Thursday, December 18, 2014

1537 - من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها . قالوا : يا رسول الله ، أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، صحيح البخاري

من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ،
كان حقا على الله أن يدخله الجنة ،
هاجر في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها .
قالوا : يا رسول الله ، أفلا ننبئ الناس بذلك ؟
قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ،
فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ،
وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7423 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
من آمن بالله ورسوله: يعني وبما جاء من عندهما مجملا ومفصلا
 وأقام الصلاة: أي في مواقيتها
 وصام رمضان: خصهما بالذكر من بين العبادات البدنية تنبيها على عظم شأنهما وتحريضا عليهما لصعوبة موقعهما على الطباع ، ومن راعاهما مع كونهما أشق لا يترك غيرهما غالبا ، ويمكن أن ورود هذا الحديث قبل وجوب الزكاة والحج ، أو عدم ذكرهما لاختصاصهما بالأغنياء
 كان حقا: أي : ثابتا بوعده الصادق
 على الله أن يدخل الجنة: أي دخولا أوليا ، وإلا فمجرد الإيمان كاف لمطلق الدخول ، وقيل : المراد رفع الدرجات من باب ذكر اللازم ، وإرادة الملزوم ; لأن رفعها يستلزم الدخول ، فلا يرد أن الدخول بالفضل والرفع بالأعمال
 جاهد في سبيل الله: ، وروي : هاجر
 أو جلس في أرضه التي ولد فيها: أي ولم يجاهد ولم يهاجر ، والتسوية تدل على أن الجهاد فرض كفاية .
 قال ابن الملك : هذا يدل على أن الحديث صدر يوم فتح مكة ; لأن الهجرة قبله كانت فريضة لكل مؤمن في الابتداء .
 قالوا : أفلا نبشر: وفي نسخة : به
 الناس ؟ قال : إن في الجنة: قال السيوطي : القائل في قالوا معاذ بن جبل كما في الترمذي ، وزاد بعده قال : " ذر الناس يعملون فإن في الجنة "
 مائة درجة: زاد الترمذي : لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم
 أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله: ، هم الغزاة ، أو الحجاج ، أو الذين جاهدوا أنفسهم في مرضاة الله
 ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض: ورد في حديث : إن ما بينهما مسيرة خمسمائة عام ،
 فإذا سألتم الله: أي على الجهاد درجة عالية
 فسلوه: بالتخفيف والنقل ; أي : فاطلبوا منه
 الفردوس فإنه: أي الفردوس
 أوسط الجنة: أي أعدلها وأفضلها وأوسعها وخيرها ذكره السيوطي
 وأعلى الجنة: ، قيل : فيه دلالة على أن السماوات كرية ، فإن الوسط لا يكون أعلى إلا إذا كان كريا .
 قال الطيبي : النكتة في الجمع بين الأعلى والأوسط أنه أراد بأحدهما الحسي وبالآخر المعنوي ، فإن وسط الشيء أفضله وخياره ، وإنما كان كذلك ; لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل ، والأوساط محمية محفوظة .
 قال الطيبي : كانت هي الوسط المحمي ، فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا .
 وفوقه عرش الرحمن: فهو سقف الجنة كما ورد في الحديث ، وفوق بالنصب وفي نسخة بالرفع .
 قال التوربشتي : قيده الأصيلي بضم القاف ; أي أعلاه ، والجمهور بالنصب على الظرف .
 ومنه: أي من الفردوس
 تفجر: أي تتفجر
 أنهار الجنة: أي أصول الأنهار الأربعة من الماء واللبن والخمر والعسل
قال الطيبي ، فإن قلت : كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين ما ورد في صفة أهل الجنة : في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها ؟ قلت : هو مطلق محمول على هذا المقيد ، أو تفسير للمجاهدين بالعموم درجة والدرجات بحسب مراتبهم في الجهاد ، فيكون الفردوس لمن جاهد حق جهاده .
 قال القاضي عياض : يحتمل أن تجرى الدرجات على ظاهره محسوسا كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدري وأن تجرى على المعنى ، والمراد كثرة النعيم وعظيم الإحسان مما لم يخطر على قلب بشر ذكره النووي في شرح مسلم ( رواه البخاري )
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment