقيرة فعليه الإنفاق عليها.
والشاهد قوله: (ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك) ففيه إثبات القول لله، وأنه صفة من صفاته
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1499 - أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة . أصلهم ويقطعوني . وأحسن إليهم ويسيئون إِلَيَّ. وأحلم عنهم ويجهلون عَلَيَّ. فقال: لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل . ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك ، صحيح مسلم

أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة .
أصلهم ويقطعوني .
وأحسن إليهم ويسيئون إِلَيَّ.
وأحلم عنهم ويجهلون عَلَيَّ.
فقال: لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل .
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2558 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قرابة: اقارب
أصلهم ويقطعوني: من صلة الرحم ، اى ازورهم و احسن اليهم ، و يفعلون العكس
أَحْلُم عنهم: اى يصبر عليهم و يحسن معاملتهم
يجهلون علي: ‏أي يسيئون , والجهل هنا القبيح من القول
فكأنما تسفهم المل: المل هو الرماد الحار، وتسفهم : يعني تلقمهم إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: "وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكلَ الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثمُ العظيمُ في قطيعتهِ، وإدخالِهم الأذى عليه، وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم، وتحقِّرهم في أنفسهم؛ لكثرة إحسانك، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف الملّ. وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم؛والله أعلم". أ.هـ
 وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ , وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم , وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن , بَلْ يَنَالهُمْ الْإِثْم الْعَظِيم فِي قَطِيعَته , وَإِدْخَالهمْ الْأَذَى عَلَيْهِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانك وَقَبِيح فِعْلهمْ مِنْ الْخِزْي وَالْحَقَارَة عِنْد أَنْفُسهمْ كَمَنْ يُسَفّ الْمَلّ . وَقِيلَ : ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانك كَالْمَلِّ يُحَرِّق أَحْشَاءَهُمْ
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, September 12, 2014

1497 - إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده ، قبض نبيها قبلها . فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها . وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ، ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره ، صحيح مسلم

إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده ، قبض نبيها قبلها .
فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها .
وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ، ونبيها حي ،
فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2288 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قبض: اى قبض روحه
فرطا وسلفا: أي أجراً متقدماً ومحتفظاً به عندك ، و  خيرا متقدما نجده في الآخرة، والسلف أيضا: من تقدمك من آبائك وقرابتك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, September 10, 2014

1496 - عن أم العلاء: أنه اقتسم المهاجرون قرعة ، فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي توفي فيه ، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب ، فشهادتي عليك : لقد أكرمك الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه . فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ، فمن يكرمه الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري ، وأنا رسول الله ، ما يفعل بي . قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا ، صحيح البخاري

عن أم العلاء: أنه اقتسم المهاجرون قرعة ، فطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي توفي فيه ، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب ، فشهادتي عليك : لقد أكرمك الله .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه .
فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ، فمن يكرمه الله ؟
فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري ، وأنا رسول الله ، ما يفعل بي .
قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أم العلاء المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1243 خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه]
------------------------------------------------
الشرح:
أنه اقتسم المهاجرون قرعة: والمعنى أن الأنصار اقترعوا على سكنى المهاجرين لما دخلوا عليهم المدينة
فطار لنا: أي وقع في سهمنا و نصيبنا ان نستضيفة و نسكنه فى بيتنا
الحديث يتكلم عن قصة قصة عثمان بن مظعون -وهو من أجلاء الصحابة من المهاجرين- لما هاجر مرض عند من اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم له كضيف عليهم، ثم بعد ذلك توفي، ولما توفي مدحته هذه المرأة التي كانت من أهل البيت، وأخذت تقول له أو تزكيه: بأن الله تعالى اختاره له، وأن الله سيكرمه، وأنه لا يخزيه؛ حيث أنه من خيار عباد الله الصالحين، ولكن كره النبي صلى الله عليه وسلم الجزم لأحد بأن يكون من أهل الجنة، وأخبر بأنه لا يعلم مصيره هو، يقول: حتى أنا فلا أعلم ما يفعل الله تعالى بي؛ وذلك لأنه بشر، والبشر غير مطلعين على علم الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه، فكأنه يقول: لا تزكوا أحدا، نحن نرجوا للمؤمن، ونخاف على الكافر، أو نخاف على العاصي، نرجوا لهؤلاء فلا نجزم لهم بأنهم من أهل الجنة، ولكن نرجوا للمحسن، ونخاف على المسيئ.
ومع ذلك يقول: جاءه أجله، أتاه الأجل وهو على أحسن حال، يعنى: آمن بمكة وصبر على ما صبر عليه من الأذى، وتكبد الهجرة، وانتقل إلى دار الهجرة وبقي عليها إلى أن أتاه الأجل، مع ما كان عليه من زهده وتقشفه، وتقلله من متاع الدنيا، وما أشبه ذلك، فكل ذلك مما يشهد له به، ولكن لا يجزم له بالجنة ولا بالنار، ولا يجزم لأحد بذلك إلا من ورد النص بأنه من أهل الجنة، فيشهد له بذلك، من عقيدة أهل السنة أنا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء ، وأنَّا لا نجزم لأحد بجنة ولا بنار
و الله تعالى اعلم
للمزيد