Saturday, January 25, 2014

924 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا سجد يقول : اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت ، وبك آمنت . سجد وجهي للذى خلقه وصوّره ، فأحسن صورته ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين

 
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا سجد يقول : اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت ، وبك آمنت .
سجد وجهي للذى خلقه وصوّره ، فأحسن صورته ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ، صححه الألبانى فى صحيح النسائي
 
------------------------------------------------
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1125 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
صَوَّرَ: اى شكّله ، او جَعَلَ لَهُ صُورَةً ، رَسَمَهُ ، جَسَّمَهُ
 
شقّ سمعه و بصره: أي فتحهما وأعطاهما الإدراك
 
بحوله: أي بصرفه الآفات عنهما
 
وقوته: أي وقدرته بالثبات والإعانة عليهما
 
أحسن الخالقين: ‏أي الْمُقَدِّرِينَ أو لو فرض هناك خالق آخر لكان أحسنهم خلقا وإلا فهل من خالق غير الله لا إله إلا هو
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

922 - أَذَّنَ ابن عمر في ليلة باردة بِضَجْنَانَ ، ثم قال : صلوا في رحالكم ، فأخبرنا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ، ثم يقول على إثره : ألا صلوا في الرحال . في الليلة الباردة ، أو المطيرة في السفر

 
أَذَّنَ ابن عمر في ليلة باردة بِضَجْنَانَ ، ثم قال : صلوا في رحالكم ،
فأخبرنا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ،
ثم يقول على إثره : ألا صلوا في الرحال .
في الليلة الباردة ، أو المطيرة في السفر ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 632 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
أَذَّنَ : من الأذان للصلاة
 
ِضَجْنَانَ: هو جبل بناحية مكة
 
ثم يقول على أثره: اى يقول بعد ان ينتهى المؤذن من الأذان
 
الصَّلَاة فِي الرِّحَالِ: اى صلوا فى اماكنكم ، و الرحال ما يوضع على ظهر الجمل ليركب او ما يستصحبه المسافر من أثاث في سفره
 
المطيرة: اى بها مطر
 
 وفي صحيح أبي عوانة " ليلة باردة أو ذات مطر أو ذات ريح " ودل ذلك على أن كلا من الثلاثة عذر في التأخر عن الجماعة ، ونقل ابن بطال فيه الإجماع ، لكن المعروف عند الشافعية أن الريح عذر في الليل فقط ، وظاهر الحديث اختصاص الثلاثة بالليل ، لكن في السنن من طريق ابن إسحاق عن نافع في هذا الحديث " في الليلة المطيرة والغداة القرة " ، وفيها بإسناد صحيح من حديث أبي المليح عن أبيه " أنهم مطروا يوما فرخص لهم ولم أر في شيء من الأحاديث الترخص بعذر الريح في النهار صريحا ، لكن القيام يقتضي إلحاقه ، وقد نقله ابن الرفعة وجها .
 
قوله : ( في السفر ) ظاهره اختصاص ذلك بالسفر ، ورواية مالك عن نافع الآتية في أبواب صلاة الجماعة مطلقة ، وبها أخذ الجمهور ، لكن قاعدة حمل المطلق على المقيد تقتضي أن يختص ذلك بالمسافر مطلقا ، ويلحق به من تلحقه بذلك مشقة في الحضر دون من لا تلحقه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

921 - عن عائشة رضى الله عنها: أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخَزِيرَةٍ طَبَخْتُهَا لهُ فقلتُ لسَوْدَةَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيني وبينَها فقلتُ لها كُلِي فأَبَتْ فقلتُ لتأكلَنَّ أو لأًلَطِخَنَّ وجهَكَ فأَبَتْ فوضعتْ يدي في الخَزِيرَةِ فطليتُ بها وجهَها فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوضعَ فَخِذَهُ لها وقال لسَوْدَةَ الْطُخِي وجهَها فلَطَخَتْ وجهي فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيضًا فمرَّ عمرُ فنادى يا عبدَ اللهِ يا عبدَ اللهِ فظنَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ سيدخلُ فقال لهما قُومَا فاغسلا وجوهَكما قالت عائشةُ: فما زِلْتُ أهابُ عمرَ لهيبَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إياهُ

 
عن عائشة رضى الله عنها: أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخَزِيرَةٍ طَبَخْتُهَا لهُ
فقلتُ لسَوْدَةَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيني وبينَها فقلتُ لها كُلِي
فأَبَتْ
فقلتُ لتأكلَنَّ أو لأًلَطِخَنَّ وجهَكَ
فأَبَتْ
فوضعتْ يدي في الخَزِيرَةِ فطليتُ بها وجهَها
فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوضعَ فَخِذَهُ لها وقال لسَوْدَةَ الْطُخِي وجهَها فلَطَخَتْ وجهي
فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيضًا
فمرَّ عمرُ فنادى يا عبدَ اللهِ يا عبدَ اللهِ
فظنَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ سيدخلُ
فقال لهما قُومَا فاغسلا وجوهَكما
قالت عائشةُ: فما زِلْتُ أهابُ عمرَ لهيبَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إياهُ ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني  - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/363 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 
الخزيرة : لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذر عليه الدقيق ، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة . وقيل : هي حسا من دقيق ودسم . وقيل : إذا كان من دقيق فهي حريرة ، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة
 
سودة: هى سودة بنت زمعة أم المؤمنين
 
فوضعَ فَخِذَهُ لها: اى انزل فخذه ليمكنها من ان تلطخ وجهه عائشة كما لطخت وجهها لأن كان جالساً بينهما
 
و هو من مزاح النبى صلى الله عليه و سلم مع زوجاته رضوان الله عليهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

919 - أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة ،يضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك ربك إلى قوم فلا حساب عليهم

 
أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ،
أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة ،يضحك إليهم ربك ،
وإذا ضحك ربك إلى قوم فلا حساب عليهم ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1372 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح  
------------------------------------------------
الشرح:
 
اى ان افضل الشهداء عند الله يوم القيامة الذين يكونون فى الصف الأول عند قتال العدو فلا يلتفتوا بوجوههم - كناية عن عدم اهتمامهم بمن حوالهم ان كانوا ما يزالوا يقاتلوا او فروا - ثم يُقتلوا
فهؤلاء الشهداء يضجعون و يتمرغون فى النعيم فى غرف الجنة ، و يضحك اليهم ربهم
 
و من يضحك لهم الله فلا حساب عليه
 
اسأل الله عز و جل ان يجعلنا منهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

918 - دعوا لي النجدي ، فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة . فلقوا العدو ، فاستشهد ، فأخبر بذلك النبي ، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا - أو قال : مسرورا - يضحك ، ثم أعرض عنه . فقلنا : يا رسول الله رأيناك مستبشرا ، تضحك ، ثم أعرضت عنه ؟ فقال : أما مارأيتم من استبشاري - أو قال من سروري - فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل . وأما إعراضي عنه ؛ فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه

 
دعوا لي النجدي ، فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة .
فلقوا العدو ، فاستشهد ، فأخبر بذلك النبي ، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا - أو قال : مسرورا - يضحك ، ثم أعرض عنه .
فقلنا : يا رسول الله رأيناك مستبشرا ، تضحك ، ثم أعرضت عنه ؟
فقال : أما مارأيتم من استبشاري - أو قال من سروري - فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل .
وأما إعراضي عنه ؛ فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه ، حسنه  الألبانى فى صحيح الجامع
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1382 خلاصة حكم المحدث: حسن  
------------------------------------------------
الشرح:
 
الحديث جزء من حديث اطول كالتالى:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو
فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم
فقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو
فقال هل من عرض الدنيا يصيبون
قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين
فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم
فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل أصحابه يذودون بكره عنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة
فلقوا العدو فاستشهد
فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال مسرورا يضحك ثم أعرض عنه
فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه
فقال أما ما رأيتم من استبشاري أو قال سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل
وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه
رواه البيهقي بإسناد حسن
 
و المعنى ان النبى صلى الله عليه و سلم كان يسير مع اصحابه فى غزوة من الغزوات ، فمروا بخيمة احد الأعراب او البدو من سكان الصحراء
فلما سألهم من هم و الى اين يتجهون ، و عرف انه عند النصر تقسم الغنائم اخذ ناقة له فركبها و انضم اليهم ، و فى الطريق كان يحاول ان يقترب بناقته من ناقة النبى صلى الله عليه و سلم ، و الصحابة يحاولوا ان يمنعوه
فطلب منهم النبى صلى الله عليه و سلم ان يتركوه
فلما لقوا العدو قُتل الأعرابى او النجدى - نسبة الى اقليم نجد فى وسط شبة الجزية العربية - فاتى اليه النبى صلى الله عليه و سلم و قعد عند رأسه مستبشراً ثم ابعد وجهه عنه
فلما سأله الصحابة عن ذلك اجابهم انه كان مستبشراً مسروراً لما له من الأجر جزاء الشهادة فى سبيل الله
و انه ابعد زجهه عنه عندما وجد زوجته من الحور العين عند رأسه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

916 - ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم ؛ فيسقط بها أبعدمن السماء ، ألا عسى رجل يتكلم بالكلمة يضحك بها أصحابه ؛ فيسخط الله بها عليه ؛ لا يرضى عنه حتى يدخله النار

 
ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم ؛ فيسقط بها أبعدمن السماء ،
ألا عسى رجل يتكلم بالكلمة يضحك بها أصحابه ؛ فيسخط الله بها عليه ؛ لا يرضى عنه حتى يدخله النار ، حسنه الألبانى فى صحيح الرغيب
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2877 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
و النهى هنا عن المزاح الحرام و هو المداعبة التي تشتمل على قول أو فعل نهى عنه الشرع و ترتب عليه عقاب
وفي ضوء هذا التعريف,فإن من المزاح الحرام ما يلي:
1- ما جانب الحق والصدق,وكان فيه كذب وافتراء,وحكاية لأمور خيالية غير واقعية بقصد إضحاك الناس.
 
2- ما كان فيه تخويف الناس وإيذاؤهم,قولاً أو فعلاً أو إثارة,وإن كان بقصد الضحك والمزاح والمداعبة.
 
3- ما ترتب عليه إضاعة حقوق لله تعالى:كالإخلال بالفرائض والانشغال عن ذكر الله وطاعته بسبب حفلة ضاحكة ونحوها.
 
4- ما ترتب عليه  أذى في المازح والممازح ,سواء كان الأذى نفسياً أو بدنياً أو اجتماعياً,كأن يتضارب المتمازحان أو غير ذلك أو يسخر الناس من الممزوح معه.
 
5- المزاح الذي يمس العورات ويتحدث عن الحرمات والأعراض
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد

916 - العطاس من الله ، والتثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه وإذا قال : آه آه ، فإن الشيطان يضحك من جوفه ، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا قال الرجل : آه ، آه ، إذا تثاءب ، فإن الشيطان يضحك من جوفه

 
العطاس من الله ، والتثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه وإذا قال : آه آه ، فإن الشيطان يضحك من جوفه ،
وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ،
فإذا قال الرجل : آه ، آه ، إذا تثاءب ، فإن الشيطان يضحك من جوفه ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2746 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
 العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان: ‏‏لأن العطاس ينشأ عنه النشاط للعبادة , فلذلك أضيف إلى الله , والتثاؤب ينشأ من الامتلاء فيورث الكسل فأضيف للشيطان ‏
 فليضع يده على فيه: ‏‏أي فمه ليرده ما استطاع ‏
 وإذا قال آه آه: ‏‏حكاية صوت المتثائب ‏
 فإن الشيطان يضحك من جوفه: ‏وفي الرواية الآتية يضحك منه .
 قال الطيبي : أي يرضى بتلك الغفلة وبدخوله فمه للوسوسة .
 وفي حديث أبي سعيد عند مسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل " .
 قال النووي : قال العلماء أمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فمه وضحكه منه
 
محبة الله للعطاس رضاه به من حيث سببه الذي هو عدم التوسع في الأكل فتنفتح المسام وصمائم الأجهزة المخرجة للسموم والرطوبات من الدماغ وسائر الجسد فيخف البدن وينشط الفكر فيكون داعية إلى النشاط في العبادة ومن حيث ما يترتب على العطاس من الحمد والتشميت إلى غير ذلك
 
وأما كراهيته تعالى للتثاؤب وهو النفس الذي يخرج من الفم فينفتح فمن حيث سببه أيضا وهو امتلاء المعدة وثقل الجسم وضعف الفكر واستيلاء الكسل وانحطاط الهمة عن العبادة وغيرها ومن حيث منظر المتثائب وفتحه فمه
 
ومعنى "فليرده ما استطاع" أي مدة وقدر استطاعته فـ "ما" ظرفية مصدرية وهذا هو معنى "فليكظم" ومعنى "فليمسك بيده على فيه" محاولا منعه أو التقليل منه وإضافته للشيطان للتنفير وكذلك دخول الشيطان للتنفير
 
قال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة ، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه . لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب .
وقال ابن العربي : قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته ، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك لأنه واسطته ، قال : والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان ، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملك .
وقال النووي : أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل .
قوله : ( فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع )
أي يأخذ في أسباب رده ، وليس المراد به أنه يملك دفعه لأن الذي وقع لا يرد حقيقة ، وقيل معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب
 
قال النووي [ شرح صحيح مسلم ] :
[ قوله صلى الله عليه وسلم : ( التثاؤب من الشيطان )
أي من كسله وتسببه ، وقيل : أضيف إليه لأنه يرضيه .
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يحب العطاس ، ويكره التثاؤب " قالوا : لأن العطاس يدل على النشاط وخفة البدن ، والتثاؤب بخلافه لأنه يكون غالبا مع ثقل البدن وامتلائه ، واسترخائه وميله إلى الكسل . وإضافته إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى الشهوات .
والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك ، وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل .
وأما الكظم فهو الإمساك . قال العلماء : أمر بكظم التثاوب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه . والله أعلم . ]
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Thursday, January 23, 2014

915 - كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما

 
كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن سمرة و عبدالله بن الحارث و عوف المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4861 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
كان لا يضحك: أي في غالب أحواله ، و المقصود النبى صلى الله عليه و سلم
إلا تبسما: وهو مقدمة الضحك
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

908 - إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان

 
 إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ،
فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ،
وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ،
فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ،
فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري  - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6226 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
ومحبة الله للعطاس رضاه به من حيث سببه الذي هو عدم التوسع في الأكل فتنفتح المسام وصمائم الأجهزة المخرجة للسموم والرطوبات من الدماغ وسائر الجسد فيخف البدن وينشط الفكر فيكون داعية إلى النشاط في العبادة ومن حيث ما يترتب على العطاس من الحمد والتشميت إلى غير ذلك
 
وأما كراهيته تعالى للتثاؤب وهو النفس الذي يخرج من الفم فينفتح فمن حيث سببه أيضا وهو امتلاء المعدة وثقل الجسم وضعف الفكر واستيلاء الكسل وانحطاط الهمة عن العبادة وغيرها ومن حيث منظر المتثائب وفتحه فمه
 
ومعنى "فليرده ما استطاع" أي مدة وقدر استطاعته فـ "ما" ظرفية مصدرية وهذا هو معنى "فليكظم" ومعنى "فليمسك بيده على فيه" محاولا منعه أو التقليل منه وإضافته للشيطان للتنفير وكذلك دخول الشيطان للتنفير
 
قال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة ، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه . لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب .
وقال ابن العربي : قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته ، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك لأنه واسطته ، قال : والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان ، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملك .
وقال النووي : أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل .
قوله : ( فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع )
أي يأخذ في أسباب رده ، وليس المراد به أنه يملك دفعه لأن الذي وقع لا يرد حقيقة ، وقيل معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب
 
قال النووي [ شرح صحيح مسلم ] :
[ قوله صلى الله عليه وسلم : ( التثاؤب من الشيطان )
أي من كسله وتسببه ، وقيل : أضيف إليه لأنه يرضيه .
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يحب العطاس ، ويكره التثاؤب " قالوا : لأن العطاس يدل على النشاط وخفة البدن ، والتثاؤب بخلافه لأنه يكون غالبا مع ثقل البدن وامتلائه ، واسترخائه وميله إلى الكسل . وإضافته إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى الشهوات .
والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك ، وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل .
وأما الكظم فهو الإمساك . قال العلماء : أمر بكظم التثاوب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه . والله أعلم . ]
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

907 - غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم .

 
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل .
فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا .
فقال: ما شأنكم ؟
قلنا : يا رسول الله  ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل .
فقال: غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم .
وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم .
إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن .
فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف .
إنه خارج خلة بين الشام والعراق .
فعاث يمينا وعاث شمالا .
يا عباد الله فاثبتوا
قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟
قال: أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم
قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟
قال: لا . اقدروا له قدره
قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟
قال: كالغيث استدبرته الريح .
فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر .
ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم .
ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل .
ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك .
فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم .
فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين .
إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ .
فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه .
فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله .
ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه .
فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة .
فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور .
ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون .
فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها .
ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء .
ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم .
فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم .
فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة .
ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم .
فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله .
فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله .
ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر .
فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة .
ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك .
فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل .
حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس .
واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس .
واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس .
فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم .
فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم .
ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2937 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
 
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل: "خفض ورفع" بتشديد الفاء فيهما وفي معناه قولان أحدهما حقر وعظم فمن تحقيره وهوانه وصفه بالعور وبأنه أهون على الله من ذلك كما في الرواية الرابعة عشرة وبأنه يريد قتل الرجل ثانية فيعجز عنه كما في آخر الرواية الثانية عشرة والثالثة عشرة وبأنه يقتل بعد ذلك هو وأتباعه ومن تفخيمه وتعظيمه هذه الأمور الخارقة للعادة وما من نبي إلا وقد أنذر قومه به الوجه الثاني أنه خفض من صوته بعد أن أكثر الكلام فيه ليستريح ثم رفع صوته ليبلغ كل أحد
 
إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم: أي فأنا مدافع عنكم وراد لكيده وإن يخرج بعدي فكل امرئ مسئول عن نفسه وأستعين بالله أن يعين كل مسلم على الدجال
 
إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن: "القطط" بفتح القاف والطاء وروى بكسر الطاء الأولى شديد القصر وقيل شديد جعودة الشعر وعبد العزى رجل من بني المصطلق من خزاعة هلك في الجاهلية وأخرج أحمد والحاكم "وأشبه من رأيت به أكتم بن أبي الجون فقال أكتم يا رسول الله أيضرني شبهه قال لا إنك مسلم وهو كافر"
 
 
إنه خارج خلة بين الشام والعراق: قال النووي هكذا في نسخ بلادنا "خلة" بفتح الخاء واللام وتنوين الهاء المنصوبة مع تنوين "خارج" بالرفع أي إنه خارج من خلال وفاصل بين البلدين وقال القاضي المشهور "حلة" بالحاء ونصب التاء غير منونة قيل معناه سمت ذلك وقبالته أي إنه خارج قبالة الشام والعراق وفي كتاب العين الحلة موضع حزن وصخور أي إنه خارج عند صخور بين الشام والعراق ورواه بعضهم "حله" بضم اللام وبهاء الضمير أي حلوله بين الشام والعراق
 
فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا: عبر بالماضي عن المضارع لتحقق الوقوع أي يعيث يمينا ويعيث شمالا والعيث الفساد أو أشد الفساد والإسراع فيه وحكى القاضي أنه رواه بعضهم "فعاث" بكسر الثاء منونة اسم فاعل خبر لمبتدأ محذوف أي فهو عاث يمينا والمخاطب بقوله "يا عباد الله فاثبتوا" كل من يتأتى خطابه أي من يحضر الدجال حينذاك
 
قال كالغيث استدبرته الريح: أصله كالريح تثير السحاب فتنزله في مكان ثم تستدبره إلى مكان آخر
 
فيأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر: أي ترجع ماشيتهم من مرعاها أعلى أسناما وأضخم ضروعا وأكثر امتلاء لشحمها ولحمها فمعنى "تروح" ترجع آخر النهار والسارحة الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار للمرعى وأما الذري فبضم الذال وهي الأعالي والأسنمة جمع ذروة بضم الذال وكسرها ومعنى "وأسبغه ضروعا" فبالسين والغين أي أطوله وأعظمه انتفاخا لكثرة اللبن و"أمده خواصر" أي أضخم معدة ولحما وشحما من الشبع
 
 
ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم: أي فيكذبونه ولا يقبلون ادعاءه فيدعوا عليهم بالفقر وبالجدب وذهاب أموالهم فيصبحون كذلك وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه "وإن من فتنته أن يقول للأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول نعم فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه يقولان له يا بني اتبعه فإنه ربك وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ويمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت فتمطر وتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظم وأمده خواصر وأدره ضرعا"
 
 
و معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة يعني ذات صبح في يوم من الأيام فخفض فيه ورفع يعني أنه تكلم بكلام طويل حتى ظنوا أنه في طائفة النخل يعني ظنوا أنه ذكر في المدينة وأنه قد جاء ولكن الأمر لم يكن كذلك ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فيهم فسألهم فقالوا إنك ذكرت الدجال الغداة وخفضت فيه ورفعت فظننا أنه في النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم يعني أخاف عليكم شيئا أشد من الدجال ومن ذلك الرياء حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء أن الإنسان يرائي في عباداته يصلي لأجل الناس يتصدق لأجل الناس يحسن الخلق لأجل الناس ..
فهذا رياء والعياذ بالله والمرائي حابط عمله والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من راءى راءى الله به يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ومن سمع سمع الله به ثم قال صلى الله عليه وسلم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه وإن يخرج يعني وليس فيهم فامرؤ حجيج نفسه يعني كل إنسان يحاج عن نفسه والله خليفتي على كل مؤمن فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدا للمؤمنين واقيا لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشد منها نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته
 
 في ذكر الدجال إنه شاب قطط عينه طافية شاب من بني آدم قطط يعني مجتمع الخلق عينه طافية يعني أنه لا يبصر بها كأنه عنبة طافية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعور خبيث لكن الله عز وجل يرسله فتنة للناس فيأتي إليهم يدعوهم ويدعي أنه رب وقد مكن الله له فكان يأتي القوم يدعوهم فيستجيبون له ويؤمنون به فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت يشاهدون ذلك بأعينهم يقول أيتها السماء أمطري فتمطر أيتها الأرض أنبتي فتنبت لكن ليس بقدرته وقوته بل بإرادة الله عز وجل لكن الله مكن له ابتلاء وامتحانا فيصبحون تروح عليهم سارحتهم يعني الغنم والإبل أكثر ما يكون ذروعا وأوفر ما تكون ذرى وأمدها خواصر تمتلئ بطونها وتمتلئ ضروعها ويكون عليها الشحم ويأتي القوم فيدعوهم فلا يستجيبون له يردونه فينصرف فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء الأرض خربت والسماء لا تمطر والمال يمور ولكن هؤلاء هم الذين لهم الأجر والثواب وعاقبتهم حميدة أما الأولون الذين آمنوا به وأمطرت السماء وأنبتت الأرض فهم خاسرون وإن ظنوا أنهم رابحون ويأتي إلى الخربة أرض خربة ما بها بناء وما بها أناس فيقول أيتها الأرض أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها وما بها من معادن من ذهب وفضة وغير ذلك فتتبعه كيعاسيب النحل ثم إنه يبقى في الأرض أربعين يوما اليوم الأول طوله طول سنة كم شهرا إثنا عشر شهرا 360 يوما هذا اليوم الأول يوم والثاني مقداره شهر 30 يوما والثالث مقداره جمعة يعني أسبوعا وباقي الأيام وهي سبعة وثلاثون يوما كالأيام المعتادة ولكن الله عز وجل نبه الصحابة قالوا يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة واحدة فيكون عليهم في اليوم كم خمس صلوات قال لهم لا اقدروا له قدره يعني صلوا صلاة السنة كاملة في يوم واحد وهذا مما يؤخذ به يقال إنسان وجب عليه صلاة سنة كاملة في يوم واحد وأيضا يؤخذ به من جهة أخرى وجبت زكاة ماله في يوم واحد وأيضا فيقال يصوم رمضان بعض يوم يعني جزءا من اثني عشر جزءا من هذا اليوم نقول هذا يوم الدجال وسبحان الله الحكيم الذي أكمل لنا الدين قبل أن يموت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أنطق الله الصحابة أن يسألوا عن هذا اليوم هل تكفي فيه صلاة واحدة أم لا يوجد الآن في الأرض من يومهم ستة أشهر وليلهم ستة أشهر عند المدار القطبي ستة أشهر والشمس عليهم وستة أخرى والشمس لا يرونها فكيف يصلي هؤلاء يصلون صلاة يوم وليل فقط أو يقدرون لها قدرها نقول يقدرون لها قدرها كيوم الدجال تماما اليوم الثاني من أيام الدجال كشهر كيف تكون فيه الصلاة
 
يصلون صلاة شهر واليوم الثالث يصلون صلاة أسبوع واليوم الرابع وما بقي كالعادي ثم سأله الصحابة رضي الله عنهم عن سيره في الأرض هل هو كالسير المعتاد كسير الإبل أو سير الأرجل قال يسير كالغيث اجتذبته الريح والله أعلم كيف كان إسراعه هل يحدث الله له آلات طائرات أو غيرها ما تدري لكنه هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون كالغيث سنة وشهر وأربعة وأربعون يوما ثم ينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقتله
 
 الدجال هو ذو الدجل والكذب والتمويه والتغرير وأنه كافر وأنه يخرج خلة بين الشام والعراق يعني يخرج من طريق بين الشام والعراق من قبل إيران ويتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفا وكأنهم والله أعلم يجتمعون هناك ليتبعوا الدجال لأن اليهود أهل دجل وكذب وغدر وخيانة لا يؤمنون وسبق أنه يأتي القوم ويدعوهم من أجابوه منهم حصل لهم القسط والرخاء ومن عصاه حصل لهم عكس ذلك
 
ثم ذكر من فتنته أنه يأتيه شاب ممتلئ شبابا من المسلمين فيقول له أشهد أنك الدجال الذي أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيقطعه نصفين بالسيف، ويجعل واحدة بعيدة عن الأخرى، ثم يدعوه بعد أن قطعه - يا فلان فيجتمع النصفين ببعضهم البعض ويقوم ويقبل على الدجال يتهلل وجهه وكأنه لم يفعل شيئا، ثم يقول له: والله أشهد أنك أنت المسيح الدجال، والله ما ازددت فيك إلا بصيرة فيقتله للمرة الثانية ويقطعه نصفين ثم يدعوه فيأتي ووجهه يتهلل، ثم يأتي الثالثة فيعجز أن يقتله، هكذا من فتنة الدجال والإنسان إذا رأى هذا يغتر بلا شك، ثم إن الله تعالى ينزل عيسى ابن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يداه على أجنحة ملكين، لأن الملائكة أولو أجنحة، ينزلان به من السماء، لأن عيسى الآن حي في السماء، ينزل عند قيام الساعة ليقتل الدجال ينزل، وكأنه والله أعلم قد اغتسل بماء طيب، إذا طأطأ رأسه قطر ماء، وإذا رفعه تحدر منه مثل الجمان، فيحتمل أن هذا ماء ويحتمل أنه عرق والله أعلم، ثم إنه يطلبه أي يطلب الدجال الخبيث الماكر الأعور فلا يحل لكافر يجد ريح عيسى إلا مات - سبحان الله _ نفس عيسى يقتل الكافر ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه وهذا أيضا من آيات الله يعني أنفاسنا نحن لا تعدو إلا شبرا أو نحوه لكن نفس عيسى ينتهي حيث ينتهي طرفه ومعنى ذلك أنه يقتل أناسا كثيرين من الكفار لأن هذا النفس يطير في الهواء ولا يحل لكافر يجد نفسه إلا مات ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق هكذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وهي لابد أن توجد عند نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيبلغ الدجال فيدركه عند باب اللد واللد الآن في فلسطين استعمرها اليهود عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة اسعتمروها يدرك عيسى المسيح الدجال فيقتله هناك وبهذا انتهى المسيح الدجال وبقي المسيح رسول الله عيسى صلى الله عليه وسل
 
 ثم يأتي عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله عز وجل من فتنة الدجال فيمسح على وجوههم ويبشرهم بمنازلهم في الجنة فبينما هم كذلك يعني على حالهم إذا يوحي الله عز وجل إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم وهؤلاء العباد ليسوا عباد دين بل عباد قدر { إن كل من في السماوات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا } هؤلاء العباد هم يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون أي من كل مكان مرتفع ينسلون لأن الشعاب والأودية لا تسعهم فتجدهم يصعدون الجبال لينزلوا إلى الأرض من كثرتهم هؤلاء من بني آدم ليسوا جنا ولا جنسا ثالثا بل هم من بني آدم ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يقول يوم القيامة يا آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول الله له أخرج من ذريتك بعثا إلى النار أو قال بعث النار قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعين من بني آدم كل هؤلاء في النار إلا واحدا في الألف من بني آدم من أهل الجنة فكبر ذلك على الصحابة وعظم عليهم وقالوا يا رسول الله أينا ذلك الواحد قال لهم صلى الله عليه وسلم أبشروا فإنك في أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج منكم واحد من يأجوج ومأجوج ألفا فاستبشر الصحابة بذلك ثم قال إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبر الصحابة فرحا بنعمة الله عز وجل ثم قال أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبروا وفرحوا ثم قال أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة وهذه الثالثة عندي فيها شك لكن قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة مائة وعشرون صفا منهم ثمانون من هذه الأمة المهم أن يأجوج ومأجوج من بني آدم شكلهم شكل بني آدم لا يختلفون عنهم أما ما ورد في بعض الآثار أن منهم القصير المفرط في القصر والطويل في الطول وأن بعضهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى كل هذا لا صحة له هم من بني آدم ومثلهم لكنهم أمم عظيمة كما قال تعالى { وهم من كل حدب ينسلون } أي من كل مرتفع لأن الأرض السهلة لا تسعهم من كثرتهم { ينسلون } أي يسرعون كأنهم مسلطون على بني آدم فيقول عز وجل لعيسى إني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم يعني ما لأحد على قتالهم من قوة فحرز عبادي إلى الطور يعني احترزوا فيه والطور جبل معروف فيصعد عيسى صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الطور ويحضرون فيه حتى إنهم يلحقهم من الجوع وشدة المؤنة ما يكون رأس الثور أحب إلى أحدهم من كذا وكذا من الدنانير وحينئذ يرغب عيسى وقومه إلى الله عز وجل يدعون الله تعالى أن يصرف عنهم هذه الأمم التي حاصرتهم في هذا الجبل فيرسل الله تعالى النغف وهو عبارة عن دودة في أعناقهم فيصبحون فرسى جمع فريسة يعني موتى كنفس واحدة كل هذه الأمم التي لا يحصيها إلا الله تموت في ليلة واحدة لأن الأمر بيد الله عز وجل هذا النغف من حين ما يدخل في أعناقهم يموتون على الفور ثم ينزل عيسى ابن مريم وقومه إلى الأرض وإذا الأرض مملوءة من هذه الجثث نتنا ورائحة خبيثة فيرغب عيسى وقومه إلى الله عز وجل أن يفكهم من هذا فيرسل الله تعالى طيورا كأعناق البخت يعني مثل أعناق الإبل طيورا كبيرة قوية تأخذ الواحد منهم وتلقيه في البحر ومعنى هذا أنها طيور عظيمة لا يعلم عددها إلا الله عز وجل كل هذا بقدرة الله سبحانه وتعالى لأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون لا تستغرب لا تقل من أين جاءت الطيور وكيف توالدت والله على كل شيء قدير هذه الطيور مثل أعناق الإبل تحمل الواحد وتلقيه في البحر ولا يبقى فيهم أحد
 
لكن كما تعلمون لابد أن يبقى في الأرض شيء من القذر والأذى والرائحة بعد هذه الجثث فيرسل الله تعالى مطرا عظيما يغسل الأرض لا يكن منه مدر ولا وبر كل الأرض تمتلئ ماء حتى تكون كالزلقة تنظف تنظيفا تاما بإذن الله عز وجل ويأمر الله الأرض أن تخرج بركاتها وثمراتها فيكون فيها الثمرات العظيمة والخير والبركة حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي فئاما من الناس ومن البقر تكفي القبيلة من الناس ومن الغنم تكفي الفخذ من الناس وهي واحدة لكن الله ينزل فيها البركة فتكفي أمما وتكثر الخيرات والبركات وكل هذا يدل على عظمة وقدرة الله عز وجل { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } بدلا من حصرتهم في الطور لا يجدون شيئا إذا بالأرض تنبت وتنزل فيها البركة والثمار
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Wednesday, January 22, 2014

905 - حديث تميم الدارى عن الجساسة و المسيح الدجال

 
أنه سأل فاطمة بنت قيس ، أخت الضحاك بن قيس . وكانت من المهاجرات الأول .
فقال : حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . لا تسنديه إلى أحد غيره .
فقالت : لئن شئت لأفعلن .
فقال لها : أجل . حدثيني .
فقالت : نكحت ابن المغيرة . وهو من خيار شباب قريش يومئذ . فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف ، في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد .
وكنت قد حُدثت ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبني فليحب أسامة
فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : أمري بيدك . فأنكحني من شئت .
فقال: انتقلي إلى أم شريك ، وأم شريك امرأة غنية ، من الأنصار . عظيمة النفقة في سبيل الله . ينزل عليها الضيفان .
فقلت : سأفعل .
فقال: لا تفعلي . إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان . فإني أكره أن يسقط عنك خمارك ، أو ينكشف الثوب عن ساقيك ، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين .
ولكن انتقلي إلى ابن عمك ، عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم ، ( وهو رجل من بني فهر ، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه )
فانتقلت إليه .
فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي ، منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي : الصلاة جامعة .
فخرجت إلى المسجد . فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم .
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ، جلس على المنبر وهو يضحك .
فقال: ليلزم كل إنسان مصلاه .
ثم قال: أتدرون لما جمعتكم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال: إني ، والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة .
ولكن جمعتكم ، لأن تميما الداري ، كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم . وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال .
حدثني ؛ أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام . فلعب بهم الموج شهرا في البحر .
ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس . فجلسوا في أقرب السفينة .
فدخلوا الجزيرة . فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر . لا يدرون ما قبله من دبره . من كثرة الشعر .
فقالوا : ويلك ما أنت ؟
فقالت : أنا الجساسة .
قالوا : وما الجساسة ؟
قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق .
قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة .
قال: فانطلقنا سراعا . حتى دخلنا الدير .
فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا . وأشده وثاقا . مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه ، بالحديد .
قلنا : ويلك ما أنت ؟
قال : قد قدرتم على خبري . فأخبروني ما أنتم ؟
قالوا : نحن أناس من العرب . ركبنا في سفينة بحرية . فصادفنا البحر حين اغتلم . فلعب بنا الموج شهرا . ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه . فجلسنا في أقربها . فدخلنا الجزيرة .
فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر . لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر . فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قلنا وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق . فأقبلنا إليك سراعا . وفزعنا منها . ولم نأمن أن تكون شيطانة .
فقال : أخبروني عن نخل بيسان .
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : أسألكم عن نخلها ، هل يثمر ؟
قلنا له : نعم .
قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر .
قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية .
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل فيها ماء ؟
قالوا : هي كثيرة الماء .
قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب .
قال : أخبروني عن عين زغر .
قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟
قلنا له : نعم . هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها .
قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب .
قال : أقاتله العرب ؟
قلنا : نعم .
قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه .
قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم .
قال : أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه . وإني مخبركم عني .
إني أنا المسيح . وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج .
فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة .
غير مكة وطيبة . فهما محرمتان علي . كلتاهما .
كلما أردت أن أدخل واحدة ، أو واحدا منهما ، استقبلني ملك بيده السيف صلتا . يصدني عنها .
وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .
قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة . هذه طيبة . هذه طيبة
- يعني المدينة -
ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟
فقال الناس : نعم .
فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة .
ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ، ما هو .
من قبل المشرق ، ما هو .
من قبل المشرق ، ما هو
وأومأ بيده إلى المشرق .
قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: فاطمة بنت قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2942 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
 نُكِحْت اِبْن الْمُغِيرَة: اى تزوجته
 
هُوَ مِنْ خِيَار شَبَاب قُرَيْش يَوْمئِذٍ: اى من افضلهم
 
فَأُصِيبَ فِي أَوَّل الْجِهَاد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا تَأَيَّمْت خَطَبَنِي عَبْد الرَّحْمَن: ‏مَعْنَى ( تَأَيَّمْت ) صِرْت أَيِّمًا , وَهِيَ الَّتِي لَا زَوْج لَهَا
ال العلماء : قولها :
 فأصيب: ليس معناه أنه قتل في الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم وتأيمت بذلك , إنما تأيمت بطلاقه البائن كما ذكره مسلم في الطريق الذي بعد هذا , وكذا ذكره في كتاب الطلاق , وكذا ذكره المصنفون في جميع كتبهم .
فالواقع أنه طلقها طلاقا بائنا ففي ملحق الرواية "قالت طلقني بعلي ثلاثا"
 وقد اختلفوا في وقت وفاته فقيل : توفي مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه عقب طلاقها باليمن , حكاه ابن عبد البر .
 وقيل : بل عاش إلى خلافة عمر رضي الله عنه , حكاه البخاري في التاريخ .
 وإنما معنى قولها : فأصيب أي بجراحة , أو أصيب في ماله , أو نحو ذلك هكذا تأوله العلماء .
‏قال القاضي : إنما أرادت بذلك عد فضائله , فابتدأت بكونه خير شباب قريش , ثم ذكرت الباقي
 
مولاه: اى تابعه او عبده و يطلق على العبد المحرر
 
عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم: و كان رجلاً كفيفاً و قريباً لها
 
وهو من البطن الذي هي منه: اى من نفس القبيلة
 
 الصَّلَاة جَامِعَة: ظاهره أن الْخُطْبَة كَانَتْ فِي نَفْس الْعِدَّة , وليس كذلك إنما كانت بعد انقضائها كما صرح به في الأحاديث السابقة في كتاب الطلاق
 
 
ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال: "تميم الداري" ينسب إلى الدار وهو بطن من لخم كان إسلامه سنة تسع من الهجرة وكان يسكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام بعد قتل عثمان رحمه الله تعالى
 
قوله صلى الله عليه وسلم "عن تميم الداري : حدثني أنه ركب سفينة": ‏
‏هذا معدود في مناقب تميم لأن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه هذه القصة .
 ‏‏وفيه رواية الفاضل عن المفضول , ورواية المتبوع عن تابعه .
 ‏وفيه قبول خبر الواحد
 
لخم ‏ ‏وجذام: اسماء قبائل
 
 ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَة: أي التجئوا إليها
 
فجلسوا في أقرب السفينة: هو بضم الراء وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم , الجمع قوارب , والواحد قارب بكسر الراء وفتحها , وجاء هنا ( أَقْرَب ) , وهو صحيح لكنه خلاف القياس .
 وقيل : المراد بأقرب السفينة أخرياتها , وما قرب منها للنزول
والمعنى لجئوا إلى الشاطئ بسفينتهم فجلسوا في القوارب الصغيرة واتجهوا بها إلى الشاطئ فنزلوا منها إلى الجزيرة
 
دَابَّة أَهْلَب: كثير الشعر , الأهلب غليظ الشعر كثيره
 
فقالوا ويلك ما أنت: التعبير بـ "ما" التي لغير العاقل لجهلهم بحقيقته
 
فقالت أنا الْجَسَّاسَةُ قالوا وما الْجَسَّاسَةُ:  قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال وجاء عن عبد الرحمن بن عمرو بن العاص أنها دابة الأرض المذكورة في القرآن
 
قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق: "الدير" بفتح الدال مكان عبادة النصارى والإشارة إلى رجل في الدير والمعنى أنه في شوق شديد إلى أن يسمع منكم أخبار النبي وأخبار العرب
 
فَرِقْنَا: أَي خِفْنَا
 
 
قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة: أي لما أحالتنا إلى رجل ووصفت لنا مكانه خفنا منها أن تكون مضللة لنا شأن الشياطين يستهوون الناس في الأرض يحيرونهم
 
دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا: أي ضخم الجسم
 
وأشده وثاقا: أي أشد المربوطين رباطا
 
قد قدرتم على خبري: أي قد وقفتم الآن على خبري وحالي فعرفتم اننى مقيد و انى لن اذهب ، فاخبرونى خبركم اولاً فاخبركم بخبرى
 
صَادَفْنَا الْبَحْر حِين اِغْتَلَمَ: ي هاج وجاوز حده المعتاد , وقال الكسائي : الاغتلام أن يتجاوز الإنسان ما حد له من الخير والمباح
 
فقال أخبروني عن نخل بيسان: منطقة في جزيرة العرب
 
عَيْن زُغَر: وهي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام
  
إني أنا المسيح: أي الدجال ،  قيل له مسيح لمسحه الأرض وقطعه لها، وقيل لأنه ممسوح العين الواحدة كأن عينه عنبة طافية، وقد يحتمل أن يكون ممسوح الأخمص أيضاً
 
وطعن بِمِخْصَرَتِهِ في المنبر: المخصرة بكسر الميم وسكون الخاء اسم الآلة التي يتكئ عليها كالعصا
 
طِيبَة: ‏فَهِيَ الْمَدِينَة , وَتُقَال لَهَا أَيْضًا ( طَابَة )
 
 بِيَدِهِ السَّيْف صَلْتًا: أَيْ مَسْلُولًا
 
 مِنْ قِبَل الْمَشْرِق مَا هُوَ: قال القاضي لفظة "ما هو" زائدة صلة للكلام ليست بنافية , والمراد إثبات أنه في جهات المشرق
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

904 - عن أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا . فأرسلني يوما لحاجة . فقلت : والله لا أذهب . وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق . فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي . قال فنظرت إليه وهو يضحك . فقال : يا أنيس أذهبت حيث أمرتك ؟ قال قلت : نعم . أنا أذهب ، يا رسول الله

 
عن أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا . فأرسلني يوما لحاجة .
فقلت : والله لا أذهب . وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم
فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق .
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي . قال فنظرت إليه وهو يضحك .
فقال : يا أنيس أذهبت حيث أمرتك ؟
قال قلت : نعم . أنا أذهب ، يا رسول الله ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2310 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
و المعنى انه لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشيء فعلته لماذا صنعته ، ولا لشيء لم افعله وكنت مأمورا به لم لم افعله
قال النووي في هذا الحديث : بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه وصفحه
و الحديث يتكلم عن موقف الصحابى أنس بن مالك حين كان صغيراً يخدم النبى صلى الله عليه و سلم فأرسله ليقضى له حاجة ما
فلما خرج مر على صبيان يلعبون فى السوق فوقف معهم ، ففوجىء بالنبى صلى الله عليه و سلم يقبض على قفاه و يقول له ضاحكاً يا أنيس - و هو تصغير انس - : هل ذهبت حيث امرتك ؟
فقال له سأذهب يا رسول الله
 
وقال القرطبي : وقول أنس : ( والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب ) هذا القول : صدر من أنس في حال صغره ، وعدم كمال تمييزه إذ لا يصدر مثله ممن كمل تمييزه ولم يؤدبه صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل بل داعبه ، وأخذ بقفاه وهو يضحك رفقا به ، واستلطافا له ، ثم قال : ( يا أُنيس اذهب حيث أمرتك ) فقال له : أنا أذهب، وهذا كله مقتضى خلقه الكريم، وحلمه العظيم
فخرجت حتى أمر على صبيان: أي فخرجت أذهب إلى أن مررت على صبيان وجاء بصيغة المضارع استحضارا لتلك الحالة
وهم يلعبون في السوق: حال من صبيان
فإذا: للمفاجأة
قابض: أي آخذ
بقفاي: بفتح ياء المتكلم ، والقفا مؤخر العنق
فنظرت إليه: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وهو يضحك: حال من الضمير المجرور
فقال يا أنيس: تصغير أنس
هلا فعلت: هلا بتشديد اللام ومعناها إذا دخلت على الماضي التوبيخ أو اللوم على ترك الفعل .
والمعنى لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء لم أصنعه وكنت مأمورا به لم لا صنعته
 
للمزيد
 

903 - وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا

 
أنه سمع جابر بن عبدالله يسأل عن الورود .
فقال : نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس .
فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد . الأول فالأول .
ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنظرون ؟
فيقولون : ننظر ربنا .
فيقول : أنا ربكم .
فيقولون : حتى ننظر إليك .
فيتجلى لهم يضحك .
فينطلق بهم ويتبعونه . ويعطي كل إنسان منهم ، منافق أو مؤمن ، نورا . ثم يتبعونه .
وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك . تأخذ من شاء الله .
ثم يطفأ نور المنافقين . ثم ينجو المؤمنون .
فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر . سبعون ألفا لا يحاسبون .
ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء . ثم كذلك .
ثم تحل الشفاعة . ويشفعون حتى يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره .
فيجعلون بفناء الجنة .
ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل . ويذهب حراقه .
ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 191 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
الورود: من الوِرْدُ و هو الإِشرافُ على الماء وغيره ؛ بدخول أَو بغير دخول
و المقصود انهم سألوه هل سيدخلون النار لقوله سبحانه و تعالى فى  سورة مريم: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ( 71 )
 
فسرها النبي بأن الورود المرور والعرض، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجواد الخيل والركاب.
 تجري بهم أعمالهم، ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مرور لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس؛ لشدة معاصيه وكثرة معاصيه، فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحدا مؤمنا، وأما الكفار فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعفو الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها، لم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء
 
وهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء -سبحانه وتعالى-. وبعض أهل المعاصي لا يغفر لهم يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته؛ لكثرة معاصيه التي لم يتب منها، وقد تقل ويشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعصاة عدة شفاعات يحد الله له حداً، فيخرجهم من النار فضلاً منه -سبحانه وتعالى- عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله -جل وعلا- فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، يخرجهم من النار بفضله؛ لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود وأن قوله -سبحانه وتعالى- وإن منكم إلا واردها. يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار). فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر، ويسقط
 
فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد: اى ينادى على كل امة من الأمم بما كانت تعبده من الأوثان
 
ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون : اى من تنتظرون ؟ ، فالأخرين قد نادوا عليهم بما كانوا يعبدونه و المسلمون منتظرون لربهم
 
كلاليب وحسك: مثل الخطاطيف و الأشواك ، و الحَسَكُ : نباتٌ من الفصيلة الرُّطْرِيطِيَّة له ثمرةٌ خشِنة تتعلَّق بأَصوافِ الغنَم وأَوبار الإِبل
 
ثم يطفأ نور المنافقين . ثم ينجو المؤمنون : فلا يستطيع  المنافقين العبور من على الصراط و النجاة من الخطاطيف التى تلقيهم فى النار
 
ثم تحل الشفاعة: فيمن دخل النار ليخرجوا منها
 
ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل . ويذهب حراقه: اى ان اهل الجنة يرشوا ماء - يدعى ماء الحياة - على من خرج من النار بالشفاعة و دخل الجنة ، فتنبت اجسادهم المحترقة كما تنبت البذرة فى الارض عندما يمر عليها الماء
 
ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها: ثم يسأل احد الذين دخلوا ، و فى رواية اخرى اخر من يدخل الجنة الله من فضله فيجعل له الله سبحانه و تعالى مثل الدنيا باسرها و عشرة اضعافها ملكاً له فى الجنة
 
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه باليوم الآخر وما يقع فيه من الأهوال، وفي ليلة مقمرة بدرها يسطع في السماء حدثهم صلى الله عليه وسلم عن الحشر، وعن قول الله: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، وقول المسلمين: هذا مكاننا حتى نرى ربنا. حينئذ سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر، فقال: إنكم ستعرضون على ربكم، فترونه كما ترون هذا القمر، هل يضر بعضكم بعضا إذا نظرتم إلى القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله. قال: وهل يزاحم بعضكم بعضا ويؤذيه حين ترون الشمس في وسط السماء ليس دونها سحاب! قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه بسهولة ويسر ووضوح كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس ليس دونها سحاب.
 
ثم أخذ يحدثهم عن هذه الرؤية وعن ظروفها ووقتها، فقال: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، وفي مكان واحد، في أرض واسعة مستوية، لا يخفى منهم أحد، لو دعاهم داع لسمعوه، ولو نظر إليهم ناظر لأدركهم، يقومون أربعين عاما، شاخصة أبصارهم إلى السماء لا يكلمهم ربهم، والشمس على رءوسهم، حتى يلجم العرق كل بر منهم وفاجر، غير أنه يخفف على المؤمن، فيكون ذلك اليوم أقصر عليه من ساعة من نهار، حتى إذا أذن جل شأنه بالانصراف من هذا الموقف، تطايرت الصحف وتم العرض والميزان، ونادى مناد: من كان يعبد شيئا فليتبعه، أيها الناس: أليس عدلا من ربكم الذي خلقكم وصوركم فأحسن صوركم، ورزقكم وأحسن إليكم ثم توليتم غيره أن يولي كل عبد منكم ما كان قد تولى؟ أيها الناس لتنطلق كل أمة مع ما كانت تعبد، ويتمثل لهم الصنم والشيطان والصليب والشمس والقمر، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت والأصنام الطواغيت والأصنام، ويتبع من كان يعبد الصليب صليبهم، فيساقون هم ومعبوداتهم إلى النار، فلا يبقى في الموقف أحد كان يعبد الأصنام والأنصاب، والأوثان والشمس والقمر والنار والإنسان والحيوان والشيطان والملائكة إلا تساقط في النار، ثم يدعى المنحرفون من اليهود، فيقال لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال لهم: كذبتم في ادعائكم أن لله ولدا، سبحانه لم يتخذ من صاحبة ولا ولد، وضللتم في عبادتكم هذه، ولا نجاة لكم اليوم، فيقولون: يا ربنا عطشنا، فاسقنا، فتبدو جهنم أمامهم كأنها ماء، فيقال لهم: هيا ألا تردون! فيحشرون إلى النار، ثم يدعى المبدلون والمحرفون من النصارى، فيقال لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم في ادعائكم أن المسيح ابن الله. ما اتخذ الله من ولد، ولم تكن له صاحبة، فماذا بعد الكفر والضلال؟ فأنى تصرفون؟ فيقولون: يا ربنا عطشنا، فاسقنا، فتبدو لهم جهنم كأنها ماء، فيشار إليها، ويقال لهم: هيا، ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، فيجدونها يحطم بعضها بعضا، حتى إذا لم يبق من الخلائق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر، أتاهم أمر الله، يقول لهم: ماذا تنتظرون؟ ماذا يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: يا ربنا، فارقنا الناس في الدنيا حفاظا على ديننا منهم، ونحن أحوج ما نكون إليهم، هجرنا الأهل والأوطان فرارا بديننا، وأخرجنا من ديارنا وأموالنا، ونحن أحوج ما نكون إليهم، فكيف نتابعهم اليوم، لقد سمعنا: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فنحن ننتظر معبودنا، ننتظر ربنا، فيقال لهم: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله بصورة لم يعهدوها، تقول لهم: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك لست ربنا، ربنا ليس كمثله شيء، فيقال لهم: هل بينكم وبينه علامة! فيقولون: نعم. فيكشف عن الساق، ويتجلى لهم رب العالمين، فيسجد له كل مؤمن، يسجد له كل من كان يعبده بإخلاص، أما المنافقون الذين كانوا يسجدون اتقاء ورياء فإن أصلابهم تتجمد كأصلاب البقر، كلما حاول أحدهم أن يسجد تقليدا للمؤمنين سقط على قفاه ثم يقال للمؤمنين: ارفعوا رءوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم، فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة، ومنهم من يعطى دون ذلك حتى يكون آخرهم من يعطى نوره على إبهام قدمه، ثم يوجهون إلى الصراط، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم. فيقول لهم المنافقون: أنظرونا وتمهلوا نسير في ركابكم ونقتبس من نوركم، فيقولون لهم تبكيتا وخذلانا: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا، فيرجعون إلى المكان الذي وزع فيه النور، فلا يجدون شيئا، فيحاولون اللحاق بالمؤمنين، فيضرب بينهم بسور له باب فيقذفون في النار.
 
وينصب الصراط على شاطئ جهنم، جسر ممدود، أدق من الشعر وأحد من السيف، على جانبيه كلاليب وخطاطيف ذات أسهم من كل جانب، تشبه شوكة السعدان، التي تلصق بأصواف الغنم، ويقف الأنبياء وقلوبهم وجلة، يتضرعون إلى الله، ويقولون: يا رب سلم. يا رب سلم. وتقف الملائكة ممسكة بالكلاليب المأمورة، وهي تقول: يا رب سلم، يا رب سلم وتقف الأمة الإسلامية، ولسانها يلهج بالدعاء: يا رب سلم. يا رب سلم. ومن حولها سائر الرسل وأتباعهم في انتظار أمر الله.
 
ثم ينادي المنادي: أين محمد وأمته؟ فيقوم صلى الله عليه وسلم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فتفرج الأمم لهم عن الطريق. فيمرون غرا محجلين من أثر الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون من يمين وشمال، وتتخطفهم الكلاليب، ويكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يجتاز الصراط، وأمته أول الأمم، ويتسع الصراط لبعض المؤمنين، حتى يكون مثل الوادي، وإن بعضهم يمر عليه كطرف العين، وبعضهم كالبرق، وبعضهم كالسحاب، وبعضهم كانقضاض الكوكب، وبعضهم كالريح، وبعضهم كجياد الخيل، وبعضهم كالطير، وبعضهم كجياد الإبل، وبعضهم كأسرع البهائم، وبعضهم يسعى سعيا، وبعضهم يمشي مشيا تجري بهم أعمالهم، حتى يمر الرجل الذي أعطي نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه يتكفأ به الصراط، يتلبط على بطنه، يجر نفسه بيد، ويتعلق بيد، يجر نفسه برجل ويتعلق برجل، وتضرب جوانبه النار، يقول: يا رب لم أبطأت بي؟ فيقول: أبطأ بك عملك، ويظل يحبو، حتى ينجو، فيلتفت إلى النار، ويقول: تبارك الذي نجاني منك.
 
حتى إذا خلص المؤمنون من النار وقعت المقاصة بينهم على قنطرة بين الجنة والنار، حتى إذا انتهوا إلى الجنة تفقدوا إخوانهم فوجدوا العصاة منهم في النار، فرقت لهم أفئدتهم، واشتدت عليهم حسراتهم، فيجأرون إلى الله بالدعاء، ويناشدونه بكل تذلل أن يعفو عن إخوانهم وأن يخرجهم من النار، يقولون: يا ربنا، إخواننا، كانوا يصومون معنا، ويصلون معنا ويحجون معنا، يا ربنا، آباؤنا، وأجدادنا، أعمامنا، أخوالنا، أبناؤنا، أزواجنا اغفر لهم، شفعنا فيهم، فيقول لهم: اذهبوا فأخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ويأمر ملائكته بإخراجهم، ثم يعودون فيستشفعون في غيرهم فيشفعون، وهكذا حتى يخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خير، فيقول الله تعالى: شفع الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا أبدا، قد صاروا فحما، فيلقيهم في نهر في مقدمة الجنة، يسمى نهر الحياة، فيخرجون منه كالنبتة الصغيرة في نضارتها وحسنها، ويقال: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم من مائكم، فيرشون عليهم من ماء الجنة، فيزدادون نضارة وبهاء ثم يؤذون لهم بدخول الجنة.
 
يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إني أعلم حال آخر أهل النار خروجا من النار، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة، هو رجل يبقى مقبلا بوجهه على النار، فيقول: يا رب، اصرف وجهي عن النار، فقد آذاني ريحها، وأحرقني حرها، يا رب اقبلني واعف عني، يا رب. أقر بذنبي وأعترف بتقصيري، وأرجو واسع رحمتك، ويدعو الله ما شاء أن يدعوه، فيقول الله لملائكته: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت كذا وكذا يوم كذا، وعملت كذا وكذا يوم كذا. فيقول: نعم يا رب، وهو مشفق من كبار ذنوبه، خائف أن تعرض عليه ويؤخذ بها، فيقول: يا رب، قد عملت أشياء لا أراها ههنا؟ فيضحك رب العزة ويرضى عن عبده العاصي، ويقول له: لعلك إن صرفت وجهك عن النار أن تسألني غير ذلك؟ فيقول: لا، لا أسألك غيره، ويقسم ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، فيصرف وجهه عن النار، فيقول لها: تبارك الذي نجاني منك "لقد أعطاني الله من الفضل والرحمة ما لم يعط أحدا من الأولين، والآخرين، ويسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم ترفع له شجرة ذات ظل ظليل، فيقول: يا رب. أدنني من هذه الشجرة، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فقد آذاني الحر والعطش، فيقول له ربه: يا ابن آدم. لعلي إن أعطيتك ما تطلب أن تسألني غيره؟ فيقول: لا يا رب لا أسألك غيره، ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، وربه يقبل عذره، لأنه يرى شيئا لا يستطيع الصبر عليه، فيدنيه من الشجرة فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ويسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم ترفع له شجرة أحسن من الأولى، فيقول مقالته السابقة وربه يعذره فيدنيه منها، ثم ترفع له شجرة ثالثة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول مقالته السابقة، فيقول له ربه: ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، ألم تعطني عهودك ومواثيقك ألا تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألك غيره يا رب. ويعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله، فيدنيه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، أصواتا كالمزامير، فيتسمع ويتطلع فتنفتح أمامه أبواب الجنة فيرى ما فيها من نعيم وسرور وحبور، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول له: يا ابن أدم: ما يقطع مسألتك مني؟ أين عهودك ومواثيقك ألا تسأل؟ فيقول: كرمك أوسع من مسألتي، وفضلك لا ينقصه عطائي، فيقول له: اذهب فادخل الجنة، فيدخلها، فيخيل إليه أنها ملأى، وأن الناس قد أخذوا منازلهم فيها، فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى. فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه اطلب تعط، فيتمنى قصورا وحدائق، وطعاما وشرابا وفرشا وأرائك، فإذا ما طلب ما يشتهي ذكره ربه بأشياء لم يذكرها، يقول له: اطلب كذا وكذا وكذا، مما لا يخطر على قلب بشر، حتى إذا ما انقضت به الأماني قال الله له: ذلك لك وعشرة أمثاله معه، فيقول: يا رب، لا أستحق شيئا من ذلك، لا تكاد عيني تصدق ما ترى، ولا تكاد أذني تصدق ما أسمع، أكاد أغيب عن صوابي، فيضحك رب العزة ويقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر، فيدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فتحتضنانه وتقبلانه وتقولان له: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، فيعيش في سعادة دائمة، وسرور خالد، وهو يقول في نفسه: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت.
 
ذلك أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة، أما أعلاهم منزلة فأولئك الذين اختارهم ربهم واصطفاهم، لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة: 17] فاللهم اجعلنا من أهل الجنة، الناجين من النار، ويسر لنا الموقف العظيم، واهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
 
آمين، آمين. آمين. يا رب العالمين
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

 

902 - جاء حبر من اليهود فقال : إنه إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، والخلائق على إصبع ، ثم يهزهن ، ثم يقول : أنا الملك أنا الملك ، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، تعجبا وتصديقا لقوله ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون }

 
عن عبدالله بن مسعود: جاء حبر من اليهود فقال :
إنه إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السماوات على إصبع ،
والأرضين على إصبع ،
والماء والثرى على إصبع ،
والخلائق على إصبع ،
ثم يهزهن ،
ثم يقول : أنا الملك أنا الملك ،
فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، تعجبا وتصديقا لقوله ،
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون } ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7513 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
جاء حبر: بفتح الحاء وكسرها، وهو العالم من علماء اليهود
 
جعل الله السماوات على إصبع:  فهذا يدل على إثبات الأصابع لله عز وجل ، كما يليق بجلال الله وعظمته
 
حتى بدت نواجذه: وهو ما يظهر عند الضحك من الأسنان وقيل هي الأنياب وقيل الأضراس وقيل الدواخل من الأضراس التي في أقصى الحلق
 
قال ابن بطال لا يحمل ذكر الإصبع على الجارحة بل يحمل على أنه صفة من صفات الذات لا تكيف ولا تحدد " وهذا ينسب للأشعري " وعن ابن فورك يجوز أن يكون الإصبع خلقا يخلقه الله فيحمله الله ما يحمل الإصبع ، ويحتمل أن يراد به القدرة والسلطان ، كقول القائل ما فلان إلا بين إصبعي إذا أراد الإخبار عن قدرته عليه ، وأيد ابن التين الأول بأنه قال على إصبع ولم يقل على إصبعيه ،
قال ابن بطال : وحاصل الخبر أنه ذكر المخلوقات وأخبر عن قدرة الله على جميعها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا له وتعجبا من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى ، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم ، ولذلك قرأ قوله تعالى ( وما قدروا الله حق قدره ) الآية أي ليس قدره في القدرة على ما يخلق على الحد الذي ينتهي إليه الوهم ، ويحيط به الحصر ؛ لأنه تعالى يقدر على إمساك مخلوقاته على غير شيء كما هي اليوم ، قال تعالى ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) وقال ( رفع السماوات بغير عمد ترونها )
 وقال الخطابي لم يقع ذكر الإصبع في القرآن ولا في حديث مقطوع به ، وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع بل هو توقيف أطلقه الشارع فلا يكيف ولا يشبه ، ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي ، فإن اليهود مشبهة وفيما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه ولا تدخل في مذاهب المسلمين ، وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار ، وأما قول الراوي " تصديقا " له فظن منه وحسبان ، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة ، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل ، وبصفرته على الوجل ، ويكون الأمر بخلاف ذلك ، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم ، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره ، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظا فهو محمول على تأويل قوله تعالى ( والسماوات مطويات بيمينه ) أي قدرته على طيها ، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئا في كفه واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه بل يقله ببعض أصابعه ، وقد جرى في أمثالهم فلان يقل - كذا - بإصبعه ويعمله بخنصره انتهى ملخصا ،
وقد تعقب بعضهم إنكار ورود الأصابع لوروده في عدة أحاديث كالحديث الذي أخرجه مسلم " إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن " ولا يرد عليه ؛ لأنه إنما نفى القطع ،
قال القرطبي في المفهم قوله " إن الله يمسك " إلى آخر الحديث ، هذا كله قول اليهودي وهم يعتقدون التجسيم وأن الله شخص ذو جوارح كما يعتقده غلاة المشبهة من هذه الأمة ، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للتعجب من جهل اليهودي ، ولهذا قرأ عند ذلك ( وما قدروا الله حق قدره ) أي ما عرفوه حق معرفته ولا عظموه حق تعظيمه فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة ،
وأما من زاد " وتصديقا له " فليست بشيء فإنها من قول الراوي وهي باطلة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدق المحال وهذه الأوصاف في حق الله محال ؛ إذ لو كان ذا يد وأصابع وجوارح كان كواحد منا فكان يجب له من الافتقار والحدوث والنقص والعجز ما يجب لنا ، ولو كان كذلك لاستحال أن يكون إلها إذ لو جازت الإلهية لمن هذه صفته لصحت للدجال وهو محال ، فالمفضي إليه كذب فقول اليهودي كذب ومحال ، ولذلك أنزل الله في الرد عليه ( وما قدروا الله حق قدره ) وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق وليس كذلك ، فإن قيل قد صح حديث " إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن " 

فالجواب أنه إذا جاءنا مثل هذا في الكلام الصادق تأولناه أو توقفنا فيه إلى أن يتبين وجهه مع القطع باستحالة ظاهره لضرورة صدق من دلت المعجزة على صدقه ، وأما إذا جاء على لسان من يجوز عليه الكذب بل على لسان من أخبر الصادق عن نوعه بالكذب والتحريف كذبناه وقبحناه ،
ثم لو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقا له في المعنى بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه ، ونقطع بأن ظاهره غير مراد انتهى ملخصا . وهذا الذي نحا إليه أخيرا أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة ، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقرير النبي صلى الله عليه وسلم على الباطل وسكوته عن الإنكار وحاشا لله من ذلك ، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار ، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في " كتاب التوحيد " من صحيحه بطريقه قد أجل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكا ، بل لا يوصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف من يؤمن بنبوته
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد